كيف اعبر عن حبي لشخص
كيف أعبر عن حبي لشخص
إن الحب هو أسمى مشاعر البشر على الإطلاق ، وما النزاعات والإختلافات والضغائن التي بينهم إلا وسببها هو إنعدام الحب والمحبة فيما بينهم ، ولن تجد إنساناً يكره أن يُحب وأن يُحب ، لأن فطرة الإنسان مجبولةً على التواصل السليم مع غيره من الناس ، وهل هناك ما هو أنقى وأجمل من الحب كصورةً من صور التواصل السليم ما بين الناس ؟ ومن المألوف أن تجد إنساناً يتبع الفطرة ويحب ، ولكنه يعجز بشكل أو بآخر عن التعبير عن هذا الحب ، فما هو السلوك الأمثل للتعبير عن الحب لشخص ما ؟
إن لكم في الرسول عليه الصلاة وأفضل السلام قدوةً حسنةً ، كان يقف إلى جانبه ذات يومٍ صحابي من الصحابة ، فمر من أمامهما رجل ، فقال الصحابي للرسول بما معناه : يا رسول الله ، والله إني أحب فلان ، ويقصد بذلك الرجل الذي مر من أمامهما ، فقال له الرسول بما معناه : اذهب وأخبره بما قلته لي ، فلحق الصحابي بذلك الرجل قائلا : والله إني أحبك في الله ، فأجابه الرجل فرحاً وسعيداً ومبتسماً : والله إني أحبك في الله كذلك.
نفهم من هذا الخطاب أن المكاشفة والإفصاح المباشر عن محبتنا لمن نحب هو أول طريق صادق للتعبير عن هذا الحب .
يأتي بعد ذلك أسلوب التعبير عن الحب ، فالحب ليس مجرد كلمات فحسب ، بل هو سلوكٌ وممارسةٌ وأفعالٌ أيضاً ، ومن ضمنها هو الإهتمام بمن نحب ، والعمل على فعل ما من شأنه إسعاده ، وتجنب ما من شأنه إغضابه وإتعاسه ، ودوام السؤال عنه والإطمئنان عليه ومتابعة شؤونه ، وإهدائه الهدايا من وقت إلى آخر ، فالهدايا وبغض النظر عن قيمتها المادية فإن لها قيمةً معنوية وفعل كالسحر على من يتلقاها ، وتظل الهدية كذكرى متجددة تقول لمتلقيها على لسانك : “أرأيت ، أنا أحبك ، أنت في بالي وخاطري دوما “.
وإن أجمل طريقة للتعبير عن الحب هو ما يكون صادقاً وعفوياً وخالٍ من التنميق والتزوير والتزييف ، فالطبيعة البشرية تمتلك قدرة فطرية خارقة على تمييز ما هو صادر من عمق القلب عما لم يتجاوز لسان قائله ، فان لم يكن حبك حقيقياً وصادقاً فأولى بك أن تصمت ، لأن الزيف لا يدوم .