وهل فعلتم ما يرفع البلاء ؟!
قالت أمينة المرأة بالمؤتمر الوطني “قمر خليفة هباني”: إن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد حالياً هي (ابتلاء من الله) ، وليست كارثة ، وعلى كل الأحزاب أن تسعى للبحث عن حلول وزيادة الإنتاج و الإنتاجية .
حسناً .. هو ابتلاء من الله ، ولكن كيف يرفع الله عنا البلاء كقيادة وحكومة مسؤولة عن شعبها أولاً ، ثم عن عباد الله من رعية هذه الدولة ، إن لم نحقق أسباب رفع البلاء ، وذلك بالعمل الصالح ، وتقوى الله ومخافته ، والعدل بين الناس ، واجتناب المعاصي ومن بينها أكل المال العام الحرام ؟
لابد أن تستقيم الدولة – كل الدولة – يا شيخة “قمر” ، من أعلاها إلى أدناها ليرفع الله عنها البلاء ، فلن يرفعه بالحديث غير المنتج في المنابر السياسية ولن يرفعه – جل وعلا – بالخطب الحماسية .
أما زيادة الإنتاج ، فهي محض شعارات لا يمكن أن تتحقق وتتنزل واقعاً بين الناس ، ما لم تكن هناك قيادات تنفيذية منتجة .. مخلصة .. مثابرة .. ومتجردة من المصالح الخاصة المادية والذاتية ، تقود دفة العمل في كل مشروعات التنمية الزراعية والصناعية والخدمية .
بلادنا تزرع في أغلب المواسم الزراعية ما يزيد عن (40) مليون فدان في المشاريع المروية والمطرية ، لكنها لا تنتج ما ينبغي أن تنتج مثل هذه المساحات الكبيرة من محاصيل لو أنها زُرعت في بلد آخر غير السودان بذات الطقس والتربة !!
الفرق في المنهج والإدارة والتقانة .. ولذا قد تنتج عشرة ملايين فدان أضعاف ما تنتجه أربعون مليون فدان !!
لو أن الله ابتلانا حقاً .. بحالنا الاقتصادي المائل والماثل للجميع ، فإنه سبحانه وتعالى ابتلانا بحكومة ضعيفة ، وقطاع اقتصادي عاجز عن تحويل ثروات السودان الطبيعية الهائلة إلى جنات في الأرض تجري فوقها الأنهار !!
استقيموا .. واعملوا بتجرد .. وانبذوا الدنيا .. فإن الله لطيف بعباده .. (هو الرزاق ذو القوة المتين) .