التعليمي

موضوع تعبيرعن نجيب محفوظ , افكار وعناصر تعبيرعن نجيب محفوظ

عناصر موضوع نجيب محفوظ :-

1. حياة نجيب محفوظ.
2. بدايته مع الادب.
3. أعماله.
4. الجوائز والأوسمة.
5. رحلته السينمائية.
6. الانحياز للطبقات الفقيرة.
7. وفاته.

حياة نجيب محفوظ :-

ولد في 11 ديسمبر 1911، كان نجيب محفوظ في الثامنة من عمره عندما انتفض الشعب المصري أول انتفاضة شعبية حقيقة شاملة في تاريخه الحديث سنة 1919، ورأى الطفل الصغير المظاهرات والمصادمات الدموية بين المصريين والإنجليز من شرفة منزله في ميدان بيت القاضي بحي الجمالية الذي بناه بدر الجمالي أحد القواد الفاطميين، وشاهد مظاهرات النساء الشعبيات بالملاءات اللف.

وقبل ثماني سنوات من هذه الثورة التي أثرت بعمق في شخصية وأدب نجيب محفوظ، وتحديدا في مساء (11 ديسمبر 1911م) كانت زوجة عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا تعاني حالة ولادة متعثرة، ولم تستطع “الداية” (القابلة) فعل شيء إلا الاستنجاد بالزوج، الذي أسرع أحد أصدقائه بإحضار الدكتور “نجيب محفوظ” – الذي أصبح من أشهر أطباء النساء والتوليد في العالم- وأصر الأب على أن يسمي وليده باسم الدكتور القبطي الشهير

.
كان نجيب محفوظ أصغر الأبناء، لكنه عاش مع أبيه وأمه كأنه طفل وحيد؛ لأن الفارق الزمني بينه وبين أصغر إخوته كان لا يقل عن عشر سنوات، وكانوا كلهم رجالا ونساء قد تزوجوا وغادروا بيت العائلة، إلا أصغرهم الذي التحق بالكلية الحربية، ثم عمل بالسودان بعد تخرجه مباشرة، لذلك كانت علاقته بأمه علاقة وطيدة، وكان تأثيرها فيه عميقا، بعكس والده الذي كان طوال الوقت في عمله خارج البيت، وكان صموتا لا يتحدث كثيرا داخل البيت، ويصف نجيب والدته بأنها: “سيدة أمية لا تقرأ ولا تكتب، ومع ذلك كانت مخزنا للثقافة الشعبية.. وكانت تعشق سيدنا الحسين وتزوره باستمرار.. والغريب أن والدتي أيضا كانت دائمة التردد على المتحف المصري، وتحب قضاء أغلب الوقت في حجرة المومياوات.. ثم إنها كانت بنفس الحماس تذهب لزيارة الآثار القبطية خاصة دير “مار جرجس”.. وكنت عندما أسألها عن حبها للحسين و”مار جرجس” في نفس الوقت تقول “كلهم بركة” وتعتبرهم “سلسلة واحدة”.. والحقيقة أنني تأثرت بهذا التسامح الجميل لأن الشعب المصري لم يعرف التعصب، وهذه هي روح الإسلام الحقيقية”.

أما والده فكان موظفا “ولم يكن من هواة القراءة، والكتاب الوحيد الذي قرأه بعد القرآن الكريم هو “حديث عيسى بن هشام”؛ لأن مؤلفه المويلحي كان صديقا له، وعندما أحيل إلى المعاش عمل في مصنع للنحاس يملكه أحد أصدقائه.

