فوائد تنظيم الوقت
من المعروف أنّنا نعيش في دنيا محدودة الزمن، ولا أحد يعلم حدودها سوى خالقها عزّ وجلّ، والزمن هو السنين والشهور والأيام التي نعيشها ونقضيها في هذه الدنيا، وهوالساعة أو الدقيقة التي نقضيها من أعمارنا والتي لا يُمكن أن تعود بنا إلى الوراء، فالحياة تتقدّم دون التفات أو رجوع للوراء، وكلّما تقدمنا نكون قد اقتربنا من نهاية الوقت.
أهميّة الوقت
يعتبر الوقت من الأمور المهمة، وكل دقيقة فيه ثمينة، وفي قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، “الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”، دلالة كبيرة على أهمية الوقت، فأنت إن لم تفعل شيئاً مفيداً في وقتك وإن لم تقم باستغلاله بأحسن استغلال، سيذهب ولن يرجع وسيكون قد فاتك الكثير، لذلك للوقت في حياتنا أهمية كبيرة، فوقت العمل، ووقت الدراسة، والوقت مع الأهل، والأصدقاء كلها أوقات ثمينة، ولكن من الأفضل استغلال الأوقات في أشياء مفيدة وعدم هدرها وتضييعها، لأنها بكل بساطة تذهب بلا عودة.
تنظيم الوقت
يشكو الكثير من ضيق الوقت، وعدم تمكنهم من إنجاز ما عليهم من مهام، خاصةً وأنّنا في عصر تتسارع فيها الأوقات، ونشعر بأن الساعة كالدقيقة، وهذا يزيد من الأمر صعوبة، ويجعلنا لا نستطيع السيطرة على الوقت، فلا نستطيع إنجاز ما علينا من مهام بالوقت المناسب، وقد نهدر الكثير من الوقت دون إعارتة الأهمية، وقد نهدر الوقت في أشياء ضارة، وبعد مرور السنوات نجد أنّنا لم ننجز شيئاً، والوقت مضى ولن يرجع، والعمر تقدّم بنا ولم يبقى حتى وقت للندم، لذلك يجب أن ننتبه جيداً في حياتنا ونعطي كل شيء قيمته الحقيقية، وكُن على يقين بأنّ الوقت ليس عبارة عن ساعة أو يوم أو سهر، إنّما الوقت حياة، فإمّا تكون حياة سعيدة وفيها راحة كبيرة، وإمّا تكون حياة تعيسة وتملؤها المشاكل والعثرات.
إن أردت أن تسيطر على الوقت، فعليك القيام بتنظيمه، إنّ تنظيم الوقت هي الطريقة الوحيدة التي تجعلك مُسيطراً على الوقت ومتحكّماً به، وتنظيم الوقت يساعدك على ترتب أولويّاتك التي عليك إنجازها، ومعرفة وقت كل مهمة، ولك أن تتخيل الفوائد التي يمكن أن تحصل عليها من عملية تنظيم الوقت، فإن عوّدت نفسك على أن تكون منظماً في حياتك وخاصة في وقتك، سيمنحك ذلك الكثير من الثقة بنفسك، وأيضاً ثقة الآخرين بك، فعلى صعيد العمل ستزيد ثقة رئيسك وقد يمنحك ترقية في عملك، وتنال مناصب أعلى، وعلى صعيد الدراسة ستحقّق إنجازاً كبيراً عندما تقوم بتنظيم أوقات الدراسة، وستنهي دراستك بوقت قياسي مقارنة مع غيرك، وتنظيم الوقت لا بدّ أن يكون في كافة مجالات الحياة حتى تصبح الحياة منتظمة وأسهل وغير معقدة، ويكون استغلالنا للوقت بأكبر قدر ممكن.
من الأمور الهامة الخاصة بتنظيم الوقت، أنّه يجب عليك معرفة الأشياء التي تؤدّي إلى تضييع وقتك، ومحاولة التخلّص منها بشكلٍ كامل، وتأكّد من أنّك ستسير على الخطة تماماً لعدم وجود أشياء قد تجعل وقتك ضائعاً في أشياء غير مهمة، تأكّد أنك لو قمت بتنظيم وقتك فإنك ستنجر مهام كثيرة بأقل وقت ممكن، وعلى العكس من ذلك ستتراكم عليك المهام وستشعر بالتعب والإنهاك وستصل إلى حالة من الإحباط واليأس ووقتها ستتوقف عن فعل شيء بشكل نهائي وتتحول حياتك إلى جحيم، لذا من الجيد أن تتفادى كل تلك المشاكل بأن تجعل حياتك مرتبة ومنظمة أكثر، وإنجازاتك تتم في أوقاتها.
فوائد تنظيم الوقت
هناك الكثير من الفوائد التي قد يجنيها الشخص من تنظيم وقته، فهو أساس الحياة السليمة والصحيحة، ومن الفوائد التي تجنيها من تنظيم الوقت:
- الشعور بالتحسن والراضى عن حياتك، وعن أدائك فيها، وهذا سيزيد الثقة في نفسك، وسيجعل الآخرين يثقون بك ممّا يرفع من مقامك ويزيد قيمتك عند الآخرين.
- القدرة على مواجهة الصعوبات والضغوطات، إمّا في العمل أو المنزل أو المدرسة والجامعة، فأنت من بدأ حياته بنظام وسيكون كل شيء منظم وفي وقته المناسب، حتى الضغوطات سيتم إنجازها بنظام.
- التمتّع بأوقات إضافية، فتنظيم الوقت يجعلك تنجز مهماتك في وقت قياسي مما يتيح لك وقتاً أكبر يمكنك قضاؤه مع أصدقائك أو مع العائلة أو الترفيه والاستجمام، وهذه الأوقات لا يجدها من يقضي يومه كاملاً في إنجاز مهام غير مرتبة وغير منظمة.
- تحقيق الأهدافك والوصول لأحلامك بكل شفافية، فأنت مع تنظيم الوقت تعطي كل مهمة وقتها المناسب وتنجزها حسب ما هو مطلوب منك، فأنت لا يُمكن أن تتباطأ في عملك او واجباتك ولن تتراكم وسيصبح الإنجاز لديك كبيراً.
- تحسين الإنتاجية، فأنت تعطي كل مهمة وقتها المناسب وأكثر، وتكون مرتاحاً وعقلك مركزاً في عملك ولا يوجد قلق وتفكير في باقي المهام لأنك قد نظمت وقتك، وتعرف تماماً ما عليك فعله، لذلك ستنجز بفاعلية أكبر.
- زيادة الكفاءة والمصداقية، فوضع وقت محدد لكل شيء يجعلك شخصاً ملتزماً وقادر على الإيفاء بوعودك.
- إرضاء الله عزّ وجلّ، لا ننسى أن رب العالمين سيسألنا يوم الحساب عن الوقت فيما أفنيناه وفيما قضيناه، يجب أن يكون وقتنا ممتلئ بالإنجاز وفعل الخيرات والابتعاد عن المعاصي.