بحث علمي عن آداب الطريق , بحث جاهز للطباعة عن آداب الطريق,مقال عن آداب المرور و الطريق
الأخلاق يَشتكي كثيرٌ من المُسلمين في الوقت الحاضر من حالة التّردّي الأخلاقيّ الظّاهرة في شوارِعِنا وطرقاتنا التي ينبغي أن تكون أمكنةً تُراعى فيها الأخلاقُ والفضائلُ وتوجيهاتُ الشّريعةِ الإسلاميّة؛ لتُعبِّرَ عن صورةِ المسلمينَ الصّحيحةِ أمام الغربِ الذي أخذ الكثير من تلك الأخلاقيّات وطبّقها في نظامه
الاجتماعي والاقتصادي . آداب الطريق وحقوقه لا شكّ بأنّ موضوعَ آدابِ الطّريق وضوابِطَه من أهمّ الأمور التي ينبغي على المسلمين أن يلتزموا بها في حياتهم حتّى يتجنّبوا المشكلاتِ الاجتماعيّةَ الكثيرة التي تنشَأ عن إهمالِ حقّ الطّريق، ومن هذه الآداب نذكر: الحفاظ على العادات الإسلاميّة التي استمدّها
المسلمون من القرآن الكريم وهدي النّبي عليه الصّلاة والسّلام ومنها تحيّة السّلام؛ فتحيّة السّلام في الإسلام هي: إلقاء المسلم السّلام على أخيه المسلم بقوله السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ليردّ من يُلقى عليه السّلام كما ألقيت عليه أو بلفظ أحسن منها، وذلك امتثالاً لقوله تعالى (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا
بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) [النساء:86]، وفي الحديث الشّريف قوله عليه الصّلاة والسّلام (وأن تسلم على من عرفت ومن لم تعرف) [متفق عليه]، وإنّ السّلام إذا ما حرص عليه المسلمون في حياتهم يؤدّي إلى آثارٍ عجيبةٍ في صُنع المحبّةِ والمودّةِ بين المسلمين، وفي الحديث الشّريف قوله عليه الصّلاة والسّلام:
(أفلا أدلّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السّلام بينكم) [رواه مسلم]، وإفشاء السّلام أي نشره وجعله سنّةً بين النّاس يتمسّكون به ويحرصون عليه، فالسّلام إذن هو من آداب الطّريق بلا شكّ وحقوقه الثّلاثة الواردة في الحديث الشّريف . كفّ الأذى؛ فمن آداب الطّريق أن لا يتعدّى الجالسون فيه على النّاس بالقول البذيء الفاحش الذي يُسيء إلى مشاعرهم، أو الإتيان بأفعال تضرّ النّاس مثل إلقاءِ
القاذورات في الشّارع، وربّما يكون في بعضها الضّرر الكبير على النّاس. الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر؛ فهذه الفريضة الغائبة ممّا يفتقده المسلمون في الوقت الحاضر؛ حيث لا تجد من يتناصحُ مَعَ أخيه ويُذكّره عندما يراه قائمًا على معصية الله تعالى، فالطّريق يعبِّر بشكل كبيرٍ عن أخلاقيّاتِ المسلمين ومدى
التزامهم بأحكام الشّريعة الإسلاميّة وتوجيهاتها، وبالتّالي يجب أن يكونَ الجالسُ في الطّريق منضبطًا بأخلاق الدّين ساعيًا للخير وصانعاً للمعروف بين النّاس، ناهيًا عن المنكر والفحشاء والبغي . الحرص على نظافة الطّرق وطهارتها، فقد دعا النّبي عليه الصّلاة والسّلام المسلمين إلى تنظيفِ أفنيتِهم
وتطهيرِها لما في الطّهارة من الفضلِ بيالكر وما يترتّب عليها من الأجر العظيم، ولأنّها حالةٌ تعبّر عن طهارة نفوس المسلمين ونقائها.