القسم العام

أعراض الإصابة بحصوات المرارة

المرارة

المرارة هي حويصلة تقع في الجانب الأيمن أسفل الكبد، تعلوها عضلة مبطّنة بخلايا عديدة، وظيفتها تتمركز على امتصاص الماء والأملاح المُتواجدة في العصارة الصّفراء التي يقوم الكبد بإفرازها، وتمرّ هذه العصارة الصفراء من الكبد وصولاً إلى القناتين اللّتين تشكّلان القناة الكبديّة وتعرف باسم القنوات الخاصّة بالمرارة، فتتّحد كل من قناة الكبد والمرارة معاً كي تشكّلان القناة الصفراويّة الرئيسيّة التي من خلالها تخرج العصارة إلى الجسم. تفرز المرارة السّليمة ما يقارب 600 ملم من العصارة المكوّنة من أملاح، وصبغات مراريّة، ودهون، وبروتينات، وماء.
من الوظائف التي تقوم بها المرارة تحليل الدّهون التي تدخل إلى جسم الإنسان عن طريق الطعام بواسطة العصارة المُركّزة التي تعمل على امتصاص الماء والأملاح المتواجدة فيها، وتخزينها في الاثنيّ عشر إلى حين الحاجة إليها. كما أنّها تمتصّ الفيتامينات ذات الذوبان الدّهني مثل: فيتامين E، وفيتامين D، وفيتامين K، وفيتامين A، وغيرهم من الفيتامينات.[١]
قد تصاب المرارة كغيرها من أعضاء الجسم المختلفة بالأمراض المختلفة، وأشهر هذه الأمراض حصى المرارة، والتهاب المرارة، وما يصاحبهما من أمراض أخرى التي تنتج عن مضاعفاتهما.

أمراض المرارة

حصوات المرارة

وهي المواد الصّلبة التي تترسّب في المرارة، وتتشكّل في الغالب من الكوليسترول وغيرها، وتتصلّب على شكل بلّورات لا يزيد قطرها عن 2.5سم، وكثيراً ما يسبب تراكم هذه الحصوات هو؛ الإفراط في السّمنة، أو التهاب المرارة، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، أو تناول بعض الأدوية التي تُكوّن حصوات المرارة، أو العادات الغذائية السّيئة التي تعتمد على الدهون، أو النقصان السّريع والمفاجئ في الوزن، علماً أنّ النساء أكثر عرضةً للإصابة بها بسبب هرمون الإستروجين الذي يرفع من نسبة الكوليسترول في الدم.[٢]

أعراض الإصابة بحصوات المرارة

هنا أعراض كثيرة لحصوة المرارة، من أهمّها:[٣]

  • ألم شديد في الجهة اليمنى من البطن والجهة الموازية لها من الظّهر.
  • الشّعور الدّائم برغبة في التقيّؤ.
  • تعب وإرهاق عام للجسم.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • صعوبة في الهضم.
  • اصفرار العينين.

تشخيص حصى المرارة

يكون تشخيص الحصى من خلال الفحص السّريري اعتماداً على الآلام التي يشعر بها المريض، ويلجأ الطبيب إلى التّحليل المخبريّ للدّم ثم سونار البطن الذي يكشف عن انتفاخ القناة المراريّة.[٤]

مضاعفات حصى المرارة

إذا لم تُعالج حصى المرارة فإنّها تتضاعف لتُسبّب أمراضاً أخرى، منها:[٥]

  • المغص المراري: هو عبارة عن ألم يُصيب المنطقة اليمنى من البطن وأحياناً يمتدّ إلى الظَّهر أيضاً في نفس المنطقة، وهذا المرض يُصيب الفرد فجأة ويكون نتيجة تواجد حصوة صغيرة تسدّ مجرى انسياب العصارة في المرارة]] وتعيق حركتها، وهذا يُسبّب انقباضاً في عضلات المرارة، وينتج عن هذا الانقباض الألم الشّديد الذي يشعر به الفرد، وأحياناً يشعر المصاب بالحاجة إلى التقيؤ. وللوقاية من الإصابة بالمغص المراريّ يجب التّقليل من تناول الوجبات السّريعة التي تحتوي على سعراتٍ حراريّة عالية ودهون كثيرة، وتجنّب المأكولات الدّسمة والدهنيّة.
  • انسداد القناة الصفراويّة: وهو الانسداد الحاصل في قنوات المرارة، ويُصنّف بأنّه خطيرٌ جداً على صحّة الإنسان وذلك لأنّ الانسداد يعمل على منع العصارة الصّفراء من الجريان، وبالتّالي رجوعها إلى الكبد وجريانها في الأوعية الدمويّة وهذا ضارّ؛ فتقوم بصبغ الأنسجة باللّون الأصفر وخاصّةً بياض العين، وتخرج مع البول فيكون غامق اللّون، وعدم وصولها إلى الأمعاء يجعلها تمتنع عن قيامها بوظيفتها القائمة على امتصاص الدّهون والفيتامينات، إلى جانب التّسبّب بالكثير من المشاكل والأضرار.
  • انفجار المرارة: يعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض خطورةً لما يُسبّبه من ألمٍ شديد والتهابات قويّة، وشللٍ عام في الأمعاء وتسمّم، وهنا يجب العمل على استئصال المرارة بسرعة لأنّها تهدّد حياة صاحبها.

