تكبير تهليل.. تهريب تخريب!
كشفت هيئة الجمارك عن إدخال (٤) طائرات مجهزة للحد من ظاهرة التهريب، بجانب جاهزية محطاتها الحدودية لحماية الحدود، وأقرت بأن مطار الخرطوم بشكله الحالي يسهم في تهريب الذهب، لجهة أن تصميمه يعود لمطلع الأربعينات ويحتاج لإعادة بناء هندسي، وأعلنت أن عمليات التهريب تتم بمساعدة بعض العاملين في المطار من ذوي القلوب الضعيفة، وأكد وزير الداخلية إبراهيم محمود خلال احتفال الجمارك بافتتاح مبناها الجديد أمس، دعم وزارته للهيئة وقال: (لن نبخل بشيء للجمارك بالترقيات والخدمات)، وأضاف: (الجمارك رفعت راسنا فوق ودعمت اقتصاد السودان ولم تبخل)، وتابع: (أكبر إنجاز في الوزارة هو من ناس الجمارك ونحن راضون عنه) وزاد: السودان يواجه تحديات داخلية وخارجية، لكن الخارجية أكبر مضيفاً: (عصرونا من 89 لكن السودان ما مات).
من جانبه أكد مدير هيئة الجمارك اللواء بشير الطاهر، أن تهريب الذهب هو التحدي الأكبر أمام الجهات الجمركية، وأضاف أن عملية التهريب تتم بمساعدة بعض العاملين من ذوي القلوب الضعيفة (حسب وصفه) مبيناً أن السلطات القت القبض على عدد كبير من المهربين وأن المساعي مستمرة لإغلاق كل المنافذ وتابع: “عمليات التفتيش تتم عبر أجهزة (الاكس ري) والتفتيش اليدوي في مطار الخرطوم وكثير من المداخل والمخارج ولكن هناك منافذ يستخدمها المهربون بعيدة عن الرقابة الجمركية”، وأكد جاهزية الهيئة لاستجلاب أحدث التقنيات، وقال: ” قطعنا شوطاً في مركز المعلومات الحديث، وتدشين إصدار جديد للبرنامج.
في الأثناء شرعت محكمة جرائم الفساد ومخالفات المال العام الأسبوع الماضي، في النظر في أول ملف قضية تهريب ذهب تحال إليها، اتهم فيها نظامي يتبع للجمارك وآخر تاجر، بتهمة تهريب (4) سبائك ذهب تزن حوالي (13) كيلو غراماً إلى دبي، إضافة إلى مخالفة المتهمين قانون النقد الأجنبي. وكشفت التحريات للقاضي المشرف ياسر بخيت، عن أن المتهم الأول أفاد المبلغ في التحريات بأن الذهب لا يخصه وإنما يقوم بترحيله من البلاد إلى شخص بدبي ويتقاضى عمولة مقابل كل عملية مبلغ (5) آلاف درهم.
يتضح حجم المصيبة اذا علم أن المهرب يتقاضى (5) آلاف درهم، و ذوي القلوب الضعيفة (5) ألف ج سوداني في العملية (12) كيلو، من غير شك فإن ذوي القلوب الضعيفة تعبير يحتاج لشرح، والأماكن البعيدة عن رقابة الجمارك تحتاج الى تحديد دقيق، ذلك أن مسار حركة المسافرين معلوم، واجراءات التفتيش للمسافر وما يحمله معروفة، وكذلك حركة العاملين في المطار.
هذا كلام لا معنى له لأن معظم، إن لم يكن كل المقبوض عليهم من المهربين عبروا بصالة كبار الزوار، ومن يستخدمون هذه الصالة بطريقة راتبة أعداد معروفة ومحصورة، والغالبية منهم دستوريين وكبار موظفي الحكومة وقلة من رجال الأعمال، حتى آخر مسافر شهدت صالة كبار الزوار نظاميين يقومون بانهاء أجراءات السفر لبعض المسافرين، وربما منهم من يتجاوز الآخر وفقاً لتراتبية النظاميين أو بالأقدمية، بمن فيهم العاملون في الجمارك،
لا حل لهذه الفوضى إلا بتغيير كل العاملين في المطار من المدير للغفير، وأن تفصل معاملات شركات الطيران عن اجراءات السفر، والمطار بائس، والمشكلة ليست في الشكل الهندسي ولكنها مشكلة إدارية وتداخل صلاحيات ينتج الثغرات المنظمة.
لماذا لا يناقش البرلمان هذه القضايا..؟ كثيرون لا يرون في البرلمان أملاً.. لجهة كونه مسكون بالنافذين وأصحاب الحضانات..
سؤال للسادة رئيس وأعضاء البرلمان.. لماذا طلب صاحب الحصانة تسوية مع النائب العام إن كان بريئاً؟ هل ستتم التسوية ويعود العضو إلى برلمانه معززاً مكرماً.. وقد وصل الأمر الى هذا ..فواجب النائب العام أن يرفض إجراء التسوية وعليه أن يصر على اتباع الإجراءات.. وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. فماذا أنت فاعل أيها البرلمان؟