أساليب التدريس
التدريس
هناك طرق وأساليب عديدة ومختلفة للتدريس، وقبل التطرّق لها يجب أن تعرف معنى “التدريس” فهو عملية تفاعلية بين المعلم والمُتعلم وينتج عنها تعلّم المتعلّم لمهارة جديدة لم تكن عنده سابقاً، وستجد هناك تعريفات عديدة ومفصّلة جداً عن التدريس وعن التعليم ولا يمكن اختصارها بعدّة سطور، ولكن يكفي القول أنّ “التدريس” أعمّ وأشمل من “التعليم”، فالتدريس عملية تفاعلية تأخذ وقتاً وجهداً من المعلم والمتعلم، في حين أنّ التعلّم نفسه آني ولا يأخذ وقتاً، فالتعليم عبارة عن علم أو معرفة يمكن تدريسها وتدريس مهاراتها الأساسية، وليس عملية تفاعلية.
مكونات التدريس
قبل اختيار طريقة التدريس المناسبة لك ولطلابك عليك أن تنتبه إلى عدة أمور عن مكونات عملية التدريس:
- عملية التدريس لها غرض هدف محدد: تحديد الغرض أو الناتج المرغوب من عملية التدريس، مثل تعلم كتابة حرف الباء في أول الكلمة وآخر الكلمة وفي منتصف الكلمة، أو أن يكون الهدف حل معادلة رياضية باستخراج قاسم مشترك، أو غيره من الأهداف الخاصة والمحددة.
- اللوازم التي تحتاجها: الأدوات التي من خلالها سيتعلم الطلاب المهارة الجديدة ومدى توفر تلك الأدوات، مثل أمثلة من الكتاب المدرسي أو أوراق عمل أو أنشطة خارجية أو غيرها.
- الاستراتيجية التعليمية المتبعة: تحديد شكل العملية التعليمية المرغوبة كأن تكون على شكل سؤال وجواب أو التعلم من خلال القيام بنشاط أو التعلم من الملاحظة والاستنتاج أو بالالقاء أو غيره.
- التنظيم الصفي: هو أحد المكونات المهمة التي تؤثر على عملية التدريس التفاعلية، فيجب أن تقرر كيف ستعلم الطلاب، كمجموعة واحدة (للصف كامل)، أو تقسيم الصف لعدة مجموعات والتعلم سيحدث لكل مجموعة على حدى، أو أن كل طالب سيتعلم لوحدة ويكتسب المهارة لوحده كأن يلاحظ من خلال القيام بتجربة بنفسه أو بحل ورقة عمل بنفسه وليس مع بالنقاش مع أفراد مجموعته.
- الزمن: بناءً على ما سبق من تحديد للغرض أو الهدف، وتحديد اللوازم وطريقة التنظيم، قدّر الوقت اللازم لعملية التدريس، والوقت اللازم لكل خطوة ومرحلة بالتفصيل وأعطي لكل هدف حقه، ونظّم وقم بإدارة الوقت بشكل جيد.
- التعليم: يرتكز على سلوك المعلم والمتعلم وطريقة التفاعل بينهما، وفيها يراعي المعلم مستويات الطلبة والفروقات الفردية بينهم.
طرق التدريس
كما ذكرت سابقاً أن التدريس هو عملية تفاعلية، وبالتالي “طريقة التدريس” تكون هي الأداة أو الأسلوب أوالكيفية التي ستتم بها العملية، وهناك أدوات مختلفة كثيرة جداً، سأذكر بعضها هنا:
- طريقة المحاضرة: وهي من أقدم الطرق وفيها يلقي المعلم المعلومات على الطلبة، بحيث يكون هو المرسل والطالب المستقبل أو المتلقي، ولا تعتبر هذه الطريقة فعالة كغيرها من الطرق الأخرى، لأنها لا تحفز الطالب على التفكير والاستنتاج والمشاركة، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة قد تكون مملة في كثير من الأحيان للمعلم والمتعلم على حد سواء.
- طريقة المناقشة: وفيها لا يتم صب معرفة المعلم في ذهن المتعلم بشكل سلبي، وإنما يتم طرح فكرة على طلاب الصف ومناقشتها بشكل جماعي (كل الصف كوحدة واحدة) أو بشكل مجموعات صفية متعددة، وبالطبع يكون دور المعلم بإدارة النقاش للاتجاه الصحيح، وتهدف هذه الطريقة أن يجد المتعلم المعرفة أو يحقق الهدف أو الغرض بنفسه وبالتالي تساعد هذه الطريقة على تحفيز المتعلم على التفكير والاستنتاج ولا ينسى ما تعلم بسهولة كما في الطريقة السابقة. ولكنها تتطلب مهارة من المعلم في إدراة النقاش وطرح الفكرة المناسبة والسهلة للبدأ بالنقاش ثم التدرج للاستنتاجات الأصعب.
- التعلم بالعمل: هناك أمور لا يستطيع المتعلم تعلمها بشكل شفهي أو نظري فقط، وإنما يجب تعلمها بعملها، وتشبه تنفيذ مشروع معين او تجربة معينة مثل مادة العلوم، وحتى الرياضيات فلا يمكن أن يحل المعلم المعادلات والطلاب يشاهدون، بل يجب أن يحلّوا المعادلات بأنفسهم حتى يتقنوا هذه المهارة ويتحقق الهدف.
- طريقة حل المشكلات: وتشبه طريقة المناقشة، وفيها يقوم المعلم بطرح مشكلة على الطلاب ومن خلالها يبحث الطلاب ويفكرون بالحلول الافتراضية للمشكلة للتوصل إلى حل الصحيح، بدلاً من طرح الجواب الصحيح مباشرة مثل طريقة المحاضرة.
- التعلم الذاتي: وفيها يُطلب من المتعلم أن يبحث ويقرأ ويحاول أن يتعلم، وبعدها يقوم المعلم بقويمه إن أخطأ أو توجيهه للاتجاه الصحيح، وتساعد هذه الطريقة بتنمية حافز التفكير عند المتعلم وتنمّي حسّه بالفضول ورغبته بالتعلم.
- طريقة طرح الأسئلة: وفيها يطرح المعلم مجموعة من الأسئلة على الطلاب، وعندما يجيب عليها الطلاب يتم التوصل للنتيجة النهائية مححدة، وفي العادة ما تستخدم هذه الطريقة في بداية الحصة الصفية لتشد انتباه الطلاب وتحفزهم على التفكير بموضوع الدرس.
- هناك طرق أخرى مثل الرحلات الميدانية أو سرد القصص والأناشيد والاستنباط والاستقراء والعديد العديد غيرها.
- يجب عدم اتخاذ طريقة واحدة واستخدامها لكل الطلاب ولكل الأهداف والأغراض، ولكن يجب التنويع واختيار الطريقة المناسبة لكل هدف للحصول على أفضل النتائج، وحتى لا يصاب الطلاب بالملل ويفقدوا الدافعية للتعلم.