علاج حصى المرارة

علاج حصى المرارة واضح ومباشر، فمع انعدام وجود أدوية لتحليل المواد الصّلبة وإخراجها من المرارة، فإنّ العمليّة الجراحيّة لاستئصالها هو الحلّ الأمثل والوحيد للتّخلص من الحصى، وبعدها يعود المريض بعد أسبوع تقريباً إلى ممارسة حياته الطّبيعية اعتماداً على حجم الجرح الذي لزم لاستخراجها من التّجويف البطنيّ. أمّا عن طريقة تفتيت الحصى باللّيزر، فقد أثبتت عدم ديمومتها لأنّ الحصى تتكوّن مرةً أُخرى في المرارة بعد تفتيتها.[٦]

التهاب المرارة

وهو أحد أعراض الحصى المراريّة التي تسدّ القناة الصفراويّة، فتمنع خروج العصارة إلى الأمعاء، فتتجمع حول الحصى المُستقرّة في القناة فتلتهب، وبالتّالي ينتقل الالتهاب من القناة إلى المرارة. ويكون هذا الالتهاب إمّا حادّاً فيشعر المريض بأعراضه المتلخّصة في ألمٍ شديد ومفاجئ في البطن، أو يكون مُزمناً، فتنتفخ المرارة مدّةً طويلةً فتتصلّب جدرانها.[٧]

أعراض التهاب المرارة

تتلخّص أعراض التهاب المرارة في ما يأتي:[٧]

  • آلام شديدة في منطقة البطن التي قد تمتدّ للأعلى، وتزداد سوءاً بعد تناول الوجبات الدّسمة والمشبّعة بالدّهون، أو عند التّنفس بعمق.
  • الحُمّى والتقيّؤ والقشعريرة وعسر الهضم وغازات مفرطة.
  • تغيّر لون بياض العين (اليرقان)، وميلان البراز إلى اللّون الدّاكن.

تشخيص التهاب المرارة

تتشابه حالة تشخيص التهاب المرارة وحصى المرارة، ففي كلاهما يعمد الطّبيب إلى التّشخيص المخبريّ، وتحليل الدم لمعرفة عدد خلايا الدم البيضاء لأنّ في ارتفاعها دلالةً على وجود التهاب، والموجات فوق الصوتية التي تظهر مدى انتفاخ المرارة وتجمّع السّوائل في مجراها، إضافةً إلى صورة للمرارة.[٨]

مضاعفات التهاب المرارة

إذا لم تُعالج المرارة عند التهابها، فإنّها تتضاعف لتُسبّب أمراضاً أخرى، منها:[٩]

  • التهاب المرارة الحاد: يشبه المغص المراري في السّبب الذي ينتج عن وجود حصوة تُعيق الحركة، ولكنّ الفارق هو تواجد الميكروبات التي تقوم بالهجوم على جدار المرارة، ممّا يؤدّي إلى حدوث ألمٍ شديد وقويٍّ من أعراضه: ارتفاع في درجة الحرارة، وصعوبة في بلع الطّعام.
  • التهاب المرارة الحصويّ المُزمن: يكون هذا المرض على شكل نوبات ألمٍ شديدة ومغص شديد، وغازات كثيرة قويّة، وشعور برغبة في التقيّؤ، ودوار في الرّأس، وضعف عامّ في الجسم.
  • التهاب البنكرياس: وهذا ناتج عن الانسداد الذي يُصيب قنوات المرارة؛ فيجعل الحصوات تنزل نحو قناة البنكرياس، وتعمل على إغلاقها، ويصل ضرره إلى التّفاعلات الحاصلة في عصارة البنكرياس التي تقوم بهضم دهون الجسم، ممّا يجعل المريض يشعر بآلامٍ شديدة قبل وصولها إلى الاثنيّ عشر.

علاج التهاب المرارة

قد تجدي الأدوية في القضاء على التهاب المرارة، إلاّ أنّ مشاكل المرارة بشكلٍ عام من الصّعب السّيطرة عليها باستخدام الأدوية، فاستئصال المرارة المُلتهبة، كما في علاج حصى المرارة، هو الحلّ الأمثل والأسرع والأكثر ضماناً للتّخلص من مشاكلها.[٦]

التّأقلم مع استئصال المرارة

يستمرّ الكبد في إفراز العصارة الصفراويّة حتى بعد إزالة المرارة، إلاّ أنّ فاعليته لا تكون كما بوجودها، ولذا، على المريض أن يتّبع بعض الأمور التي تساعده على التّأقلم بعد استئصالها:[٨]

  • الابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة المُشبّعة بالدّهون واستبدالها بالأغذية الصّحية المعتدلة.
  • ممارسة الرّياضة اليوميّة باستمرار، فللرياضة تأثيرٌ سحريٌّ في المحافظة على نشاط أجهزة الجسم المختلفة وإبقائها سليمة.
  • تجنّب الكحوليات لتأثيره على أنسجة الكبد وتليّفها، واستبدالها بالماء بمعدّل 6-8 أكوابٍ يومياً. كما ينصح بالابتعاد عن التّدخين لمضارّه المُتعدّدة على الجسم.

المراجع

  1. د. سعيد الناطور، “المرارة والحصى المرارية”، joheart. بتصرّف.
  2. “Symptoms of Gallbladder Problems”, everyday health. Edited.
  3. “حصى المرارة”، webteb. بتصرّف.
  4. “الحصوات المرارية بين التشخيص والاستئصال”، tbeeb. بتصرّف.
  5. “أمراض والتهابات المرارة”، sehha. بتصرّف.
  6. ^ أ ب “حصيات المرارة”، your-doctor. بتصرّف.
  7. ^ أ ب “علامات وأعراض مشاكل المرارة”، 3rbdr. بتصرّف.
  8. ^ أ ب “التهاب المرارة”، altibbi. بتصرّف.
  9. أ. د.حسام أحمد فؤاد، “امراض المرارة اسئلة واجوبة”، tabebak. بتصرّف.

زر الذهاب إلى الأعلى