من هم القوقاز
إنّ القوقازيين هم تلك الفئة المنتمية إلى شعوب القوقاز، وهي الشعوب التي تسكن جزءاً من المناطق التي تقع إلى أسفل الحدود الجنوبيّة لدولة روسيا، وهم شعوب تَتبع عدّة مناطق مختلفة في الدين واللغات، ويجمع فيما بينهم وحدة العرق، وخشونة الطبع، وجلافة المعشر إلى جانب البساطة، والشجاعة والفروسية، ويجمع فيما بينهم تراث حافل بالصراعات الدموية، والوحشية، والهمجية، ويمتازون بإرث ثقافي عريض على المستويين الغنائي والراقص، وأكبر تجمّع عرقي لهم هو في جمهورية جورجيا، والتي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي سابقا ثم استقلّت عنه فيما بعد وذلك بعد انهياره وانفصال جميع جمهورياته عنه وتفككها بعد ذلك إلى دول صغيرة، وضعيفة، ومتناحرة فيما عدى جمهوريّة روسيا التي بقيت على قوتها النسبية حتى هذا الوقت، وتعتبر جمهورية جورجيا الكيان الوحيد الذي على شكل دولة مستقلّة والذي يجمع أكبر عرق قوقازي حتّى الآن، وينقسم القوقازيون إلى قسمين رئيسين اثنين:
- القوقازيون الشماليون: وهم بدورهم ينقسمون إلى مجموعتين:
- القوقازيون الشماليون الغربيون ومنهم الأبخاز والشركس وغيرهم الكثير أيضاً.
- القوقازيون الشماليون الشرقيون ومنهم الشيشان، والأغول، والدراغوة، والانغوشيون وغيرهم الكثير.
- القوقازيون الجنوبيون: ومنهم الجورجيون، والمنغريليون، والسفانيون، والازيون.
أمّا اكبر المجموعات العرقية التي تعيش في الوقت الحالي في القوقاز فهي:
- الجورجيون الذين يعيشون في جمهورية جورجيا ويبلغ عددهم حوالي أربعة ملايين نسمة.
- الشيشانيون وهم الذين يعيشون في جمهورية الشيشان ذات الحكم الذاتي التابع للاحتلال الروسي، ويبلغ عددهم حاليأً زهاء مليون وثلاثمائة ألف نسمة.
- الليزغيون والبالغ عددهم حوالي ستمائة ألف نسمة.
- القبرطيون والذين يبلغ عددهم أيضأً حوالي ستمائة ألف نسمة.
- الآفار والذين يصل عددهم تقريباًَ خمسمائة ألف نسمة.
ويعيش كل من سبقوا في جورجيا، وأبخازيا، وأديغيا، وتشيركيسيا، وقبردينو بلقاريا، وإنغوشيتيا، والشيشان، وداغستان.
أمّا القوقازيون المتواجدون خارج مناطق القوقاز في بقية دول العالم فيقدّر عدد الشركس منهم فقط حوالي أربعة ملايين شخص، ويعيشون في الولايات المتحدة الأمريكيّة، وفي المملكة الأردنية الهاشميّة، وفي الجمهورية التركية وفي الجمهورية العربية السوريّة، كما ويحتلون مناصب رفيعة في الأردن وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الأردني، فهم أردنيون من حيث الولاء، وشراكساً من حيث الثقافة، وبالرغم من المحاولات الحثيثة والمستميتة من قبل حركات شركسيّة وطنيّة للمحافظة على اللغة الشركسية والإرث الثقافي الشركسي، نلحظ هناك تراجعاً ملحوظاً في عدد الحافظين والمُلمين باللغة الشركسيّة الأم بين الشركس الأردنيين وبالكاد يستطيع أحدهم التلفّظ بعدّة مفردات شركسيّة لا أكثر ولا أقل، بل ونجد انغماساً، وانصهاراً، وذوباناً للقوقازيين في المجتمعات التي يعيشون فيها، ولم يتبقَ من بريق ثقافتهم حتّى الآن سوى رقصهم اللافت والمتميّز.