خواطر كيف أقول له أحبك
عندما أُصبتُ بدوار الحب واحتلّني العشق وتهتُ في بحور الهوى فقدُّتُّ من قاموس لغتي كل الكلمات واندثرت من قاموس العشق لدي أرقُّ العبارات وذهبت كل مفرداتي مشتُّتة لا أملك قوى لتجميعها أبداً ولا أقوى على التّفكير مهما طالت اللّحظات ، واحتلّني الصّمت وتحكّم بي وعجز لساني عن النّطق ، حاولت صفِّ الأحرف وحياكة بعض المفردات وأدركتُ أنَّ كلَّ الكلمات بل كل حروف الأبجديّة تقف عاجزةً أمام حبي الكبير له، وأدركتُ أنَّ الحب ليس كلمةٌ مكوَّنةٌ من أربعة حروف تُقال حينما نريد ومتى نشاء، وأدركتُ حقيقة يغفل عنها الكثير ممّن يدخلون عالم الحب والهوى والعشق ، أنَّ الحب لا يحتاج لإعتراف ولا لكلمات ، الحب له لغةٌ خاصّة لا يدركها إلا من دقَّ قلبه بأجراس الحبِّ الأولى ، لغة الحب مجرَّدة من حروف وهميّة خالية من الإحساس ، الحب أكبر من ذلك بكثير ، الحب تجربة لا تحتاج لإعتراف أبداً فإمّا أنّ نلقي أنفسنا بها دون تخطيط ودون تفكير وإما أنّ نولِّي هاربين ….
الحب هو مشاعرٌ صادقة ترفرف بالقلب وتحلِّق في أعالي السّماء ، الحب هو مشاعر مترجمة لأحاسيس وأفعال ، الحب هو عالمٌ نقيّ يسمو لأعلى الدّرجات ، ويزيده إرتقاء الوفا والصّدق والإخلاص ، الحب يكمُن في القلب كماسةٍ يشع بريقها في عيون العاشقين يخترق كل الحدود والحواجز والكلمات ، أشعة دافئة يزداد بريقها كلما نظرنا في أعين من نحب ، وكلما دقِّ القلب شغفاً وشوقاً ولهفةً لمن نحب ….
ربما في ليالٍ كُثر مسكتُ قلمي لأترك لقلبي العنان وأخط بعض الكلمات ، كنتُ أشعر بأنَّ قلبي هو من يملي عليّ وليس للعقل واللّسان أيِّ دور ولحظة الإعتراف أرى نفسي عاجزةً عن التّعبير وأكتفي بالمشاعر التي تتلألأُ بعيناي وبرجفة يداي وشغفي الذي يتخطّى بحدوده كل الخيال …
وفي أوجِ الحب وقوّته أدركتُ بأنَّ الحب هو عطاءٌ لا محدود ، أقدِّمُه لمن أحب ، أخاف عليه من كل شيء ، أحميه قدر إستطاعتي من عقبات الزمان ، أساندهُ في كل لحظات العمر ، أفتح أمامه أبواب المستقبل ، وأفرشه بأجمل الأزهار وأُطيِّبُه بأرقى العطور وآخذ بيده نحو غدٍ واعدٍ مشرقٍ وجميل ، أبتسم في وجهه إبتسامةٌ تشرق لها الدنيا بأكملها ، وأمسح حزنه بكل فرحٍ لديّ ، وأمِدَّه الحب من قلبي وروحي ووجداني لآخر رمقٍ في الحياة .. وسيبقى الحب يتخطّى حدود الكلمات .