شعر فصيح عن الاب والام , قصائد عن الوالدين بالفصحى , ابيات شعر عن ابي وأمي بالفصحى
شعر لإبن الجوزي بالفصحى
عن الوالدين
زُر والِديكَ وقِف على قبريهما * فكأنني بك قد نُقلتَ إليهما
لو كنتَ حيث هما وكانا بالبقا * زاراكَ حبْوًا لا على قدميهما
ما كان ذنبهما إليك فطالما * مَنَحاكَ نفْسَ الوِدّ من نفْسَيْهِما
كانا إذا سمِعا أنينَك أسبلا * دمعيهما أسفًا على خدّيهما
وتمنيّا لو صادفا بك راحةً * بجميعِ ما يَحويهِ مُلكُ يديهما
فنسيْتَ حقّهما عشيّةَ أُسكِنا * تحت الثرى وسكنتَ في داريهما
فلتلحقّنهما غدًا أو بعدَهُ * حتمًا كما لحِقا هما أبويهما
ولتندمّنَّ على فِعالِك مثلما * ندِما هما ندمًا على فعليهما
بُشراكَ لو قدّمتَ فِعلا صالحًا * وقضيتَ بعضَ الحقّ من حقّيهما
وقرأتَ من ءايِ الكِتاب بقدرِ ما * تسطيعُهُ وبعثتَ ذاكَ إليهما
فاحفظ حُفظتَ وصيّتي واعمل بها * فعسى تنال الفوزَ من بِرّيهما
فضل الوالدين
حبي إليهم لا يضـــــاهى ماعـدا === حبي لربي والنبي محـــــمــــــــدا
أبوايا لوجادوا علينــــــا بالرضا === يكن الطريق إلى الجنان ممـــــهدا
أبوايا كنتم على الدوام تناضـــلا === كي تجعلوني بين قومي سيـــــــدا
فأخذت منكم ما يجب وزيـــــادة === وكأنكــم أنجبتمــــوني واحـــــــدا
وكنت أطلب مالــــكم تعطوننـي === لم تبخلوا لم تجعلوه محـــــــــددا
وبدا عليكم إذا مرضت كآبــــــة === وإذا شفيت يزول عنكـم مـــــا بدا
وإن تسمعا أني أحقــــق مطلـــباً === كنتم لأجلي تفرحــــــان وتســعدا
اليوم أخبر والــــــديّ بأنـــــــــه === حبي إليهم في الفؤاد ممــــــــــــدا
الشمس شهدت والسماء بعطفهم === والقمر يشهد والسحــــــاب مؤيدا
والله يشهد لا أبالغ مطلقـــــــــــاً === هل مثل ربي في الشهادة شاهـــدا
يا رب تحفظ والديّ كلاهمـــــــا === واجعل لهم من حوض طه موردا
واكتب لهم حسن الختام لأنــــــه === باب العبور إلى النعيــــم الخـــالدا
قــِمَّــةُ الوُجـْدَانِ بــِرُّ الوالـدَيـنْ && فـَرْضُ عَيـْنٍ مِنْ إلـَهِ العَالمـِيــنْ
ذِكــْرُهُ يـُتـْلَـى بـقُرآنٍ كـَــريــمْ && جـَاءَ بالإيــحـَاءِ مِنْ وَحْيِ الأميـنْ
دينــُنـَا أوْصَــى بأنْ نـَرْعَـاهُمــا && والـوَفــَا حــَقٌّ كَــدَينٍ للمــَديــنْ
اصـْنَعِ الخَيراتِ وارْحَمْ ضَعـْفَهُمْ && وَاسْعَ في إرْضَائِهـِمْ في كُلِّ حينْ
اذْكــُرِ الإجـْهــَادَ في حَمْلٍ أليمْ && مَــرَّ كُرْهـَـاً في عــَذَابٍ بالأنــِيـنْ
كُنْتَ فِي جَـهــْلٍ وغَيـْبٍ عَنْ وُجُودْ && كُنْتَ في خَلـْقٍ بتَطـْويرِ الجَنينْ
اذْكــُرِ الإرْضــــَاعَ مِنْ أمٍّ حـَنـُونْ && عَيـنُهَا في لَهـْفـَةٍ طُولَ السِّنيـنْ
كُنْــتَ مَحْمــيَّـاً بعَيـــنِ الــوالدَينْْ && سُهْدُ عَينٍ شَاهِدٌ عَنْهُ الجُفُـونْ
واذْكــْرِ الأبَّ العـَطـُوفَ المُــرْشِـدَا && إنــَّهُ لـَــيـــثٌ بـــدَارٍ كالـعــَريــنْ
بـَاكـِراً في سَعـْيـِهِ مِثـْلَ الصـُّقـُورْ && جَاعِلاً مِنْ بَيــتهِ الحِصْنَ الحَصينْ
مُـتـْعـَبـَاً في هَـمـِّهِ لا يـَشْتَكي && في نَشَــاطٍ دَائِــمٍ لا يـَسْتَكيــنْ
رَاجـِيـَاً مِـنْ ربــِّهِ الرِّزقَ الـوَفيـرْ && يَعـْبـُدُ الخَلاّقَ في نـُورِ اليـَقيــنْ
كـُنْ وَدُودَاً, كُنْ عَـطوفـَاً يا بُنَـيْ && كُنْ وَفـِيـَّاً, كُلُّ إثـْمٍ في الـخَـؤُنْ
قـَبـِّلِ الأيـْدِيَ في خـَفـْضِ الجَنـَاحْ && واذْكـُرِ الإنـْسَانَ مِنْ مَاءٍ وَطِينْ
جـَنـــَّةُ الرَّحــْمـَنِ تــَجـْثـُو عِنْدَهُمْ && تـَحـْتَ أقـْــدَامٍ لأمٍّ قدْ تـَكــُونْ