المؤتمر الوطنى .. والبحث عن آلية مستحدثة لجذب الشباب
أعلن رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني د. عبد الرحمن الخضر أنهم سيقودون حوارًا فكريًا وسياسيًا ومجتمعيًا مع الأفراد ونشطاء التواصل الاجتماعي وصولًا إلى تحقيق السلام العادل والتعايش السلمي في كل ربوع المجتمع ودعم التوافق الوطني حول القضايا الوطنية العاجلة، مؤكدًا أن الهدف المحوري لحزبه في المرحلة القادمة تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في 2020م تحظى بمشاركة كل الأحزاب السياسية السودانية، ويرضى عنها من فى الداخل والخارج ، وصولًا إلى التداول السلمي للسلطة. كاشفًا أن إعادة البناء والسجل الحزبي من أكبر التحديات التي تواجهه المؤتمر الوطني ،ويعمل على تجاوزها عبر تشكيل فرق عمل متناسقة.
واعتبر مراقبون حديث الخضر مناورة متعجلة لإبراز الحراك السياسي الذي تشهده دوائر حزبه نحو الانتخابات البرلمانية، التي لم تحسم مسألة القانون المنظم لها ولا تزال بنود مشروعه يجري التشاور لمناقشتها ، كما لم يتم حسم الجدل بشأن تشكيل مفوضية عليا جديدة للانتخابات يتم إنشاؤها وتنظيم عمل أعضائها وفقا لقانون انتخابي جديد تطالب به عدد من التيارات السياسية.
وفسر المراقبون إبراز الخضر للتحضيرات المبكرة التي يقوم بها حزبه للانتخابات بأنه محاولة منه لتغطية حالة الصراعات والتكتلات التي ظلت علاقاتها ببعضها البعض فى تجاذب وتنافس حاد غير معلن ، ثم برزت للعلن في أعقاب محاولة ترتيب البيت الداخلى. واختلفت الآراء بشأن أهدافها فثمة من يرى أنها استهدفت التخلص من القيادات التي ارتبط بها المؤتمر الوطني منذ تأسيسه عبر تأسيس حزب له صبغة ليبرالية وليست دينية، ويتضح هذا من الجدل الذي دار في الفترة الماضية حول العلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، ولاسيما بعد أن أصبح المزاج العام السوداني ينتقد هذه القيادات، بل ويعتبرها مسئوولة عن العديد من الأزمات السياسية والاجتماعية التي يعاني منها السودان وتحميلها مسئولية تدهور الأوضاع في كافة المستويات وتبع ذلك مشروع الإصلاح السياسي ومحاربة الفساد الذي يندرج في إطار مشروع التسوية السياسية والتعايش وهو المشروع الذي يستهدف تحقيق مصالحات. وأشار الخضر إلى أنهم يسعون إليها عبر التوافق مع نشطاء التواصل الاجتماعي بادارة حوار فكري وسياسي ومجتمعي لإعادة بناء الثقة التى يرى هؤلاء النشطاء أنها المفقودة بين المؤتمر الوطني ومكونات المجتمع.
لكن ثمة أسئلة تنتظر الإجابة ماهو شكل التغييرات المطلوبة من المؤتمر الوطني والتى ينبغى أن يحدثها في برامجه خاصة فيما يتعلق بالشباب، وإلى أي مدًى يمكن أن يستجيب للأصوات من قبل القوى السياسية التي تنادي بتفكيك بعض المؤسسات الخاصة بالشباب، وآخرها مطالبة المؤتمر الشعبي بتفكيك الوحدات الجهادية وغيرها من المطالبات التي تندرج في إطار مشروع التسوية السياسية.
