ما هي فوائد الماء
- ١ الماء
- ٢ دورة الماء في الطبيعة
- ٢.١ مراحل دورة الماء
- ٣ أهمية الماء
- ٣.١ أهمية الماء للإنسان
- ٣.٢ أهمية الماء في الزّراعة
- ٣.٣ أهمية الماء في الصناعة
- ٤ خصائص الماء
- ٥ المراجع
الماء
قَال سُبحَانَه وَتَعَالى: (وَجَعَلْنَاْ مِنَ المَاْءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاْ يُؤْمِنُوْنَ)،[١] تَكفِي هَذه الآيَة الكَريمة لِتُدَّلل عَلى أَهَمِيَّة المَاء فِي الحَياة، فالله عزَّ وجلّ جَعَلَ مِنَ المَاء السِّر الدَّفِين لِكُلِّ شَيءٍ حَيٍّ عَلَى هَذه الكُرَة الأَرضِيَّةِ، وَبِاختِفَائها تَختَفِي الحَيَاة، فَهو أَحَد أَهَمّ العَناصِرِالأَسَاسِيَّةِ المُهِمَّةِ التّي يَقوم عَليها كَوكَب الأَرضِ، حَيثُ إنَّه يُشَكِّل مَا نِسبَته 71% مِن مَسَاحَةِ الأَرضِ. وَهوَ عِبارة عَن مُركَّب كِيميائِيّ مُكَوَّن مِن ذَرَّتَين مِنَ الهيدروجين وَذرَّة وَاحِدة مِن الأكسجين، وَيَكونُ سَائِلاً شَفّافاً، لا طَعمَ لَه وَلا لَون وَلا رَائِحة.
يَتَوَاجَدُ المَاء بِثلاثِ حَالاتٍ: السَّائِلَة عَلى شَكلِ مُحيطَاتٍ، وَأَنهَارٍ، وَبِحَارٍ، وَبُحَيراتٍ، وَيَنَابِيعٍ، وَأَمطَارٍ، وَهِي الحَالَة الأَكثر شُيوعَاً عَلى سَطحِ الأَرضِ حَيث إنَّ الحَالةَ السَّائِلَةَ هِي المَسؤُولَة عَن العَمَلِيَّاتِ الحَيويَّةِ دَاخِل الكَائِنات الحَيَّة. والحَالة الصَّلبَة عَلى شَكلِ ثُلوجٍ وَمُسطَّحَاتٍ جَليديَّةٍ. وَالحَالَة الغَازِيَّة كَبُخَارِ المَاءِ المَوجود فِي الجو المُسَبِّب لِظَاهِرَةِ الحَملِ الحَرارِيِّ.
دورة الماء في الطبيعة
يُمكِن تَعريف دورة الماء عَلى أَنَّها الحَرَكة المُستَمِرَّة لِلمَاءِ بَين سَطحٍ الأَرضِ وَالهَواء، والتي يَتَحوَّلُ المَاءُ خِلالها مِنَ الحَالةِ السَّائِلَةِ إِلى الغَازِيَّةِ، ثُمَّ يعودُ إلى الحَالَةِ السَّائِلَةِ مَرَّةً أُخرى.
مراحل دورة الماء
تمرّ الماء بعدّة مراحل وهي كالآتي:[٢]
- امتِصاص مِياه المُحيطَاتِ وَالأَنهارِ الجَارِية لِحَرَارَةِ الشَّمسِ فَتَحدُثُ عَمَلِيَّة التَّبَخُّر(بالإنجليزية: Evaporationn).
- ارتِفاع البُخار إِلى الغِلافِ الجَويِّ لِتَحدُث عَمَلِيَّة التَّكَاثُف (بالإنجليزية: Condensationn) عَلى شَكلِ قَطَراتٍ تُشَكِّلُ السُّحُب، فَتَتَساقَط ُ عَلى شَكلِ أَمطارٍ وَبَردٍ، وَثَلجٍ.
- يَتَجَمَّعُ جُزءٌ مِنَ المِياهِ عَلى سَطحِ الأَرض، وَيَجري عَبرَ المُنحَدَراتِ لِتشكيلِ المِياهِ السَطحِيَّةِ مِن سُيولٍ، وَبِحارٍ، وَأَنهَارٍ، وَيَصبُّ فِي مِياهِ المُحيطاتِ، وَجُزء يَصلُ إِلى بَاطِن الأَرضِ لِيُكَوِّن المِياهُ الجَّوفِيَّة، وَبَعضٌ مِن هَذه المِياه تَمتَصُّها التربَة وَجُذورالنباتات لاستعمالها فِي عمَلِياتها الحيويَّة لِتتبَخَّر لاحقاً مِن سَطحِ الأوراقِ فِي عَمليَّة النَّتح (بالإنجليزية: Transpiration).
