100 فاسد.. 10,000 شهيد
في حديث منسوب الى اللواء عمر نمر مرت عليه عدة أيام، قرأته في مجموعة واتساب من بين أعضاءها السيد اللواء، ولم يتم نفي الحديث، مما يرجح صحة نسبه، رغم ما به من تجافي لغة نمر في الكتابة، ولعل ضميره أبى إلا أن تخرج كلماته كتلك، مرتبكة ومتناقضة، يقول نمر (أيها الإخوان المسلمين، أيها المؤتمر الوطني اتقوا الله في أنفسكم، وفي دعوتكم وفي التاريخ الذي لن يرحمكم بتلقفكم لكلمة الفساد ودمغ أنفسكم بها، أنظروا الى عضويتكم والى جيرانكم وقوموا بإحصاء المباني الجميلة في أحيائكم، كم المملوك منها لأعضاء المؤتمر الوطني وكم المملوك منها لغيركم حتماً ستتفاجأوا كما تفاجأت أنا حيث أسكن لا تقل العمائر والمباني الجميلة عن (400) عمارة ومبنى جميل لا يمتلك أي عضو من أعضاء المؤتمر الوطني غير (5) من أقدم وأقبح تلك المباني، ولكن لم يسأل أحد عن مصدر تلك المباني ومن أين أتى أصحابها بالأموال فقط أسأل أنا رغم أنني أنا الوحيد الذي يمكنه إثبات من أين أموالي)،
ويقول (انظروا إلى مخربي الاقتصاد الحقيقيين من مهربي الذهب وتجار العمله وتجار السوق الذين يتهربون من الضرائب وتجار الأراضي والعقارات لن تجدوا بينهم مؤتمر وطني واحد، انظروا الى تجار المحاصيل وأصحاب حصائل الصادر الهاربة لن تجدوا بينهم مؤتمر وطني واحد، أدخلوا المناطق الصناعية وتجارة الجملة وكبار المستوردين الذين أتوا من حيث لا يعلمهم أحد لن تجد فيهم مؤتمر وطني واحد، أنظروا إلى أساطيل النقل ومصانع الحديد والأسمنت هل تروا فيهم أحد أعضاء الحركة الإسلامية؟؟؟ مالكم أيها الناس تمسكون بحبل المشنقة وتلفونه حول أعناقكم، أنظروا حولكم هل هناك أفقر من الوزراء السابقين والولاة السابقين؟؟؟ أين ما سرقوا من مال وترونهم يومياً يدخلون عليكم المكاتب لتلقي (عطية مزين) إن لم تنتبهوا لهذه الحملة الجائرة المغرضة ستكون نهايتكم من هذا الباب.
وقال نمر (أنا لا أنكر وجود الفساد وهو طبيعة البشر ولكني أنكر أن يكون علامة ووسم لمنظومة متكاملة وجماعة بأكملها ينظر إليها الناس بأنها أصل الفساد والإفساد).
كم قدمت الحركة الإسلامية من شهداء (تجاوزوا العشرة آلاف شهيد) ماذا يعني وجود مائة فاسد من عدد الشهداء وماذا يعني من عدد ملايين الإخوان المسلمين، هذه الحملة منظمة وأعدت بليل ويا للأسف تلقفناها وسرنا بها نصيح في الناس بأننا قطط سمان وتماسيح وفاسدين أيها الناس اتقوا الله في أنفسكم وأرموا عنكم هذا الحمل الفاسد النتن وعالجوا مشاكلكم الداخلية بلجان من عقلائكم ولا تدعوها ياخذكم بها الأعداء.
اللواء نمر أعترف بكل المآسى التي حاقت ببلادنا، ولكنه نسبها للمجهول مبرءً لقومه من الإسلاميين، وارتكب مبالغات مفضوحة في ذكر (5) من رهطه يسكنون مباني خربة من بين (400) من المجهولين من غير قومه، وربما نمر لا يعرف عضوية المؤتمر الوطنى والحركة (الإسلامية)، وأنا أدعوه لعمل إحصاء حيث يسكن ليرتد إليه بصره وهو حسير، وعدد من الفاسدين (مخربي الاقتصاد، مهربي الذهب، تجار العملة، وتجار السوق متهربين من الضرائب، وتجار الأراضي، والعقارات، تجار المحاصيل، وأصحاب حصائل الصادر الهاربة، كبار المستوردين، أساطيل النقل، ومصانع الحديد والأسمنت)، نمر (جاء يكحلها عماها)، فأشهر أصحاب العناوين الموصوفين بمخربي الاقتصاد هم من جماعته، بل أن غالب هذه النشاطات تتعامل فيها مؤسسات وشركات حكومية أو تشارك فيها الحكومة، وهي أس البلاء، وإن يريد إثباتاً يجد عندي قائمة بأسماء من يصفهم بمخربي الاقتصاد.
تلميحات عمر بأن الققبض على الفاسدين مؤامرة يعززه فهمه لمشروعه الحضاري المنهار، مائة فاسد بينما كانوا في 1995م (بضع) على قول المرحوم حسن الترابي، وكيف جاز لك المقارنة بين (شهداء) وفاسدين، ربما لأنهم كانوا وقود حربكم في جنوب فصلتموه في طرفة عين، أما الفقراء من الوزراء والولاة السابقين فليذكر لنا واحداً وسنأتيه بالخبر اليقين.
وبزعم أن الحركة الإسلامية قدمت (10,000) شهيد وهو رقم مبالغ فيه لأن الحصر بعد انتهاء حرب الجنوب لم يتجاوز (4,000) مسجلين لدى منظمة الشهيد، ومع ذلك، فأن فاسديكم يتجاوز عددهم، عدد الدستوريين ومنهم السابقين، فهم (10,000) دستوري أو يزيدون، وأنت ترى كيف قاوم البرلمان رفع الحصانة عن أعضائه،
كمراقب أختلف معك في أن تكون حملة تطهيركم من الفاسدين باباً لنهايتكم، أذكياءكم يقولون إنها ربما لإعادة بعض من هيبة ومصداقية زالت، في كل الأحوال أنتم ذاهبون لمحكمة التاريخ بعد زوالكم، والتاريخ لا يرحم.