كيف تتعرف على شخصيتك
شخصية الإنسان عبارة عن مجموعة من الصفات والطباع، وتكون هذه الطباع إمّا وراثية أو مكتسبة، لكنّها تأخذ وجه الاكتساب أكثر من وراثتها؛ لأنّها تحت مقدور الشخص بتغييرها إن أراد هو ذلك.
قبل ثلاثة أعوام من اليوم كيف كانت شخصيتك؟ هل كانت كما أنت الآن بالضبط؟ أم تغيرت وما الذي تغير فيها، وهل كنت تعتبر الصفات التي تغيرت أنّها طبع وراثي لا تستطيع تغيره والآن متفاجئ من تغيره؟ وهل كنت تقول أنّ من المستحيل أن أفعل كذا وكذا من الأشياء وهي الآن لصيقة شخصيتك.
الآن بما أنّك مهتم لمعرفة شخصيتك فهذا يعني أنّك مهتم بتغيير شخصيتك إذا لم تعجبك، وليكن في اعتبارك أنّه بإمكانك تغيير طباعك التي تظن أنّها ملتصقة بك منذ الصغر، ولكن يحتاج الأمر لجهد كبير ومتابعة أكبر.
قول الرسول عليه السلام ثلاثًا (لا تغضب) هو دليلٌ على أنّه بإمكان الشخصيات العصبية أن تتخلى عن هذه الصفة، وتتحلى بشيء من الهدوء.
قبل أن تُجري أي اختبار على الانترنت لمعرفة الشخصيات، دوّن أكثر الصفات التي تشعر أنّها تلازمك دومًا، والتي ما إن يذكر اسمك حتى تذكر هذه الصفات، تلك الفتاة ما إن يذكرها أحد حتى يقال عنها أنها الهادئة جدًا، بينما ذلك الشاب هو الذي نخاف من الاقتراب منه لعصبيته.
دوّن هذه الصفات وقم بعصفٍ ذهني سريع لها، وحاول أن تجد أسباب لهذه الصفات، فمثلًا تقول إحداهن أنها لم تكن عصبية ولكن ظروف الحياة حوّلتها لذلك، إذن هناك مسبب لهذه الصفات، حاول أن تعرفها وتدونها وللتسهيل عليك في هذه الخطوة ثبّت الصفات التي كتبتها واستذكر نفسك قبل عامين هل كانت هذه هي صفاتك؟ أم كنت تتصف بصفاتٍ أخرى؟ يجب أن تدوّن وتعرف ذاتك، وهذا خير اختبار لمعرفة شخصيتك خلاف الاختبارات العامة التي يتم نشرها على الانترنت، ولا ننكر صحة بعضها حيث تضعك داخل مواقف معينة وتطيعك خيارات لكيفية التصرف، ومن التصرفات يُحكم على الشخصيات وتصنيفها.
جرب اختبار جاسم هارون للشخصيات، يعطيك تفصيلًا دقيقًا ومدروسًا لشخصيتك بالوظيفة الأنسب لك، وبشخصيتك في المنزل، وتعاملك مع أبناءك، وشخصيتك في العمل، وشخصيتك مع الأصدقاء. فهو من أصدق وأشمل اختبارات الشخصية.
هناك اختبارات للحالة النفسية للشخصية فمثلًا شخصية عاطفية أو عصبية أو انطوائية، ربما تكون هذه صفات للشخصية وربما تكون كغيمة صيف عابرة لا تمثل الشخصية بالكامل.
هل تستطيع أن تتحول من شخصية عصبية لشخصية هادئة؟
نعم تستطيع ولكن تحتاج لعمل على ذاتك كبير، تحتاج لأن تكبح جماح نفسك عند الغضب، وتفريغ الغضب بطرق غير الكلام، أن تتجنب الأشخاص والأشياء التي تستفز فيك قوة العصبية، أن تفكر دومًا قبل أن تثور ثائرتك هل يحتاج هذا الأمر من أعصابي أن تقوم من سباتها لأجله؟ وبإمكانك أن تقوم بتصميم جدول يومي وتدون فيه نسبة غضبك كل يوم ومسببات الغضب، ومحاولة التخفيف منه ومن مسبباته، فإذا قمت بمثل هذا التدريب وكنت على استمرار فستتغير شخصيتك حتمًا.
وهكذا فلتقس على جميع الصفات لشخصيتك، بإمكانك أن تقلل من السلبي منها، بأن تزيد الإيجابي فلا يبقى في شخصيتك مساحة لتلك الصفات التي تود حذفها من داخلك للأبد.