أهمية الماء
لِلمَاءِ أَهميَّة كَبيرَة فِي حَياةِ كُلِّ مَا عَلى الأِرضِ، فَحتَّى تَستَطيع الكَائِنَات الحيَّة العَيش، لا تَستَطيع أَن تَستَغني عَن المَاءِ. تَكمُن أَهميَّة المَاء فِي الجَوانِب الآتية:
أهمية الماء للإنسان
- حماية القلب من الجلطات القلبيَّة، حَيث إنَّ الإكثَار مِن شُرب المَاء يَزيد مِن سُيولَة الدّم، بِالتّالي فَهو يَعمَل كَمُضادٍّ للتَّخثرِ.[٣]
- الحماية من أمراض شرايين القلب، إِذ تَنتُج أَمراض شَرايين القَلب مِن تَراكُم الدُّهون بِالشّرايين فَتُعيقُ تَدَفُّق الدَّم خلِالها، وَهنا يَأتِي دَور شُرب المَاء الذي يَعمَل عَلى خَفضِ مُستَوى الكولسترول بِالدَّم، بِالتّالي خَفض نِسبَة الدُّهُون.[٣]
- الوِقايَة مِن التهابات المجاري البوليَّة وترسُّبَات حَصوات الكلى وَالمَرارَة، حَيث يَتسبب قِلَّة شُرب المَاء فِي الكثير مِن الاضطرابَات فِي الجِهاز البَولي.[٤]
- الوقاية من سرطان القولون، حيث إنَّ المُحافَظة عَلى شُرب المَاء بِانتظام يُقلّل مِن احتِمَاليّة الإِصابة بِسَرطان القُولون بِنسبَةِ 45%.[٥]
- السَّيطرة عَلى الشُّعور بِالجوع وفقدان الوزن، حَيث يُساعد شُرب المَاء قَبل الوَجَبات فِي السَّيطرة عَلى الشّعور بِالجوع، إِذ يَعمَل عَلى مَلء المعدة، وَتَقليل المُيول نَحو الطّعام، مما يُؤدّي إِلى زِيَادة مُعدَّلات حَرق الدُّهون بِالجسمِ بِالتّالي فُقدان الوَزن.[٤]
- طَارد للسّموم، يُساعد المَاء عَلى طَردِ السُّمومِ مِن الجِسمِ بِطريقتين هُما: العَرَق والبَول، وَشرب الكمِيَّات الكَافِية مِن المَاءِ تَعمَلُ عَلى إِذابَة الأملاح وَالمعادن المَوجودة فِي البَولِ وَتخليص الجِسم مِنها.[٦]
- يُخفّف من التّعب، عِند وُجود كَميَّات قَليلة مِن المَاءِ دَاخل الجِسم، يَقِلّ حَجم الدم فَيحتاج القَلبُ جهداً أَكبر لِضَخِّ الدَّم مَا يُؤدّي إِلى الشُّعورِ بِالتَّعَبِ، وَيُعتَبر التّعب أَوَّل أَعرَاض جَفاف الجِسم.[٧]
- يُساعد على الهضم وعلاج الإمساك، إِذ يُساعِدُ شُرب كَميَّات وَافِرة مِن المَاءِ عَلى تَعزيزِ عَملِيَّات الأَيض دَاخل الجِسم، مَا يُسهم إِلى تَحسينِ عَمَل الجهاز الهَضميّ، وَتَسهيل حَرَكة الأَمعاء.[٤]
- يُنظّم الماءُ دَرجة حَرارة الجسم، يَعمل عَلى تَخفيفِ حَرارةِ الجِسم عَند ارتِفاعِ دَرجاتِ الحَرارَةِ أَو خِلال بَذل مَجهود جَسَدِيّ. [٤]
- يَمنع رَائِحة الفم الكريهة، حَيث إنَّ بَقاء الفَم رَطبَاً يُسهِّم فِي التَخَلُّصِ مِن الطَّعامِ العَالِق وَالبِكتيريا المَوجُودة فِي الفَمِ.
