قوش .. الكبير الله
أعلن جهاز الأمن والمخابرات الوطني عن أضخم ضبطية لتهريب الذهب تشهدها البلاد بعربة بوكس تحمل على متنها (245) كيلو جراماً، من الذهب قيمته (9) ملايين دولار، بمدينة الجيلي في طريقها إلى خارج البلاد براً بعد أن أحكم المهربون الذين تم القبض عليهم إخفائها باحترافية داخل العربة خلف المقاعد الأمامية للعربة في مؤخرتها.
وكشف مدير جهاز الأمن الفريق أول مهندس صلاح عبدالله قوش، عن عمل منظومة كاملة خاصة بالتحريات والتحقيقات في القضايا الخاصة بنهب الموارد تشترك فيها عدد من الجهات القانونية والخاصة بتقنين العمل الاقتصادي بالبلاد ومحاصرة المخربين وأبرزها النيابة العامة والمراجع العام والضرائب والشرطة وتم انتداب قاضٍ مختص لها سيتم افتتاحها قريباً.
وشدد قوش على أنه لا محسوبية ولا وساطة ولا كبير على حملة محاربة الفساد بالبلاد، وأشار الى أن العدالة ستطال كل متورط ومتجاوز للقانون، وتعهد بإعادة أي موارد خاصة بالبلاد أخذت من غير وجه حق، وأوضح خلال حديثه في التنوير الصحفي الذي التأم أمس بمبني جهاز الأمن الاقتصادي أن السبب الرئيس في شح السيولة الذي لازم البلاد مؤخراً سببه تجارة الذهب وتهريبه، لأن عبره يتم تهريب كل الكتل النقدية التي بالبلاد خارج المنظومة المصرفية، وقطع بأن تهريب الذهب يعد من أكبر التحديات الاقتصادية وأن الضبطية التي جهاز الأمن الاقتصادي تعادل مشتروات بنك السودان المركزي لمدة شهر كامل.
في أول مؤتمر صحفي له منذ توليه منصبه قال قوش (لا محسوبية ولا وساطة ولا كبير في الحملة ضد الفساد)، جاء هذا بعد استدعاء بدر الدين محمود وزير المالية السابق، ومنع فضل محمد خير من السفر ومطالبة البرلمان برفع الحصانة عنه.. واستدعاء عدد من رجال الأعمال ربما لارتباطهم بحلقة بدر الدين وطه وعبد الغفار وأيمن المأمون وآخرين.. وبالرغم من تعامل الرأي العام بحذر في بداية الحملة إلا أن هذه الحملة بدأت تكسب زخماً إعلامياً واهتماماً من المراقبين. خاصة وأن اللغة التي استخدمها مدير جهاز الأمن لم يسمع بمثلها منذ سنوات خلت.. الحملة ما زالت في حاجة لعملية كبيرة تكسبها مصداقية.. وهجمة مخططة تطال كبار القطط السمان ومداهمة أوكارها،
ودائع بنكية لوحدات حكومية تم الاستيلاء عليها، حسابات حكومية بأسماء أشخاص، عقارات وأراضٍ بأسماء الزوجات والأبناء، أراضٍ وعقارات شرق الخرطوم، وقضايا الأوقاف والأقطان، قطار الخرطوم وأراضي الخرطوم، ومشروع الجزيرة أصول شركة الجزيرة وشركة كردفان وبنك الخرطوم.. مؤسسة التنمية السودانية وإيرادات الذهب والبترول.. الخ وقضايا تجاوزات ولغ فيها كبار المسؤولين وأسرهم،
هناك قضايا فساد معروفة، وجوكية وبنوك لا يمكن التكهن كيف سيتم حلها لأنها تطال نافذين لا يزالون نافذين، وأحاديث عن تورط أقارب النافذين في قضايا فساد وعمولات كبيرة في معاش الناس والخدمات. وخبراء يقدرون خسائر البلاد بسبب الفساد بأكثر من (50) مليار دولار.
لقد أثخن خالد بن الوليد جراح المسلمين وقتل منهم العشرات، وعاد فأسلم وحسن إسلامه. وأصبح بطلاً إلى أن عزله سيدنا عمر من إمارة الجيش، فهل يفعلها قوش، ربما.