كيف تؤثر أفكارنا علينا؟
يقول فيكتور هوغو : “إنّ غزو الجيوش يمكن مقاومته أما غزو الأفكار فلا”.فالأفكار لها تأثير قوي في توجيه الناس إلى إتّجاهات معيّنة ،بالتّأثير عليهم وإقناعهم بهذه الأفكار ثم سلخهم عن هويتهم الأصليّة وجعلهم تابع لأصحابها، كما يحدث الآن من غزو فكري غربي لدول الشرق الأوسط وتصدير بضاعتهم الفاسدة من أخلاق وقيم منحلّة لتحل محل القيم والأخلاق العربيّة الأصيلة وللسيطرة فيما بعد على هذه الشعوب بعد سلخها عن هويّتها العربيّة والإسلاميّة، وما تقوم به بعض الدول الغربية من تشويه لصورة النبي الكريم الذي يمثل القدوة بالنسبة للمسلمين وتعتبر أحاديثه المرجع الثاني بعد القرآن الكريم في التّشريع الإسلامي.
ويقول ابن سينا العالم العربي الشهير:”إنّ قوّة التفكير قادرة على إحداث المرض والشفاء منه “،وقد قرأت قصة تؤيد هذا القول تتحدث عن معجزات العقل الباطن . يستعرض الدكتور برونو كلوجفر حالة مريض بالسرطان في جهازه اللّمفاوي وهو في مرحلته الأخيرة كان قد عولج مع عدد من المرضى وكان الوحيد من بينهم الذي شفي شفاء تاماً بفضل علاج يسمى (الكريبيوزين)ولكن حين أعلن في المجلات الطبيّة عن فشل الدواء وعرف المريض بذلك انتكست حالته وعادت الأورام ثانية إلى جسده ودخل المستشفى فأخبره الدكتور برونو أن هناك علاجاً متطوراً أُنتج من هذا الدواء فحقنه به فشفي تماماً مع أنّه لم يحقنه إلا بماء مقطر . ومن هنا نستنتج أن لتغيّر فكرة وتقبّل أخرى أثر فاعل في شفاء المريض من مرضه.
ويقول جون تشارلز سالاك:” الفشل نوعان نوع يأتي من التفكير دون فعل ونوع يأتي من الفعل دون تفكير”.
وهذا صحيح إذ ما نَفعُ أن أفكر وأمحص وأدقق وأصل إلى نتائج رائعة دون تطبيق أو استخدام ما توصلت إليه،وما نَفعُ أن أعمل عملاً دون تفكير في عواقبه أو سلبياته أو ما قد يؤدّي إليه من خير أو شر إذ يجب أن يقترن الفعل بالتفكير والتفكير بالفعل لكي يحقق الإنسان النجاح في عمله.