وقال نائب رئيس القطاع الفئوي بالمؤتمر الوطني، د.عبيدالله محمد عبدالله، لـ “لصيحة”الصادرة يوم الجمعة إن المؤتمر الوطني كغيره من الأحزاب السياسية يسعى إلى تجديد مواعينه للحاضنات القطاعية خاصة إذا كان الحديث يدور حول الشرائح الحية مثل الطلاب والشباب والمرأة ، وهذه الفئات لها خصوصية لذلك تتم مراجعة الأنشطة التي تمارسها كل فترة حتى تكون مواكبة لأنه لايمكن العمل بذات الوسائل و المواعين التي تخدم هذه الفئات منذ عدة سنوات وبالضرورة يتعين أن تكون هناك وسائل جديدة تستجيب لحاجات الشرائح الآنية، والمؤتمر الوطني غير بعيد عن المواكبة فهناك متابعة وتفاكر لاستحداث الوسائل الكفيلة لتحقيق المواكبة خاصة في قطاع الشباب الذي يواجه تحديات كبيرة.
وأضاف أن المؤتمر الوطني أكثر حزب يعمل على تجديد الأنشطة والوسائل لمواكبة قضايا العصر ويشكل حضورًا كبيرًا في مخاطبة القضايا الآنية ويبحث عن الحلول ومعالجات للمشكلات التي تواجه جميع شرائح المجتمع سواءً أكانت قضايا الشباب أوالمرأة أوالطلاب.
وتساءل عبيد الله لا أدري ما الهدف من مطالبة البعض بتفكيك مؤسسات يمكن تغيير هدفها دون تفكيكها مثل حالة الدفاع الشعبي الذي يمكن تغيير هدفه من عمل عسكري صرف الى واجهة مساعدة في العمل المدني ويكون له دور داعم ومساند لسياسات الدولة؟ مضيفًا لكن ليس منطقيًا إلغاء هذه المؤسسات، وأيضًا الخدمة الوطنية- إحدى منظمات المجتمع المدني- تعمل في مجال درء الكوارث والتعليم والصحة وغيرها من قطاعات الخدمة المدنية وهي الآن ذراع مساعد للمجتمع أكثر منها ذراعًا عسكريَا بالمفهوم القديم. بالتأكيد يعني هناك تطوير لمواكبة هذه المؤسسات.
واعتبر المحلل السياسي، بروفيسور الطيب زين العابدين، حديث رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، عبدالرحمن الخضر، بأنه يندرج في باب الدعاية السياسية التي يقوم بها المؤتمر الوطني هذه الأيام للترويج لإعادة ترشيح البشير في انتخابات (2020) التى أصبحت أجندة لكثير من الناشطين في المؤتمر الوطني.
وأشار بروفيسور الطيب لـ “الصيحة” إلى أن المؤتمر الوطني كوّن العديد من اللجان برئاسة أحمد إبراهيم الطاهر قبل عامين تحت ما يسمى بإصلاح الحزب ، لكن إلى الآن لا أحد يعرف ماذا تم في إصلاح الحزب، وكل شخص يأتي ليعلن برامج تعبئة لإصلاح الحزب ويذهب دون إحداث إصلاح.
وأضاف بروف الطيب أن المؤتمر الوطني مخالف لأسس الديمقراطية لذلك أصبح غير جاذب للشباب للانضمام اليه ، لأن كل قيادات الطلاب والشباب في المؤسسات التي ترعى شؤونهم معينة وليست منتخبة وكل من هذه القيادات لها تطلعات لتولي منصب في الجهاز التنفيذي في الدولة، فهذه الطريقة منفرة للشباب أكثر مما هي جاذبة لأنهم يتطلعون للتدرج عبر أسس ديمقراطية تعتمد على العطاء والجهد وليس المحسوبية ، مشيرًا إلى غياب البرامج والسياسات في المؤتمر الوطني التي يمكن أن تجعل هؤلاء الشباب أكثر ارتباطًا بالحزب والدفاع عنه، وتساءل هل يمكن لأحد منهم أن يدافع عن استمرار الحرب في المنطقتين أو انفصال الجنوب؟
وقطع بروف الطيب في ختام حديثه أنه لا أحد يطمع في تطور سياسي في ما يطرحه المؤتمر الوطني في مساعيه عبر حوار الأفراد والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، وأضاف ” القوى السياسية الآن تتساءل عن ماذا تم في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي لها صلة بالحريات والسلام وإصلاح الاقتصاد حتى يبدأ المؤتمر الوطني حوارًا مع النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي”.
تقرير : الطيب محمد خير
الخرطوم (صحيفة الصيحة)