التعليمي

معلومات عن أبو الكلام آزاد

أبو الكلام آزاد يعود أصل هذا اللقب إلى أنه كان بارعاً في فن الخطابة، هو محيي الدين أحمد بن خير الدين من علماء المسلمين ورجال السياسة وقد نادى إلى فكرة الوحدة بين الهندوس والمسلمين ويوثق التاريخ بأنه كان أول وزير للتعليم في الهند، ولد عام 1888م (1306هـ) في مكة وتوفي في في دلهي في 22 فبراير 1958م (3 شعبان 1377هـ).
هاجرت أسرة أبو الكلام من الهند بعدما تم احتلالها من قبل الانجليز واستقر بهم الحال في مكة المكرمة التي كانت أخيرا المكان الذي استقروا به حيث تزوج خير الدين العالم الصوفي المتمرس من ابنة الشيخ “محمد طاهر الوطري” والذي كان من كبار العلماء فأنجبت له أبو الكلام آزاد ومن ثم عاد خير الدين الى الهند بعدما قضى حوالي 30 عام في مكة .
أحاطت بهذا العالم الجليل بيئة دينية متصوفة حيث تعلم على يدي أبيه الذي عكف على تلقينه العلوم الدينية ولم يقصر في طلب العلماء المتخصصين لتعليمه ومن هنا استطاع أبو الكلام أن يحصل على الكثير من العلوم في سن صغيرة ، ولم يكن أبو الكلام يطمح الى العلم التقليدي فتعلم اللغة الإنجليزية والفارسية مما جعله متفتحا واعيا للقديم والجديد من العلوم .
عانى العالم الجليل من تبعات أراءه وطرحه فقد أبعد عن مدينته “كلكتا ومنع من دخول ولايات “البنجاب” و”دلهي” و”بومباي” ومن ثم سجن في عام 1920، وأسس جماعة دينية سماها” بحزب الله ” وقام بإصدار مجلة اسمها “الهلال “و بلغ توزيعها 25 ألف نسخة أسبوعياً، قضى في السجن 3 سنوات ومن ثم بعد خروجه أسس بما يسمى “جمعية الخلافة “لمساندة الدولة لعثمانية.
و كان من ركائز دعوته لمسلمين الهنود عدم الانصياع للمحتل الإنجليزي وكانت قدرته البلاغية والخطابية مما أثرت في النفوس والعقول، فأدت إلى اعتقاله هو و50 ألف من المعتقلين في “كلكتا” وعلى أثرها تم تقديمه للمحاكمة لإلقائه الخطب الثورية المحرضة حيث حكم عليه بالسجن لعام واحد، كما كان من أشد المعارضين لتقسيم الهند إلى الباكستان ذات الأغلبية المسلمة والهند ذات الأغلبية الهندوسية مما جلب له الكثير من النقد من كلا الجانبين، انتقده المسلمون لقربه من الهندوس وانتقده الهندوس أنه لم يفعل الكثير لمنع الانقسام .
ومن أهم أعماله والتي قد تلقي ظلالاً على ثقافته الدينية ترجمته لمعاني القرآن إلى اللغة “الأردية” في كتابه الذي سماه (ترجمان القرآن )، وقد قدم في تفسيره بحث مفصلاً لشخصية ذي القرنين التي ذكرت في القرآن واستنتج من أبحاثه بان ذي القرنين هو ” كورش الثاني ” واحتوى كتابه الخاص بالتفسير بعض الصور التوضيحية الأثرية المختلفة .
وعند النظر في سيرته بشكل موسع نجد أن هذا الخليط من الانفتاح والتربية الدينية أدى إلى تكوين أراءه اتجاه القضايا التي عصارها خلال حياته، وأن فنه في الإلقاء والخطابة كان عاملاً مساعداً له في الظهور والبروز في تلك الحقبة .

زر الذهاب إلى الأعلى