التحق نجيب محفوظ بالكتاب وهو صغير جدًّا ليتخلص أهل البيت من شقاوته، لكنه عندما أصبح تلميذًا بالابتدائية لم يكن والده بحاجة إلى حثه على المذاكرة؛ لأنه كان مجتهدا بالفعل ومن الأوائل دائما، أما أولى المحطات الفاصلة في حياته فكانت حصوله على شهادة “البكالوريا” التي تؤهله لدخول الجامعة، كان والده يرى أن أهم وظيفتين في مصر هما وكيل النيابة والطبيب، لذلك أصر على التحاق ابنه بكلية الطب أو كلية الحقوق، وكان أصدقاؤه مع هذا الرأي من حيث إن نجيب محفوظ كان متفوقا في المواد العلمية، وكان ينجح بصعوبة في المواد الأدبية كالجغرافيا والتاريخ واللغتين الإنجليزية والفرنسية، والمادة الأدبية الوحيدة التي تفوق فيها كانت هي اللغة العربية، وكان نجاحه في البكالوريا عام 1930 بمجموع 60% وترتيبه العشرين على المدرسة، وكان هذا المجموع يلحقه بكلية الحقوق مجانا، لكنه اختار لنفسه كلية الآداب قسم الفلسفة.

وبعد تخرجه سنة (1934م) التحق نجيب محفوظ بالسلك الحكومي، فعمل سكرتيرًا برلمانيا بوزارة الأوقاف من 1938 إلى 1945، ثم عمل بمكتبة “الغوري” بالأزهر، ثم مديرًا لمؤسسة القرض الحسن بوزارة الأوقاف حتى عام 1954، فمديرا لمكتب وزير الإرشاد، ثم مديرا للرقابة على المصنفات الفنية، وفي عام 1960 عمل مديرًا عامًّا لمؤسسة دعم السينما، فمستشارًا للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون، ومنذ عام 1966 حتى 1971 وهو عام إحالته إلى التقاعد عمل رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما، وبعدها انضم للعمل كاتبًا بمؤسسة الأهرام.

بداية نجيب محفوظ مع الادب :-

نمت علاقة نجيب محفوظ بالأدب من خلال قراءته للعقاد وطه حسين وسلامة موسى وتوفيق الحكيم والشيخ مصطفى عبد الرازق الذي درس له الفلسفة الإسلامية في كلية الآداب وكان يظنه قبطيا، وسير “ريدر هجارد” و”تشارلس جارفس” و”جيمس بيكي” و”توماس مان” و”سارتر” و”كامى” و”بيكيت” و”بروست” و”أناتول فرانس” و”هربرت ريد” الذي كان يكتب في مجال الفن التشكيلي، و”جولزورثي” و”تولستوي”، بالإضافة إلى قراءاته في الأدب الإغريقي. وبعد تخرجه سنة 1934 كان نجيب محفوظ مرشحًا لبعثة لدراسة الفلسفة في فرنسا، لكنه حُرم منها، لأن اسمه القبطي أوحى بوفديته، وكانت الحرب ضد حزب الوفد على أشدها في تلك الفترة، مما حسم صراعا كبيرا كان يدور في نفس نجيب محفوظ بين الفلسفة والأدب، فحسم الأمر لصالح التفرغ للأدب.
بدأ نجيب محفوظ يكتب المقالات وهو في التاسعة عشرة من عمره، ونشر أول قصصه القصيرة “ثمن الضعف” بالمجلة الجديدة الأسبوعية يوم (3 أغسطس 1934م) لكنه انطلاقا من روح ثورة 1919 خطط لمشروعه الأدبي الكبير، وهو إعادة كتابة التاريخ الفرعوني بشكل روائي، وكتب بالفعل ثلاث روايات في هذا الاتجاه وهي: “عبث الأقدار” و”رادوبيس” و”كفاح طيبة”، لكنه توقف بعد ذلك وأعاد دراسة مشروعه.

أعمال نجيب محفوظ :-

قدم نجيب محفوظ عددا كبيرا من الروايات والأعمال الأدبية منذ بدايات القرن العشرين، وحتى وقت قريب، واستطاعت هذه الإعمال الأدبية أن تصور التاريخ الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لمصر خلال القرن الماضي الذي يعد أهم القرون التي عاشتها مصر، وتركت بصمتها الواضحة على الشخصية المصرية.

