القسم العام

اختبار الشخصية الكامل

لطالما تمايز البشر في رودود أفعالهم، وامتيازاتهم في تصرفاتهم؛ مما ولد اختلافاً كبيراً بينهم، في بناء شخصياتهم، وتشكلها، فنرى الرجل قوي الشخصية الحازم، ونرى الضعيف المتردد، ونرى ما بين هذا وذلك، والمتقلب لا يدرى حاله من عدمه، وهكذا اختلاف.

بدأ في عصرنا الحديث الانتباه، والإشادة بأهمية الشخصية، خصوصاً في استلام الأعمال الخدماتية، وباختلاف نوع العمل؛ فإن كان استقبال الناس، فيجب أن تكون شخصية مهذبة أنيقة، وإن كان في المكاتب الداخلية لم يكن الأمر بتلك الأهمية، وهكذا تنوع يتغير بتغير الحالة التي يحتاج فيه مشغل العمل إلى الموظف، بتلك الشخصية.

مما يميز الشخصية الإنسانية، أنها مزيج متكامل من الروح النفسية لكل فرد، وردات الفعل الذي تلقاها خلال حياته، فهي تصنع من البشر أناساً مختلفين باختلاف حياتهم وظروفها، وأيضاً يضاف العقل، والحكمة، وأساليب التعامل المكتبسة لدى الأفراد، في تقليل أخطاء تلك الشخصية، التي لا بد وأن تكون ناقصة؛ لكونه واحداً منا.

ولذلك كان تطور اختبارات الشخصية جلياً؛، حيث بدأ باختبارات الذاكرة في الأصل، ثم تطور تدريجيا ليشمل ردات الفعل، ثم وصل ذروته في العصر الحديث بما يسمى (الاختبارات النفسية)لمايرز التي تؤهل الإنسان الذي يقوم به؛ للقدرة على تحدد شكل شخصيته، وغلافها الظاهر والباطن ؛ دون أي مشكلة بتعبئة استبيان بسيط يحتوي على تلكم الأسئلة.

تعتمد اختبارات مايرز على عدة مبادئ أساسية، وهي : 1. طريقة تعامل الشخص مع العالم الخارجي، وفيها إما أن يكون الشخص:

– منفتح (Extrovert).بمعنى أنه يستمد طاقته، ونشاطه من الخارج؛ أي من الناس والأشياء.

– منطوي (Introvert).بمعنى أنه يستمد طاقته ونشاطه من الداخل؛ أي من الأفكار والقيم.

2. مصدر التعلم المفضل لدى الشخص، وهو إما أن يكون:

– حسي، أي بإستخدام الحواس الخمس (Sensors). – أو حدسي، أي بإستخدام العقل والتخيل (iNtuitives). 3. المركز المؤثر في اتخاذ القرارات، وهو إما:

–  العقل (Thinking). –  الشعور (Feeling).

4. نظرة الشخص للحياة وتعامله معها، فهو إما أن يكون:

 

– صارم وحازم (Judging). – مرن ومتساهل (Perceiving).

وبهذه المعايير يتم اختبار جميع الشخصيات الإنسانية، بدرجة دقيقة للغاية، ووفقاً للتجارب، التي أجريت على شخصيات متعددة في جميع أنحاء العالم، فإن شخصيات المتقدمين لهذا الاختبار تراوحت 16 شخصية، باعتمادها على المبادئ الأربعة الاساسية السابقة فكان منها على سبيل المثال: (شخصية المشرف، والمروج، والمدير والمخترع، والمدافع، والفنان) ، وهكذا حتى نبلغ 16 شخصية من تلك الشخصيات النفسية. ولكن ليست فقط اختبارات مايرز، هي الوحيدة القادرة على تحديد شخصيات البشر، بل إن هناك من البشر من يستطيعون تحديدها، من دون الحاجة إلى السؤال، بل بمجرد التعامل، وقياس ردات الفعل؛ فإنه يعلم الذي أمامه جيدا، ويفهم ما يبطن لك، وما تنتظر منه أن يفعل، دون أن تحتاج لهذه الاختبارات، ولكن تلك موهبة منحها الله لعدد من البشر دون غيرهم، وإن كان المعتقد السائد بأنها مهارة يمكن اكتسابها بأي حال من خبرات الحياة، وكثرة الاختلاط بالبشر.

زر الذهاب إلى الأعلى