فوائد الرضاعة الطبيعية ، اهمية الرضاعة الطبيعية على الأم أكثر من الطفل
أجمعت البحوث العلمية على الفوائد المتعدّدة للرضاعة الطبيعية, في حين أظهرت أخرى أن الفائدة تتعدّى الرضيع لتشمل الأم كذلك، الرضاعة الطبيعية من أكثر السُبل فاعلية لضمان صحة الطفل، ويسهم اختصار فترة الرضاعة الطبيعية على الأشهر الستة الأولى من حياة الرضيع, في وقوع أكثر من مليون حالة وفاة بين الأطفال, التي يمكن تفاديها سنويا.
وهناك، في جميع أنحاء العالم، أقل من 40% من الرضّع دون سن 6 أشهر ممّن يُغذون بلبن أمهاتهم فقط، وفق منظمة الصحة العالمية.
من جانبها, قالت ميليندا جونسون، أخصائية التغذية في جامعة ولاية أريزونا: “إن توفر حمض دوكوساهيكسانويك في حليب الأم قد يفسر النتائج التي توصل إليها العلم بأن الأطفال ممن رضعوا طبيعيا كان تحصيلهم الأكاديمي أفضل. ويحتوي حليب الأم أيضا على الحمض الأميني تورين، وهي مادة ضرورية لنمو مخ الجنين، وفق روث لورنس، بروفيسور طب الأطفال وأمراض النساء والتوليد في جامعة روتشستر بنيويورك”.
وشرحت قائلة: “أجسام المواليد الجدد والخدج، وعلى خلاف البالغين، لا تنتج “تورين”، وهو أحد الأحماض الأمينية التي يحتاج إليها المخ للنمو، فالمخ يتضاعف حجمه خلال العام الأول من الحياة، وهذا يجعل من الضرورة القصوى تغذيته بما يساعده على النمو”.
وثبت علميا أن حليب الأم يحرك عمل جهاز مناعة الطفل، ويعتقد الباحثون أن هذا يعود جزئيا إلى البروتين الموجود في هذا الحليب، ويُعرف بـ cd14 المذاب، وتطوّر الرضاعة ترابطا عاطفيا بين المولود والأم، رغم صعوبة تحديد كيفية وأسباب ذلك.
ولبن الأم هو أنسب غذاء يمكن إعطاؤه للرضع, إذ إنه يوفر لهم جميع العناصر المغذية التي يحتاجون إليها للنمو بطريقة صحية. والمعروف أنه يحتوي على أضداد تساعد على حماية الرضع من أمراض الطفولة الشائعة, مثل: الإسهال, والالتهاب الرئوي، وهما السببان الرئيسيان لوفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم.
والرضاعة الطبيعية تعود بفوائد على الأمهات أيضا, فكثيرا ما تؤدي هذه الممارسة، عندما يُقتصر عليها، إلى وقف الحيض, ما يشكل وسيلة طبيعية (رغم عدم مأمونيتها) لتنظيم الولادات, كما أنّها تسهم في الحد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والسرطان المبيضي في مراحل لاحقة, وتساعد النساء على العودة، بسرعة، إلى الأوزان التي كانوا عليها قبل الحمل وتقلّص معدلات السمنة، وفق منظمة الصحة.
وينبغي بدء الرضاعة الطبيعية في غضون الساعة الأولى من ميلاد الطفل, كما ينبغي إرضاعه “بناء على طلبه”، أي كلما رغب في ذلك، خلال النهار أو أثناء الليل.