الاخبار

إتفاق جنوب السودان هل هو السير بإتجاه الوحدة؟

%name إتفاق جنوب السودان هل هو السير بإتجاه الوحدة؟

إكتملت كافة الترتيبات لتوقيع إتفاق سلام جنوب السودان بين الحكومة وقائد فصائل المعارضة وكان وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد أكد للصحفيين بمدينة جوبا توقيع إتفاقية السلام اليوم الأحد بقاعة الصداقة بالخرطوم وايا ما كان فإن التوقيع يفتح الباب لتساؤلات ظلت تتردد كثيرا في المجالس فحواه هل يكون ذلك تمهيدا لعودة الدولتين للوحدة؟ وهل يكون السبب الأساسي في مضي شمال السودان لتوقيع إتفاقية الجنوب التطلع للإستفادة من هدوء الأحوال في الجنوب وإستعادة المميزات التي إفتقدها خلال الفترة الماضية؟..

أحرف أولى..

الحرب الأهلية بالجنوب السودان إندلعت في العام 2013م إثر إتهام الرئيس سلفا كير ميارديت نائبه السابق بالتخطيط للإنقلاب عليه مما ألقى بآثار سالبة على شعب الجنوب حيث حصدت الحرب التي إندلعت في ديسمبر من العام 2013م أرواح الموتى بالآلاف.

وكان الرئيس سلفاكير ميارديت وقع في يوليو الماضي بالخرطوم بالأحرف الأولى على إتفاق بمعية المعارضة المسلحة التي مثلها نائبه السابق رياك مشار فيما رفضت مجموعات أخرى الركون للتوقيع على الإتفاق النهائي بينها مجموعة الخلاص الوطني التي يتزعمها توماس شريلو ووفقا للإتفاق وافق الطرفان على سحب قواتهما من المناطق الحضرية وفقا لتأطير الإتفاق الأمني وبدأت عملية السير بإتجاه توقيع الإفتقية عقب المهلة التي منحدتها الأمم المتحدة لأطراف النزاع إمتد سقفها الزمني حتى نهاية يونيو الماضي.

ردود أفعال..

رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت علق بأن الإتفاق لن ينهار مستندا على عدم فرضه من أي جهة خارجية مثلما حدث في إتفاق العام 2015م الذي أوضح سلفا أنه فرض عليهم وأنه لم يعطوا الفرصة ليعبروا عن آرائهم مؤكدا أن تسوية القضايا العالقة ستتم بعد توقيع الإتفاق ووفقا لــ (كير) فإن جماعته ستمثل بــ(20) فرد فيما يتم تمثيل مجموعة مشار ومجموعات معارضة أصغر منها بــ(15) فرد ليكتمل عدد الأضعاء الكلي لحكومة الجنوب (35) عضوا.

وزير النفط والغاز السوداني أزهري عبد القادر عن اتفاق بلاده مع دولة جنوب السودان للبدء في إعادة إنتاج النفط من الحقول الواقعة على الحدود بين البلدين، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء القطرية (قنا).

وأوضح عبد القادر في تصريحات للإذاعة السودانية أن الاتفاق يأتي في إطار مبادرة إحلال السلام في دولة جنوب السودان والتي تستضيفها الخرطوم بين رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت ورياك مشار نائبه السابق يوم غد الاثنين.

علاقات نفطية..

في يونيو الماضي أكد وزير النفط أزهري عبد القادر أن العلاقات النفطية بين الخرطوم وجوبا تشهد حراك مكثف لمرحلة إحلال السلام في دولة جنوب السودان وقال أن زيادة الإنتاج النفطي تشكل أولى المؤشرات وساق وقتها بشرى فحواها أن الاتفاق على البداية الفورية في رفع الإنتاج اليومي إلى (80) ألف برميل من حقول “الوحدة” و(50) ألف برميل من حقول “فارغاس”، وزيادة الإنتاج النفطي من حقول “فلج” التي تنتج ( 128) ألف برميل في اليوم وزاد أن العمل يمضي بإتجاه تحقيق هدف وصولها لطاقاتها القصوى البالغة (170) ألف برميل يوميا.

وأكد أزهري عبد القادر جاهزية وزارته للعمل على تأهيل خطوط النفط في دولة جنوب السودان، وإعادتها للعمل في أسرع فرصة ممكنة.

مصالح متبادلة..

وقال أزهري عبد القادر في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية إن زيارة وفد وزارة النفط بدولة جنوب السودان يومي (25) و(26) يونيو الماضي جاءت في إطار التداول بشأن تفاصيل إعادة الإنتاج النفطي للحقول المتوقفة، وأبان أزهري أن إعادة استئناف النفط ستزيد من عائدات السودان من العملة الصعبة من رسوم عبور النفط.

ودخل السودان منظومة الإنتاج النفطي عام 1999م بإنتاج ناهز الــ (500) ألف برميل يوميا إنخفض إلى نحو (72) ألف بعد إنفصال جنوب السودان في العام 2011م وانتقال ثلاثة أرباع الآبار النفطية إلى حكومة الجنوب.

ووفقا للفريق الفاتح الجيلي مصباح فإن الوحدة لم تطرح على طاولة الأحداث في الوقت الحالي إنما المطروح تنشيط حقول محورية ذات أهمية للبلدين في مقدمتها تنشيط البترول والتجارة لكنه يرى أن الوحدة أمر آخر لا علاقة له بما يجري الآن لكنه يرى في ذات الوقت أن الأمور على نحو معتدل مثلما هو متوقع نحو الأفضل فإن العلاقة ستمضي للأقوى مما يصب في خانة مصلحة البلدين.

إختلاف طفيف..

الكاتب الصحفي بصحيفة الأخبار والمحلل السياسي حيدر المكاشفي إتفق مع ما ذهب إليه الفريق الفاتح الجيلي مصباح لكنه زاد أن الوقت الحالي باكر للحديث عن الوحدة وأنه غير وارد نهائيا وسرد شئ من تفاصيل ما جرى قبيل توقيع الإتفاقية بين طرفي النزاع في الجنوب بقوله أن تكليف المشير البشير للوساطة بينهما في ملف السلطة تم بإيعاز من منظمة الإيقادوقال أن الأمر بدأ بمفاوضات حول النفط وإعادة تشغيل آبار النفط المتوقفة وأكد على أن الجدوى الأساسية لدولة السودان تتمثل في تدفق النفط الذي سيبدأ حسب ما أشير إليه في سبتمبر القادم وإستبعد المكاشفي الحديث عن الوحدة حاليا وزاد أنه إذا حدثت وحدة فلن تكون مثلما كان سابقا كأن تكون وحدة كنفدرالية بحيث تحتفظ كل دولة بكيانها منفصلا مع تسيير أمورها مع بعض الإتفاقات التي تصب في خانة مصلحة البلدين.

زر الذهاب إلى الأعلى