في رأس الخلفونا
الغش في مواد ومواصفات البناء عموماً وفي المشروعات الحكومية بصفة خاصة يفترض ان يكون عقابه (الإعدام) في ميدان عام لما يمثله من عبث وإستهانة بأرواح المواطنين لقاء (دراهم) تدخل إلى أصحاب (الكروش) الممتلئة بأموال (السحت) والحرام ولكن بالله عليكم من يعاقب من؟ والجميع قد ولغوا ولا يزالون في الغش والنهب (المفتشر) وصوتنا قد بح ونحن نسلط الضوء على الفساد بكل أنواعه دون أن نجد استجابة من (كبار) المسؤولين وكأن الأمر لا يعنيهم في شيئ !
العبدلله لا يدري ما هي المؤهلات و(المواصفات) التي جاءت بكثير من مسؤولي هذا العهد الزاهي النضير وخاصة بعض الوزراء الذين لا نرى لهم إنجازا بالعين المجردة (ولا بالمايكروسكوب ذاتو) ومن هؤلاء الوزراء (الست) وزيرة التربية والتعليم (الأستاذة آسيا محمد عبدالله) والتي في عهدها شهدنا الكثير من (الكوارث) التي هي كفيلة بإقالتها أو استقالتها (لو بتحس شوية) ، ولكن (الست الوزيرة) التي إنفتحت لها (ليلة القدر) ووجدت نفسها قد انتقلت انتقالاً (دراماتيكيا) من معلمة ثانوي (وربة منزل) إلى (وزيرة) تحيطها هالة المنصب الذي جاءته عند طريق اقتسام كيكة السلطة (الهاملة) قد آثرت (الكنكشة) في الكرسي (مهما حصل) من خسائر في العتاد والممتلكات أو (الأرواح) !
إن ما حدث من كشف وتسريب ثم إعادة لامتحان مادة الكيمياء في إمتحانات الشهادة الأخيرة وما عاشه الطلاب وأولياء الأمور من (نفسيات) ومن (سمعة سيئة) حاقت (بشهادتنا) وما تكلفته الدولة من إجل إعادة الإمتحان ومراقبته من (مليارات) تم استقطاعها من ميزانية المواطن البائس الفقير كل ذلك كان كافياً وكفيلاً بأن تقدم الست الوزيرة استقالتها إلا أنها (عملت رايحة) وكأن الأمر لا يعنيها في شيء.
لو أن الست الوزيرة (شايفة شغلا) لأعدت العدة لفحص ومعاينة كل مباني المدارس التي تحت مسؤوليتها وذلك بعد حادثة وفاة المعلمة التي توفيت نتيجة لانهيار حمامات مدرسة نسيبة بنت كعب للبنات بالثورة الحارة 13 والتي حدثت في عهد الوزيرة التي سبقتها (سعاد عبدالرازق) إذ من المفترض أن تمثل لها تلك الحادثة المأساة (جرس إنذار) يلفت إنتباهها لضرورة مراجعة أبنية المدارس والتأكد من سلامتها وصلاحيتها (لو كانت مؤهلة لقيادة وزارة) !
ولكن يستمر مسلسل أخفاقات (أسيا وفرح) فلا الست (الوزيرة الاتحادية) ولا وزيرها (الولائي) الدكتور فرح مصطفى (مفروض يقدم إستقالتو منذ حادثة إنهيار المرحاض) أعطيا الأمر إهتماما لتحدث كارثة أخرى وتصعد إلى السماء أرواح ثلاثة طالبات دفن تحت أنقاض أحد الفصول الذي إنهار عليهن بإحدى المدارس الخاصة (التي تقبل التلاميذ فيها برسوم متلتلة) لا يصرف منهاعلى البيئة المدرسية شيئاً يذكر بل يذهب ريعها إلى أصحاب الضمير الغائب والجشع المتأصل !
لعل السؤال الآن هو : كيف يتم التصديق بإستيعاب التلاميذ في مثل هذه المدارس التي لا تطابق أدنى المواصفات ؟ ومن هم أفراد هذه العصابة التي (تتربح) من هذه التصديقات وتمنحها لمن لا يستحق حتى وإن أدى ذلك لموت أبنائنا؟ من هو الشخص الذي قام بالتوقيع النهائي لهذه المأساة وقام بإعطاء الموافقة ؟ من يتحمل فقدان أرواح هؤلاء الزهرات اللائي قبرن وهن لا يعلمن أن هنالك نفوساً مريضة جشعة قد عملت على اختطاف حياتهن وهن في بداية مشوار الحياة الطويل لتصاب أسرهن بجرح غائر لا ولن يندمل !
يحكي عن (الزيبق) رحمه الله وقد كانت له (قهوة مشهورة) بالخرطوم (أيام زمان) أن العامل المناط به (سحن البن) صباحاً من أجل إعداد القهوة للموظفين والعمال الذين يرتادون القهوة وهم في طريقهم إلى العمل قد تأخر ، وقد كان البن يتم سحنه في (فندك) كبير من جزع الأشجار المتينة له يد خشبية ضخمة بإرتفاع الشخص الذي يقوم بالسحن ، وهو جالس على كرسيه أمام القهوة رأى (الزيبق) شاب (مفتول) العضلات فصاح فيه أن يحضر وأخبره بما يراد منه فوافق … وعند أول ضربة إنفلق (الفندك) وسط دهشة الجميع إلى نصفين فناداه عمنا الزيبق ولما حضر أمامه سألة :
• يا زول إنتا فطرتا؟
ولما أجابه بأنو ما فطر لسه قام الزيبق بإدخال يده في جيبة وأخرج من (جزلانه) ريال وأعطاه للفتي قائلاً :
• خلاس أمشي أفطر وتعال (هد) القهوة دي فينا !!
والشاهد إنو (آسيا) ود. (فرح) طالما ما عاوزين يستقيلو فحقو نشوفهم لو ما فطرو وهم يشاهدون هذا الدمار الذي حاق بالتعليم في هذا البلاد فحقو (يفطرو) عشان يجو (يهدوهو) في راس (الخلفونا) !!
كسرة:
(لجنة تحقيق) وما عارف شنووو… والكلام المقدد ده (فترنا منو) ولا يعيد هذه الأرواح للحياة ، ولو كان الكلام ده في الصين (الكافرة دي) كان كل الذين تسببوا في موت هؤلاء الطالبات قد تم إعدامهم في ميدان عام بالرصاص.. فما بال قومنا (المهاجرون إلى الله) !!
• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 100 واو – (ليها ثمانية سنين وأربعة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 59 واو (ليها أربعة سنوات و حداشر شهر).