الجوائز والأوسمة التي نالها نجيب محفوظ :-

حاز نجيب محفوظ على العديد من الجوائز الأدبية والثقافية في خلال مشوارة الأدبي ومن هذه الجوائز :- جائزة قوت القلوب عن رواية ( رادوبيس ) عام 1943، جائزة وزارة المعارف عن رواية ( كفاح طيبة ) عام 1944، جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية ( خان الخليلى ) عام 1946، جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1957، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1962، جائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1968، وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1969، جائزة نوبل فى الآداب عام 1988، جائزة مبارك فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 1999.

رحلة نجيب محفوظ السينمائية :-

لا يعتبر اتجاه محفوظ الأديب لكتابة السيناريو السينمائي بدعا أو شاذا عن غيره من الأدباء العالميين بل نبغ كغيره مثل: ماركيز وسارتر وغيرهما، لكنه كان من الأدباء المصريين القلائل الذين نظروا إلى السينما نظرة جادة، وكتبوا لها ليرفعوا من شأنها، بتحويلها من عمل تجاري محض، إلى عمل فني متكامل يمس الجماهير ويحقق مطلبها الحقيقي بفن جاد.
تؤكد بدايات محفوظ أنه لم يكن يعرف ما هو السيناريو السينمائي عندما التقى بالمخرج صلاح أبو سيف عن طريق صديقهما المشترك الدكتور فؤاد نويرة، فكان أبو سيف قد قرأ رواية عبث الأقدار، وأحس أنه أمام كاتب لديه ما يقوله.
كان هذا اللقاء بمثابة فرصة ثمينة للسينما المصرية، ليحدث التعاون بين كاتب بحجم وموهبة محفوظ وثقافته، ومخرج كبير ومثقف بمرتبة أبو سيف، لينتج عنه دفع السينما المصرية خطوات عدة للأمام.

وكان أول سيناريو يشارك نجيب محفوظ في كتابته فيلم “مغامرات عنتر وعبلة” عام 1945، ثم سيناريو فيلم “المنتقم” عام 1947، وعبر هذين الفيلمين تعلم محفوظ مبادئ كتابة السيناريو، وانطلق يقتحم هذا العالم خصوصا في الفترة من عام 1952 حتى 1960 والتي توقف بعدها عن كتابة السيناريو.
ليعد من أكثر الأدباء المصريين أعمالا سينمائية، فكتب خلال رحلته ما يقارب من 18 سيناريو سينمائي، أما عن الأفلام التي أخذت عن قصصه الأدبية أو رواياته فقد بلغت 12 فيلما، ليظهر أننا نجد من بين أحسن مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية التي اختارها الناقد سعد الدين توفيق 11 فيلما كتب لها نجيب محفوظ السيناريو أو القصة أو هما معا، وستة أفلام أخذت عن أعماله الأدبية، ليكون مجموعها 17 فيلما أي 17% من إجمالي الأفلام.
والأفلام هي: “لك يوم يا ظالم”، “شباب امرأة”، “ريا وسكينة”، “الوحش”، “جعلوني مجرما”، “درب المهابيل”، “الفتوة”، “جميلة”، “احنا التلامذة”، “بين السماء والأرض”، “بداية ونهاية”، “اللص والكلاب”، “الناصر صلاح الدين”، “الطريق”، “القاهرة 30″، “خان الخليلي”، و”السمان والخريف”.

