وصف الجبل لأبن خفاجة
ابن خفاجة يصف الجبل
مر الشاعر ابن خفاجة بجبل .. فتخيل ذلك الجبل رجلا معمرا قد شهد عهودا وعصورا منذ القدم .. وعرف كذلك الخبيث والطيب .. وميز بين اللص والناسك و ذلك عندما حاور الجبل كأنه شخص يحاكيه .
الشاعر ابن خفاجة :
هو أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة , شاعر غَزِل من مواليد جزيرة (شَقْر) المنعزلة الواقعة في شرقي الأندلس، عاش حياة مليئة بالهدوء , منقطعة تماما عن اللعب و اللهو, ولم يتولَ ابن خفاجة أي عملاً من الأعمال، الا كتابة الشعر خصوصا شاعرنا ” الشاعر البُستاني ” الشعر الذي يصف الطبيعة فسمي حيث ركز على شعر الطبيعة بكثرة و هو شعر سهل و واضح ليس فيه غرابة أو تعقيد كما سمي أيضا ” صنوبري الأندلس ” لأنه يشابه صنوبري المشرق في أسلوب شعره .
ابيات من القصيدة :
1. وأرعنَ طمّاحِ الذُؤابةِ بَاذخٍ *** يُطاولُ أعنانَ السماءِ بغاربِ
2. يَسدُّ مهبَّ الريحِ من كلّ وجهةٍ *** ويزحمُ ليلاً شُهبهُ بالمناكب ِ
3. وقُورٍ على ظَهرِ الفلاةِ كأنهُ *** طوالَ الليالي مُفكِرٌ بالعواقِبِ
4. يلُوثُ عليهِ الغيمُ سُودَ عمائمٍ*** لها منْ وميضِ البرقِ حُمرُ ذوائبِ
5. أصختُ إليهِ وهوَ أخرسُ صَامتٌ *** فحدثِني ليلَ السُرَى بالعَجائبِ
6-وقال ألا كم كنتُ ملجأ قاتلٍ وموطن أوَّاهٍ تبـتَّلَ تائبِ
7-وكم مرَّ بي من مدلجٍ ومـؤوِّبِ وقـال بظلِّي من مطيٍّ وراكبِ
8-فما كان إلا أن طوتهم يدُ الردى وطارت بهم ريح النوى والنوائبِ
9-فحتى متى أبقى ويظعنُ صاحبٌ أودِّ منه راحلا غيرَ آيبِ
10-وحتى متى أرعى الكواكب ساهرا فمن طالعٍ أخرى الليالي وغاربِ
لمحة عن القصيدة :
وصف جبل و غلبت على القصيدة كتب أبياتها في
عاطفة الشاعر و هي عاطفة صادقة صادرة عن تجربة نفسية عاشها في حياته و قد بلغ الشاعر قمة الذروة في استخدام الخيال الواسع لوصف الجبل كما أن القصيدة تعدُّ احدى أبرز عيون الشعر العربي لـما يتخللها من أصالة الفكرة ،وجمال الأسلوب ، كما اتضحت روعة التصوير و شفافيته .
و من الواضح كذلك ان ألفاظ القصيدة مناسبة جدا لمعانيها فهي تعتبر ألفاظ قوية في الحديث.
و من أبرز السمات الظاهر ة في النص سمة التشخيص ؛ وهي تقوم على إقامة الحياة على الأمور المادية أوعلى الجمادات و القيام بعد ذلك بتجسيمها و مخاطبتها كأنها كائن حي، و هذه السمة انتشرت بكثرة في الشعر الأندلسي منذ القدم و قد قام شاعرنا ابن خفاجة باستخدام هذه السمة بكثرة .
شرح الأبيات :
البيت الأول
أرعن: مرتفع
باذخ: عال.
طماح الذؤابة: شديد علو القمة
الغارب: الكاهل
البيت الثاني
المَنْكِبُ : الموضعُ المرتفعُ من الأَرض .
البيت الثالث
وقور: من الوقار وهو الرزانة.
الفلاة: الصحراء الواسعة.
البيت الرابع
يلوث: يلف
يوجد طباق بين ( سودَ عمائمٍ و حمرُ ذوائبِ )
البيت الخامس
أصخت : استمعتُ .
السرى : السير ليلا
البيت السادس
تبتل : انقطع للعبادة
البيت السابع
مدلج: من يسير في الظلام .
مؤوِّب : من الإياب وهو الرجوع .
البيت الثامن
النوى والنوائب يوجد جناس بين
طوتهم : أخفتهم والمراد أماتتهم .
الردى : الموت .
النوى : الفراق .
البيت التاسع
يوجد طباق بين ( أبقى ويظعن)
يظعن: يرحل .
البيت العاشر
يوجد طباق بين ( طالعٍ و غاربِ )
أرعى الكواكب : أساهرهاوأراعيها