نظرية التطور
- ١ نظريّة التطوّر
- ٢ صاحب نظرية التطور
- ٣ ماهيَّة نظرية التطور
- ٤ الحقائق التي بُنيَت عليها نظرية التطور
- ٥ نظرية الانتخاب الطبيعي
- ٦ الإنسان في نظرية التطور
- ٦.١ أصل الإنسان في نظرية التطور
- ٦.٢ أهمية نظرية التطور في فهم جسم الإنسان
- ٧ الأدلة التي تدعم نظرية التطور
- ٨ جوانب العجز في نظرية التطور
- ٩ المراجع
نظريّة التطوّر
يُعَرَّف التَّطور بِأَنَّه التَّغيُّر فِي الصّفات الوراثية (السِّمَات الجِسميَّة) المُتَوارَثَة بَين الكائنات الحية مَع الوَقتِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلى إِنتَاجِ أَنواعٍ مُتَعَدِّدَةٍ، أَو إِحدَاثِ تَغَيُّرَاتٍ فِي النَّوع الوَاحِد لِلكَائِنات الحيَّة.[١]
صاحب نظرية التطور
يُعتَبَر العَالِم الإِنجليزي تشارلز روبرت داروين صَاحِب أَشهَر نَظريَّة لِلتَّطور، والتي عُرِفَت بِاسمِه، وَهو عَالِم فِي التَّاريخ الطَّبيعي وَالجيولوجيا. وُلد داروين سنة 12 فبراير مِن عام 1809م مِن أُسرَة غَنيَّة؛ حَيث كَانَ وِالده طَبيبَاً مَعروفَاً. في عَام 1838م بَدَأ دَاروين بِدِرَاسَة الكَائِنَات الحَيَّة والتَّحول عَن طِريق الطَّفرات، وَطوّر نَظريته الشَّهيرَة (الانتخاب الطبيعي)،
نَشر داروين كِتابه (أصل الأنواع) فِي عام 1859م؛ حَيث نَشَر نَظريَّة التَّطور مَع أَدلَّة تَؤَكِّد عَلى صحتها، وَفي عام 1871م درَس تَطوّر الإِنسان فِي كتاب (علاقة أصل الإنسان والاختيار بالجنس)، ثُمَّ نَشَر كتابه (التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوان)، كَمَا نشر داروين العَديدَ مِن الأَبحاث عَن النباتات، وكان كِتابه الأخير عَن ديدان الأرضوَتَأثيرها عَلى التُّربة. تُوفي داروين في 19 إبريل 18822م، وَوُصف بِأَكثر الشَّخصيَّات المُؤَثِّرَة فِي العَالم.[٢]
ماهيَّة نظرية التطور
تَنصّ نَظَريَّة التَّطور الحَديثَة عَلى أَنَّ جَميع الكَائِنَات الحَيَّة نَشَأَت تَدريجيَّاً مِن خَلِيَّةٍ وَاحِدَة، وَكَان لِلمُصادَفَة وَتَوافُر بَعض العَوامِل الفِيزيائيَّة، مِن هَواء، وَحَرارَة وَرُطوبة؛ سبباً في تَكاثُر تِلك الخلايالِتتولَّد عَنها سِلسِلَة مِنَ المَخلوقَات؛ مِن نَباتَات وَحيواناتٍ وَبَشَر.[٣]
الحقائق التي بُنيَت عليها نظرية التطور
بُنيَت نَظريَّة التَّطوُّر عَلى حَقائِق مهَمَّة، تَتَلَخَّص كالآتي:[٤]
- إنَّ كُل أَفرَاد الكَائِنَات الحَيَّة تَختَلِف عَن بَعضها البَعض، وَيرجِع هَذا الاختِلاف إِلى الجينات المُتَوَارَثَة.
- يُولَد كُل جِيل بِأَعدادٍ كَبيرَةٍ أَكثَر مِمَّا يُمكِن أَن تَدعَم البَيئَة، مِمَّا يُؤَدِّي إِلى نَجَاة أَعدادٍ قَليلَةٍ مِن هَذه الأَجيال وَوُصولِها لِمَرحَلَة البُلوغ.
- الأَفرَاد الذين يَمتَلِكون صِفات تُمَكِّنهم مِن التَّكيُّف مَع البيئَة الخَارِجيّة لَديهم مُعَدَّلات أَعلَى لِلبَقاء عَلى قَيدِ الحَياةِ مِن الأَفراد الذين لا يَمتَلِكون هَذه الصِّفَات، وَمِن الأَمثِلَة عَلى ذَلك: عِند وِلادَة فَراشَة تَمتَلك صِفَةً وِراثيَّة تَجعَلها غَير مَرئيَّة بِالنِسبَة لِلكائِنَات الحيَّة فَإِنَّها تُصبِح أَقلّ عُرضَة لِخَطرِ التِهامها مِن قِبَل كِائِن آخَر، مِمَّا يزيد مِن فُرصَة بَقائها حيَّة، وَإِنتاج أَفرَاد آخرين يَمتَلِكون هَذه الصِّفَة، مَا يُؤدِّي إِلى ثَبَات هَذه الصِّفة فِي الأَجيال القَادِمَة.
نظرية الانتخاب الطبيعي
نَظَرَاً لِتَكاثُرِ الكَائِنَاتِ الحَيَّة فَإِنَّه مِنَ الطَّبيعي حُدوث صِرَاعٍ عَلى الغِذَاء، وَالمَكَان، وَالبَقَاء، وَقَد أَطلَق داروين عَلى هَذا الصِّرَاع اسم (الانتخاب الطبيعي)، وَعَرَّفه بِالعَمَليَّة التي تُمَكِّن الأَفرَاد التي تَمتَلِك صِفَات مُلائِمَة لِلبيئَة من البَقَاء عَلى قَيدِ الحَياةِ وَالتَّكاثُر، وَهي الآليَة التي يَحدُث بِها التَّطور. أمَّا الظُّروف اللازِمَة لِحدوث الانتخاب الطَّبيعي فهي:[٤]
- النِّضَال مِن أَجل البَقَاء؛ فَبَعض الكَائِنَات الحيَّة تَعيش، وَبَعضها تموت.
- الاختلاف والتَكيُّف: تَختَلِف الكَائِنَات الحيَّة عَن بَعضها البَعض؛ فَالكائِنَات التي تَمتَلِك الصِّفَات التي تُمَكِّنها مِن التَّكيُّف مَع البيئَة هي التي تبقى عَلى قيد الحَيَاة.
- البَقَاء لِلأَصلَح.
الإنسان في نظرية التطور
أصل الإنسان في نظرية التطور
أَشَار دَاروين إِلى أَنَّ الإِنسان بِالأَصل عِبَارَة عَن قِرد، وَفَسَّر هَذا الأَمر بِأَنَّ جَميع المَخلوقَات تَوالَدَت مِن بَعضها البَعض مَع مُرور السِّنين بِفعِل التَّطور الطَبيعيّ،[٤] إِلا أَنَّ رِجال الدِّين المسيحيين واليهود فِي عصره رَفَضَوا هِذه الفِكرَة، لأَنَّها مُناقِضَةً لِتَعاليمِ التَّوراة وَالإِنجيل.
أهمية نظرية التطور في فهم جسم الإنسان
كَانت لِنَظريَّة التَّطور أَهميَّة كَبيرَة فِي فَهم طَبيعَة الإِنسان؛ فَقَد مَكَّنَت الفَلاسِفَة فِي فَهم النَّفس البشريَّة عَن طريق مَعرِفة كَيفيَّة تَطوُّر الجهاز العصبي فِي جِسم الإِنسان، وَعَلاقته بِالكَائِنَات الأُخرَى، وَالعَوامِل التي جَعلَته يَتَطوَّر فِي الوَقت الحاضِر. أَمَّا بِالنِّسبَة للطّب الحَديث فَقَد مَكَّنَته النظريّة مِن دِرَاسَةِ كَيفيَّة عِلاج الإِنسان بِالاعتِمَاد عَلى أَصلهِ؛ فَعَمد عَلى تَرك العِلاج بِالأَعشاب، والانتقال إِلى العِلاج بِخُلاصَات الحَيوانات، مِثل الهرمونات، كَمَا أَحدثت نَظريَّة التَّطوُّر عِلماً جَديداً عُرِف بِاسم علم الجينات وَهو العِلم الذي يَدرس الصِّفَات المُتَوارَثَة وَمَا يَنتج عَنها مِن تَنوُّعٍ فِي الكَائِنَات الحيَّة.[٥]
الأدلة التي تدعم نظرية التطور
هُناك العَديد مِنَ الأَلة التي تَدعَم نَظَريَّة التَّطور، منِهَا:[٥][٤]
- الأَعضَاء الضَامِرَة: تدلّ الهَياكِل العَظميَّة وَالأَحافير عَلى وُجود أَعضَاء لَدى أنواع أجسَام الكائنات الحيَّة غير مَوجودَة فِي أَعضَاء أَجسام هذا النَّوع فِي الوَقت الحَاضِر، مِمَّا يدلّ عَلى أَن هَذه الأَعضَاء كَانت لَها وَظيفَة قَديمَاً، ثُمَّ تَطَّورت الكائنات الحية مَا أَدَّى إِلى ضُمورها.
- وجود أعضاء تمتلك البنية نفسها في كائنات حية مختلفة، ووظيفة مختلفة، مثل: زعانف الحوت، ويد الإنسان.
- البيئة الحيوية: إِذ تَمتَلك الكَائِنات المُختَلِفَة التي تَعيش فِي المَكان نفسه الصِّفَات وَالخَصائِص نفسها التي تُؤَهّلها لِلتَّكيُّف، وَذَلك لأنَّ لَها الاحتيَاجَات نفسها.
- عِلم الأجنَّة: أَجنَّة الفقاريات تكون مُتَشابِهَةً جِدَّاً فِي رحم أمهاتها.
- الأحياء الجزيئية: عَن طَريق حِسَاب عَدد الاختلافَات فِي تَسَلسل الأحماض الأمينية؛ حيث يُمكِن تَحديد السَّلَف المُشتَرَك بَين الكَائِنات الحيَّة.
جوانب العجز في نظرية التطور
عَجِزَت نَظَريَّة التَّطور فِي عِدَّة أَوجُه، مِنهَا:[٦]
- إنّ أَيّ نَظَريَّةٍ عَلميَّة يجب أن تَتبع المِنهاج العِلمي فِي تَحديدِ المَسأَلَة وَحلّها، وَتَفسير جَميع الجَوانِب المُتَعَلِّقَة بِها، إِلا أَنَّ نَظَريَّة التَّطور لَدى داروين قَامَت عَلى ثَلاثة مُرتَكَزات هِي: الصُّدفَة، وَالطَّفرة، وَالانتخاب الطَّبيعي.
- لَم تُقدم النَّظريَّة أَيّ تَفسيرٍ عَن نُشوء الحَشَرات مَع العِلم أَنَّها تُمثِّل 800% مِن أَصلِ الحَيوانات.
- نُشوء القانون الثاني للديناميكا الحرارية، وَالذي يَنصّ عَلى أَنَّ العَشوائِيَّة (بالإنجليزية: Entropy) فِي أَي نِظام مَعزول لا يُمكِن أَن تَتَناقَص، أَي إنَّ الكَون يَتَّجِه نَحو التَّدهور، وَلا يُمكِن أَن يَستَمر بِالتَّطوُّر.
- لا يُمكِن نُشوء الحَياة مُصادَفَةً، نَظَراً لِتَعقيدات الجُزيئات الحَيويَّة وَجُزيئَات الـ DNAA.
- لَم تُفَسِّر نَظريَّة التَّطوّر كَيفيَّة تَكوُّن الأنسجة، وعمليَّة البناء الضوئي، وَعَمَليَّات الهَضم.
المراجع
- ↑ Biology Online Staff, “Evolution”، Biology Online, Retrieved 2016-11-24. Edited.
- ↑ Ruse Topoi (2007), “Charles Darwin’s On the Origin of Species”,Springer Science, Issue 1, Folder 26, Page 159. Edited.
- ↑ Darwin’s Theory Of Evolution Staff, “Darwin’s Theory Of Evolution – A Theory in Crisis”، Darwin’s Theory Of Evolution, Retrieved 2016-11-24. Edited.
- ^ أ ب ت ث تشارلز داروين (2004)، [ أصل الأنواع] (الطبعة الأولى)، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة ، صفحة 222. بتصرّف.
- ^ أ ب سلامة موسى (2011)، نظرية التطور وأصل الإنسان (الطبعة الثالثة)، مدينة نصر : كلمات عربية للترجمة والنشر، صفحة 233. بتصرّف.
- ↑ محمد كولن (2010)، حقيقة الخلق ونظرية التطور (الطبعة الخامسة)، القاهرة: دار النيل للطباعة والنشر، صفحة 122. بتصرّف.