انحياز نجيب محفوظ للطبقات الفقيرة :-

وقد قدم محفوظ مع المخرج صلاح أبو سيف أعمالا ليست بالرومانسية الصرفة، ولم تكن ذات نزعة تجارية تغازل الجمهور وتخطب ود شباك التذاكر، بل انحازا بوضوح إلى صف الطبقات الفقيرة والمضطهدة بفعل وجود التوافق بينهما والميول الاشتراكية.
وهذا ما جعل سيناريوهات أفلامه تواجه دوما بتردد شديد من المنتجين عندما تعرض عليهم كونها كانت تغرد خارج سرب السينما التجارية، ومع ذلك حققت بعد إنتاجها نجاحا جماهيريا عاليا، وهذا يدلل على أنه كان يكتب ما يريده الجمهور لكن ليس على الطريقة التجارية بل عبر تقديم قصص واقعية حدثت في المجتمع الذي هو منه أو ما كان هو شاهدا عليه.
ورغم أن المتعارف عليه أن ينسب الفيلم لمخرجه كونه هو الذي يضعه في الشكل النهائي ويفرض عليه طابعه الخاص غير أن سيادة طابع نجيب محفوظ على أفلامه وبما اتسمت به بملامح واضحة رغم اختلاف مخرجيها يسمح لنا أن ننسبها إليه.
وكان لغالبية أفلامه أن شاركت في كثير من المهرجانات العالمية كمهرجان كان في فرنسا، وبرلين في ألمانيا، ومهرجان الفيلم العربي بالاتحاد السوفيتي آنذاك… إلخ من المشاركات الدولية.
ويعود ذلك إلى أن أفلامه كانت من أفضل الأفلام المصرية لسببين الأول: كون مخرجيها من أفضل المخرجين أمثال: صلاح سيف ويوسف شاهين وصلاح سالم، والثاني: كونها كانت تمثل لمخرجيها أفضل أعمالهم الفنية.

وفات نجيب محفوظ :-

ودعت مصر صباح يوم 2006/8/31م في جنازة شعبية وعسكرية مهيبة الأديب العالمي نجيب محفوظ‏,‏ الذي وافته المنية عن عمر يناهز‏95‏ عاما‏، بعد صراع طويل مع المرض‏.‏
وقد نعي الرئيس حسني مبارك أديب نوبل الكبير إلي شعب مصر‏,‏ والأمة العربية‏,‏ والعالم‏.‏
ووصف الرئيس مبارك ـ في بيان صدر عن رئاسة الجمهورية ـ الأديب الكبير نجيب محفوظ بأنه علم من أعلام الفكر والثقافة‏,‏ وروائي فذ‏,‏ ومفكر مستنير‏,‏ وقلم مبدع‏,‏ وكاتب خرج بالثقافة العربية وآدابها إلي العالمية‏.‏
وقال الرئيس مبارك‏:‏ إن نجيب محفوظ انحاز بقلمه لشعب مصر‏,‏ وتاريخه‏,‏ وقضاياه‏,‏ وعبر بإبداعه عن القيم المشتركة للإنسانية‏,‏ ونشر بكتاباته قيم التنوير‏,‏ والتسامح النابذة للغلو والتطرف‏,‏ وكان حصوله علي جائزة نوبل للآداب اعترافا بإسهام الفكر العربي في حضارة الإنسانية وتراثها المعاصر‏.‏
وأضاف البيان أن الرئيس مبارك إذ ينعي هذا المصري البار لشعب مصر‏,‏ وأمتها العربية‏,‏ والعالم‏,‏ ليعرب عن خالص عزائه ومواساته لأسرة الفقيد الراحل‏,‏ ولمحبيه‏,‏ والعارفين بفضله‏,‏ داعيا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته‏,‏ وأن يجزيه عن عطائه لوطنه وأمته خير الجزاء‏.‏
وعلي جانب آخر‏,‏ نعي الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأديب الكبير نجيب محفوظ‏,‏ ووصفه بأنه أحد الأعلام الثقافية المصرية‏,‏ وأحد أعمدة الأدب العربي المعاصر‏,‏ تميزت أعماله بالواقعية ومثلت تأريخا للتطور الاجتماعي في مصر‏.‏

زر الذهاب إلى الأعلى