(مقاس حداشر)
:: ومن عجائب الوضع الراهن التي عكستها بعض صحف البارحة، مثُل زير السياحة والآثار السابق محمد عبد الكريم الهد أمام محكمة جرائم الفساد ومخالفات المال العام – بصفة شاهد – في قضية اختفاء شجرة الصندل من المتحف القومي، وهناك نفى وجود تقصير أو إهمال من قبل مدير الآثار، ثم أن إدارة الغابات لم تخطرهم بوجود شجرة صندل بالمتحف .. ثم قال شيخ الهد إنه لم يدخل إلى متحف السودان القومي – طوال فترة توليه لأمر المتاحف والآثار – لانه يحوي أصناماً ..!!
:: وليس في موقف الهد من المتاحف ما يُدهش، ونهج جماعته الذي يسمي تماثيل المتاحف بالأصنام – اتفقنا معه أو اختلفنا – محل احترام .. وقبل خمس سنوات من يومنا هذا، حذر الهد – بعد أن اصبح وزيراً للسياحة – السواح الأجانب من مغبة التفكير في (شرب الخمر)، و إلى هنا يبدو التحذير مشروعاً ومتسقاً مع العقل والقلب، ولكن تمادى في النصح قليلاً بحيث اقترح للسواح بأن يشربوا ( لبن الابل).. وكذلك حذر الهد السواح من إرتداء ملابس السباحة على طول شواطئ الأنهار والبحر الأحمر، ولكن لم يقترح لهم ارتداء ( الجلابية و العمة) بدلاً عن ملابس السباحة..!!
:: وبالتزامن مع تحذيرات الهد، طالب شيوخ جماعته الحكومة بتنفيذ ما أسموها ب (السياحة النظيفة)، أوهكذا كانت إحدى خطب الشيخ عثمان الماحي، رئيس الجماعة بمسجد الجماعة بالسجانة في عام تولى شيخ الهد أمر السياحة والآثار.. ويومها كتبت بأن ما يحدث لجماعة أنصار السنة يعكس نجاح المؤتمر الوطني في تحويل هذه الجماعة الي ( شركة سياحة)، ثم نجح في تحويل شيوخ الجماعة إلى مرشدين يرشدون السواح الى المشروب الذي يجب تناوله (لبن الإبل)، وكذلك الملابس التي يجب السباحة بها، وهي ليست ملابس السباحة المعروفة، بل أخرى في خيال الشيوخ ..!!
:: وعليه، فلندع الوزير السابق الهد، فان الوزير الحالي للسياحة والآثار محمد أبوزيد مصطفى ينتمي أيضاً لذات الجماعة والنهج، وهنا تبقى الأسئلة : هل يتم إختيارهم لهذه الوزارة بالصدفة – أم بالقرعة – أم مع سبق الإصرار والترصد والتعمد؟، وهل ما يحدث لشيوخ الجماعة نوع من العقاب أم التحفيز؟.. فالشاهد أن كل حكومات الدنيا تكتفي بمعاقبة ومحاربة معارضيها، إلا حكومة هذا الوطن الطيب شعبه، إذ لاتكتفي بمعاقبة ومحاربة المعارضين، بل تحارب وتعاقب الموالين إليها والمتحالفين معها أيضاّ.. وفرضها لوزارة السياحة والآثارعلى جماعة أنصار السنة نوع من العقاب لنهج هذه الجماعة وشيوخها..!!
:: كما لم يزر أصنام المتحف، فان الوزير السابق الهد لم يعرف عدد أهرامات السودان قبل أن يصبح وزيراً، وهذا ما عليه حال الوزير أبوزيد أيضاً .. وبغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف، نحترم نهجهم الذي يلزمهم بعدم التقرب من الآثار و المتاحف و(التماثيل).. ولكن، إن كان المؤتمر الوطني يتعمد إحراج شيوخ هذه الجماعة أمام الرأي العام و يفرض عليهم – في كل تشكيل وزاري – وزارة السياحة والأصنام، فلماذا لا يرفضون؟.. فليرفضوا .. و رحم الله عزيزنا الراحل غازي سليمان المحامي، كثيراً ما كان يقول : ( ناس الانقاذ ديل لو قلت ليهم عايز ابقى ليكم جزمة يقولوا ليك ما بتنفع معانا، نحن عايزين مقاس حداشر وإنت مقاس عشرة)..!!