همس القوافي

من اجمل المختارات الشعرية

هذه بعض الكلمات و العبارات التي قيلت في البعد والغربة والفراق

أحلام مستغانمي

من رواية عابر سرير

الناس تحسدك دائما على شيء لا يستحق الحسد , لأن متاعهم هو سقوط متاعك حتى على الغربة يحسدونك , كأنما التشرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقدا وحقدا.

فالغربة يا رجل فاجعة يتم إدراكها على مراحل , ولا يستكمل الوعي بها إلا بانغلاق ذلك التابوت على أسئلتك التي بقيت مفتوحة عمرا بأكمله ولن تكون هنا يومها لتعرف كم كنت غريبا قبل ذلك ولا كم ستصبح منفيا بعد الآن ؟

هل يعلم الصّحبُ أني بعد فرقتهم

أبيت أرعى نجوم اليل سهرانا

أقضي الزمان ولا أقضي به وطراً

وأقطع الدهر أشواقا وأشجانا

ولا قريب إذا أصبحت في حزنٍ

إن الغريب حزين حيثما كانا

من أقوال أبي عبدالله الكلثومي النحوي

تقول سعاد ما تغرّد طائر

على فنن إلا وانت كئيب

أجارتنا إنا غريبان ههنا

وكل غريب للغريب نسيب

أجارتنا إن الغريب وإن غدت

عليه غوادي الصالحات غريب

أجارتنا من يغترب يلقى للأذى

نوائب تقذي عينه فيشيب

يحن الى أوطانه وفؤاده له

بين أحناء الضلوع وجيب

من أقوال المبرّد

جسمي معي غير أن الروح عندكم

فالجسم في غربة والروح في وطن

فليعجب الناس مني أن لي بدنا

لا روح فيه ولي روح بلا بدن

يا قلبي لا تحزن و لا تغرق في الظلام .. فالنور هناك .. قادم .. هاهو .. تكبر هالته أكثر قاوم و كن صادقا أكثر .. واثقا أكثر .. فلا شيء سينقذك .. إلا حلمك و صدقك و إخلاصك لله و لنفسك و روحك و ذاتك ……….

أصعب شيء يواجهك في هذه الحياة عندما تحس أنك غريب… أنك صادق و الصدق عيب .. أنك حالم و الحلم عار .. أنك طيب و الطيبة سذاجة … أنك محب و المحبة دروشة .. بنظر الآخرين …

أنك متأمل…… حساس …….. و متفاني في المحبة و يجدها الآخرون قيما انقرضت .. اندثرت منذ زمن و ينظرون إليك نظرات استهزاء … و تحس أنك قادم من عالم آخر و محكوم عليك أن تعيش هنا .. و تبدأ بالبحث عن هدف … عن حلم .. يبقيك على قيد الحياة

الفراق … حزن كلهيب الشمس يبخر الذكريات من القلب ليسمو بها

إلى عليائها فتجيبه العيون بنثر مائها .. لتطفئ لهيب الذكريات ..

الفراق … نار ليس للهبه حدود .. لا يحسه إلا من اكتوى بناره..

الفراق … لسانه الدموع .. وحديثه الصمت .. ونظره يجوب السماء ..

الفراق ..هو القاتل الصامت .. والقاهر الميت .. والجرح الذي لا يبرأ .. والداء الحامل لدوائه ..

الفراق … كا الحب تعجز الحروف عن وصفه وإن أبيني تفرقا..

الفراق .. كالعين الجارية التي بعد ما أخضر محيطها نضبت …

عند الفراق .. أجعل لعينيك الكلام فسيقرأ من احبك سوادها .. وأجعل وداعك لوحة من المشاعر يستميت الفنانون لرسمها ولا يستطيعون … فهذا أخر ما سيسجله الزمن في رصيدكما ..

وبعد الفراق ….لا تنتظر بزوغ القمر لتشكوا له الم البُعاد .. لأنه سيغيب ليرمي ما حمله ويعود لنا قمراً جديد ..ولا تقف امام البحر لتهيج أمواجه وتزيد على ما ئه من دموعك لأنه سيرمي بهمك في قاع ليس له قرار ويعود لنا بحر هادئ من جديد .. وهذي هي سنة الكون…. … يوم يحملك ويوم

واروع ماقال نزار قباني

إنهم يخطفون اللغة إنهم يخطفون القصيدة

لا أدري ماذا أكتب إليك؟

وفي زمن اللاحوار..

لا أعرف كيف أحاور يديك الجميلتين.

وفي زمن الحب البلاستيكي

لا أجد في كل لغات الدنيا

جملةً مفيده

أزين بها شعرك الطري..

كصوف الكشمير…

فالأشجار ترتدي الملابس المرقطة

والقمر..

يلبس خوذته كل ليلة

ويقوم بدورية الحراسة

خلف شبابيكنا..

مخفر بوليسٍ كبير

لكي نثبت:

أننا لا نقرب النساء..

ولا نتعاطى إلا العلف والماء..

ولا نعرف شيئاً عن زرقة البحر

وتوركواز السماء.

وأننا لا نقرأ الكتب المقدسة

وليس في بيوتنا

مكتبةٌ.. ولا دفاتر.. ولا أقلام رصاص

وأننا لا نزال

(أمواتاً عند ربهم يرزقون).

زر الذهاب إلى الأعلى