- يُحافِظ عَلى بَشرَة صِحيَّة، إِذ يُعتَبر المَاء أَساس الجَمال، فَشُرب كَميَّاتٍ كَافِية مِن المَاءِ تُسهِم فِي تَجديدِ أَنسِجَةِ الجِلدِ، وَالمُحافَظة عَلى رُطوبَةِ وَحيويَّة البَشرةِ، والتَّخفيفِ مِن النُّدوبِ وَالحبُوبِ والتَّجاعِيدِ.[٨]
- لا تَقتَصِر أَهميَّة المَاء للإِنسانِ عَلى مُساعَدَتِه فِي أَداءِ عَمليَّاتِه الحَيويَّة فِي دَاخل جِسمِه، وَإنَّما يَستغلّ المَاء فِي تَدبيرِ الكَثيرِ مِن أُمورِ حَياتِه الأُخرى، فَالإنسان يَحتاج لِلماءِ للنَّظافَةِ، وَالاستحمامِ، وَفي إِعدادِ الطَّعامِ، وَفي التَخلُّصِ مَن الفَضَلاتِ وَالأَوساخِ.
أهمية الماء في الزّراعة
يُعتَبر المَاء عنصر مُهمّ فِي الزِّراعَة لا يُمكن الاستغنَاء عَنه؛ فَالنّباتات تَحتَاج إِلى المَاءِ حتَّى تَنمو وَتَعيش، حَيث إنَّ بَعض أَنوَاع المَحاصِيل تَحتَاج إِلى كَميَّةٍ وَافِرَةٍ مِنَ المَاءِ حتَّى تُعطينا الثِّمار، سَواء أَكانت مِياه الأَمطار أَو مِياه الريّ، فَالنباتات تَحتَاج لِلماءِ الذي تَأخذه مِن جُذروها وَتنقُله لِبقيَّة أَجزَاء النّبتة، وَترجِع أَهميَّة المَاء للنّباتَات للأَسبابِ الآتيةِ:[٩]
- يَدخل المَاء فِي تَركيبِ البروتوبلاست (المادة الحية)، ويمثل 95% من الوزن الكُليّ لَها، وَتكمُن أَهميّة المَاء أَنَّ مُعظَم المواد العُضويَّة المَوجودة بِالبروتوبلاست مِن كَربوهَيدرات وَأحماض نَوويّة، وَبروتينات تَكون بِحالَتها الطَّبيعية بِوجودِ المَاءِ.
- التَّفاعُلات الكِيميائيّة فِي البوتوبلاست تحتاجُ الماء، مُعظَم التَّفاعُلات الكِيميائيّة تَحتاج إِلى إِضافَة المَاءِ أَو إِزالته، إذ تلزم عَمَليَّة تَحوُّل النَّشا إلى جلوكوز إِضافَة المَاء.
- يُعتَبر المَاء مَصدر ذرَّات الهَيدروجين، وَتكمُن أَهميَّة ذرَات الهيدروجين فِي اختزالِ ثاني أكسيد الكربون فِي عَمَليَّة البناء الضوئيّ.
- يُوفّرالماء البِيئة المُلائِمة لِحرَكة المواد الذَّائِبة فِي الخَشب واللّحاءِ.
أهمية الماء في الصناعة
تَعتَمِد الكَثير مِن المُنتجاتِ عَلى المَاءِ لِيتمّ إِنتاجها؛ كَالورَقِ والنِّفطِ، كَما يُستَخدم المَاء فِي صِناعة العديد مِن المُعلَّباتِ وَالمشروبَات الغازِيَّة، وَقد كَانت الثّورة الكبيرة فِي استغلالِ مَصادر المِياه هُو استِخدامها فِي تَوليدِ الكَهرباء، والتي شَكَّلت أَساس الثّورة الصناعيَّة فِي عَالمنا المُتطوّر حالِيَّاً، حيث يُستَخدَم المَاء فِي إِنتاج الكَهرباء وَتوليد القُدرات الكهربائيّة، كَما يُستَعمل كَمُبرِّدٍ لِلعديدِ مِن الصِّناعَاتِ، وَكمادَّة نَاقِلة لِتصريفِ النّفايات مِن خِلالها.
