كيف تكون الصلاة على النبي
إرسال الرسل
إنّ من أعظم النعم التي أنعمها الله تعالى على عباده أن أرسل إليهم عبده ونبيه وحبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم، ليُخرِجَهُم من الظلمات إلى النور، ويُبيّن لهم دين الحقّ ويُرشدهم إلى الطريق الصحيح، ويُبعدهم عن الطريق الخاطئ، وقد ذكر الله تعالى نعمة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم على عباده في كتابه الكريم في الآية التالية:قال تعالى: “لَقد مَنَّ اللهَ على المُؤمِنين إذّ بَعَثَ فِيهِم رَسُولاً مِن أَنفُسَهُم يَتلُوا عَليهم آياتِه وَيُزَكِيَهُم وَيُعلِمَهُم الكِتابُ والحِكمَةُ وإن كَانُوا مِن قََبلَ لَفِي ضَلالٍ مُبِين”.
قالَ الله سُبحانه وتَعالى في كِتابه الكَريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا”، هُنا ذَكَرَ الله تعالى الصلاة منه ومن ملائكته على عباده ليُخرِجًهُم من الظلمات إلى النور، فرحمته تَبارك وَتَعالى وَسِعَت كُلَّ شيء.
الرسول صلى الله عليه وسلم
اسمه ونسبه ونشأته
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وُلِدَ يوم الإثنين في شهر ربيع الأول في مكة المكرمة، وهو من قبيلة قريش، أمه آمنة بنت وَهب، تُوفي أبوه وهو لا يزال في بطن أمه، وأيضاً تُوِفيَت والدته بعد ولادته مباشرة، أي أنه صلى الله عليه وسلم نَشأ يَتيِماً، فَقامت بِتَربيته وإرضاعه حليمة السعدية.
مُهمّة الرسول صَلى الله عليه وسلم، التي بَعَثه الله تَعالى لأجلها، هِيَ تبليغ العالمين رِسالة الإسلام وَتَوضِيح مَفاهيمَها لهم وَذلك رَحمة بِهم، والعَمل على الزامهم بأوامره واجتنابَ نَواهيه، وَشرح أَحكامِه وَقوانينه وتَسهيلها لهم، وبِذلك يَكون رسولنا صلى الله عليه وسلم أَرشد أُمته إلى الطريق الصواب مِن خِلال ذِكر الفُروض والسُّنن والواجبات مُفصّلةً مُوضّحةً لهم.
الصلاة على الرسول
لِمعرفة كيفية الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، نذكر الحديث الشريف التالي الذي يُوَضِح لنا ذلك: بيقول بَشير بن سعد رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: أَمرنا الله أَن نُصَلي عليك يا نبي الله، فَكيف نُصلي عليك؟ فَسَكَتَ النبي صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنَّا لم نسأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قُولوا: “اللهم صلي على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مَجيد”، إذن نستنتج أنّ الصَّلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم تتمّ لفظاً باللسان وليس فِعلاً، ويُستحبّ الإكثارُ مِنها لِفضلِها العَظيم عَلينا.
فضل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم
وَرَدَ في فضل الصلاة على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عدّة أحاديث تُوَضّح ذلك، منها نذكر حديث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً، صلى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وَ حُطَّت عنهُ عشرُ خطيئاتٍ، وَرُفِعت له عشرُ درجاتٍ”، وحديثُ ابن مسعود رضيَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إنّ أَولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة”، ومنها حديث قال النبي صلى الله عليه وسلم:”البَخيل من ذُكِرتُ عنده ولم يُصلِّ عليّ”، ومعنى هذا الحديث أنّه حتى لو ذُكِرت الصلاة على رسولنا صلى الله عليه أمام الإنسان مائة مرة في الجلسة الواحده فيَجب على العبد أن يذكر الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في كل مرة تُذكر الصلاة على رسولنا الكريم فيها ،وهي من أنفع الأعمال والعبادات عند الله تعالى.
عن أبي أُمامه رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:” صلاةُ أُمتي تُعرض عليَّ في كل يَوم جمعة فمن كان أكثره عليَّ صلاة كان أقربهم مني منزلة”، أيّ يُستَحب الإكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في جَميع الأوقات وخاصّةً في يوم الجمعة، فهي تُعرض على الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم، وتُقرّب العبد يوم القيامة من منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم.