موضوع جميل عن طاعة الوالدين , كلمة رائعة عن برّ الوالدين
عناصر الموضوع :-
1. فضل الوالدين علينا فهما سبب وجودنا.
2. طاعة الوالدين وواجبنا نحوها.
3. الأب يتحمل مشاق العمل في سبيل الإنفاق على أولاده وتربيتهم.
4. الأم تتعب في الحمل والوضع والرضاعة وتسهر جانبنا.
5. عيد الأم يوم أن نطيعها.
6. الإسلام وصانا بالوالدين.
7. بر الوالدين بعد الموت.
آلموضوع :-
لقد أنعم الله علينا بنعم كثيرة وأجل هذه النعم وأعظمها أن أسدى إلينا نعمة الوالدين فهما سبب وجودك في الحياة ، وللأم دور عظيم في حياة أبنائها فهي التي تربي وتتعب وتتحمل آلام الحمل ثم الوضع ثم الرضاعة ومن بعد ذلك التربية والتعليم والعلاج والسهر بجانبك في مرضك والفرح لفرحك والحزن لحزنك . ولذلك لا تتعجب عندما جاء الصحابي للنبي فقال : ( يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي قال أمك ، قال ثم من قال أمك ، قال ثم من قال أمك ، قال ثم من قال أبوك ) قال الشاعر أحمد شوقي : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق . فبعد كل ذلك نأتي نحن في يوم من أيام السنة كلها وهو عيد الأم نكرمها ونحمل لها الهدايا ثم ننساها وننسى طاعتها ورعايتها طول العام ، هذا لا يصح أبداً فكل يوم نطيع الأم فيه هو يوم عيدها ، ليس يوما في العام وفقط كما يفعل الغرب .أما دور الأب : فهو دور عظيم أيضاً فكم يتعب الأب في العمل من أجل كسب الحلال حتى يلبى مطالب أسرته واحتياجاتهم فكم مرة استيقظ مبكراً أو عاد إلى البيت متأخراً مجهداً من عمله فكل ذلك من أجل من ؟ لا شك أنه من أجل أولاده حتى يعيشوا عيشة كريمة ويتعلموا تعليماً مناسباً ويتعالجوا علاجاً شافياً ،والأب لا شك يربي ويوجه الأسرة لانه يعلم قول الرسول ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته … الرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته … والأم راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها .. ) , ولذلك أمر الله بطاعتهما حتى تسعد الأسرة وبالتالي يصبح المجتمع سعيداً متقدماً لأن الأسرة هي اللبنة الأولى في صرح المجتمع فقال الله تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما ) الأمهات هن أحب وأعظم الأشخاص في الحياة. أحب امي لأنها هي التي ولدتني. دائماً تعتني بي. بقيت متيقضةً طوال الوقت لتتأكد من انني بخير. تعبت طوال يومها لراحتي. قضت عمرها لتربيتي. كانت تطعمني عندما كنت طفلاً. عادةً ما تنصحني امي وتساعدني للحصول على ما هو جيد من تجربتها في الحياة.
برّ الوالدين :-
يعتبر برّ الوالدين من الأعمال الموجودة في فطرة كل إنسان سليم من الأمراض النفسية، ومن الظروف القاسية التي قد يمر بها أي شخص في حياته، حيث يعتبر هذا العمل من أكثر الأعمال التي شددت الديانات السماوية عليه، فقد جاء من ضمن الوصايا العشر، في سفر الخروج (20:12): (أكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ)، كما ورد برّ الوالدين في القرآن العظيم حيث قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ (سورة النساء، الآية 36)، وقد وردت في هذا الكتاب العظيم في عدة مواضع أخرى عديدة، تأكيداً من الله تعالى على أهميته، فكما نرى في الآية السابقة، فقد قرن الله تعالى الإحسان للوالدين بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية هذا العمل عند الله تعالى. وقد يتساءل أحدهم: أن كيف السبيل إلى برّ الوالدين؟ وفيما يلي بيان ذلك.
طاعة الوالدين وواجبنا نحوها :-
لقد رسم الله تعالى للإنسان حدود الطاعة لوالديه عندما قرن عبادته وتوحيده وتنزيهه عن الشرك بالإحسان إليهما والطاعة لهما، وقد جعل رضاه من رضاهما، ووصل طاعته بطاعتهما فقال عزَّ من قائل: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، وإلى ذلك أشار النبي صلّى الله عليه وسلّم ، حيث قال عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قلت : يا رسول الله أي العمل أفضل قال الصلاة على ميقاتها قلت : ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت : ثم أي قال الجهاد في سبيل الله فسكت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني. وفي المقابل بيَّن الله تعالى الحد الذي تقف عنده طاعة الوالدين في اياته الكريمة: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، فعندما يصل الأمر إلى معصية الله والشرك به يتوقف الإنسان عند هذا الحد فلا يطيعهما فيما أمرا لأنَّه بحسب الحديث: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، ولكن هذا الأمر متوقف فقط على ما يشكل معصية الله دون باقي الأمور لأن سياق الاية يستمر بالتوضيح: (وصاحبهما في الدنيا معروفاً)، فلا يعصيهما في باقي الأمور، وفي كلام لجابر قال: سمعت رجلاً يقول لأبي عبد الله: (إنّ لي أبوين مخالفين فقال: برّهما كما تبر المسلمين ممن يتولانا)، فطاعة الوالدين وبرّهما واجب سواء كانا مؤمنين أم لا.
برَّ الوالدين بعد الموت :-
لا يقتصر بر الوالدين على حياتهما بحيث إذا انقطعا من الدنيا انقطع ذكرهما، بل إن من واجبات الأبناء إحياء أمرهما وذكرهما من خلال زيارة قبريهما وقراءة الفاتحة لروحيهما والتصدق عنهما، وإقامة مجالس العزاء لهما على الدوام، كما أن عليهم حق البرِّ لهُمَا في جملة أمور ذكرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لرجل من أصحابه فقال: يا رسول الله هل بقي لأبوي شيء من البرّ أبرهما به بعد وفاتهما؟، ورد في القرآن الكريم حقّين من حقوق الوالدين: الدعاء لهما ويبدو ذلك على لسان أكثر من نبي يدعو لوالديه كما هو من وصايا الله تعالى للإنسان حيث قال تعالى على لسان نبي الله نوحٍ: (رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارً)، وعلى لسان إبراهيم: (رَبّنَا اِغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْم يَقُوم الْحِسَاب). الوصية حيث يقول تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِين)، فالوصية حق على المؤمن وأول ما تؤدى للوالدين بحسب البيان القراني، وذلك للدلالة على أهمية بر الوالدين ووصلهما على الإنسان في حال حياته وبعد مماته من خلال التركة المادية من أموال وأرزاق، كما لا يبخل عليهما بالنصيحة والإرشاد إلى ما فيه صلاحهما، ولا ينسى طلب السماح منهما لتقصيره تجاههما في الحياة الدنيا.