خصائص الماء
يَمتَلِك المَاءُ عِدَّة خَصائِص تُمَيِّزه عَن غيره مِنَ المُرَكَّبات الأُخرى، وَتَجعله الأَساس الذي يَقومُ عَليه كَوكَب الأَرضِ، وَمِن أَهمِّ هَذه الخَصائِص:
- يُعَدُّ المَاءُ مُذيبَاً جَيِّداً لِكَثيرٍ مِنَ الموادِ العُضويَّةِ وَغير العُضويَّة.[١٠]
- يُعتَبَرُ المَاءُ مُتَعَادلاً كِيميائِيَّاً، حَيث إنِّ الرَّقمَ الهَيدروجينيّ يُساوي 77، وَهذا يَعني أَنَّه لا يُمكِن اعتِباره مَادَّة حِمضيَّة أو قَاعِديَّة.
- ظَاهِرة شذوذ الماء التي تُساعِد الكائِنات البَحرِيَّة على البَقاءِ عَلى قَيدِ الحَياةِ فِي الظُّروفِ المُتجمِّدة وَالجليديَّة، حَيثُ يَنكَمِشُ المَاءُ بِالتَّبريدِ حتَّى تَصِل دَرجة بُرودَته إِلى 4 درجاٍت مِئَويَّةٍ ثُمَّ يَبدَأ بِالتَّمدد بِالبُرودَةِ عَكسِ المواد الأُخرى التي تَنكَمِش بِالبُرودَة وتتمدّد بِالحرَارَةِ.
- قُوَّة التَّماسُك، وَهي عِبارَة عَن قُوى تَجاذُبٍ تَظهَرُ بَين جُزيئَات المَادَّةِ الوَاحِدَةِ، حَيث تَميلُ جُزيئاتُ الماءِ إِلى التَصَرُّفِ كَمَجموعَاتٍ مُتَرابِطَةٍ وَليس كَجُزيئَاتٍ مُنفَصِلَةٍ، وَهذا يُسَاعِد عَلى زِيادَةِ التَوتُّر السَّطحي لِلمَاءِ.[١١]
- قُوَّة التَّلاصُقِ، وَهي عِبارَة عَن قُوى تَجاذُبٍ بَينَ الجُزيئَاتِ غَيرالمُتَشابِهَة، حَيث تُساعِد قُوَّةُ تَلاصُق جُزيئَات المَاءِ مَع جُدرَان الوعَاء المَوضُوع فِيه عَلى ارتِفاعِ المَاءِ فِي الوعَاء، وَمِن أَهم الأَمثِلَة عَلى هَذه القوَّة، ارتِفَاع المَاء فِي الأَنابِيبِ الشَعريَّةِ التي تَتكوَّن جُدرَانها مِن مَواد جَاذِبَة لِلمَاءِ كالسّليولوز فِي النَّباتِ.[١١]
- قُدرَة المَاء عَلى الانتقالِ مِن الوَسَطِ قَليلِ المُلوحَةِ إِلى وَسطٍ عالي المُلوحَة، وَيظهَرُ تَأثِير هذه الخاصيَّة فِي كَيفِيَّةِ انتِقالِ المَاءِ مِن التُّربَةِ إلى الجذورِ ذَات الكَثافَة الملحيَّة الأَعلَى.
- الخَصائِص الحَرارِيَّة لِلمَاءِ والتي تتمثَّل بِـ:[١٠]
- الحَرارَة النَّوعِيَّة، وَهي عِبارَة عَن كَميَّةِ الحَرارَةِ اللازِمَة لِرَفعِ دَرجة حرَارة 11 غرام مِن المادَّةِ بِمقدَارِ دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ، وَتَمتَازُ الحَرَارَةُ النَوعِيَّةُ لِلمَاءِ بِارتِفاعِها نِسبَة إِلى المَوادِّ الأُخرَى، حَيث تَصِل إِلى 4.18 جول/غ.ْس، وَتُساعِد الحَرارِة النَوعِيَّة الكَبيرَة لِلمَاءِ عَلى الاحتِفَاظِ بِالحَرارَةِ لأكبَرِ وَقتٍ مُمكِن مَا يُساهِم فِي فَوائِدٍ عِدَّة عَلى الصَّعيدِ الخَلوِيِّ، وَالصَّعيدِ الجَوِيِّ.
- حَرارة التَّبخُّر وَهي مِقدَار الحَرارَة اللّازِمَة لِتغييرِ حَالَة كُتلة مُعيَّنة مِنَ المادَّةِ مَنَ الحَالَةِ السَّائِلَةِ إِلى الحَالَةِ الغَازِيَّةِ، وَتكمُن أَهميَّة هَذه الخَاصِيَّة عَلى تَخلِيص جِسمِ الإِنسانِ وَغيره مِنَ الكَائِناتِ مِنَ الحَرارَةِ الزَّائِدَة فِي جِسمِه.