مسببات التفكير السلبي, البعد عن الله
الحياة المادية التي نعيش فيها والمنافسة القوية التي نراها حولنا والتغيير السريع جعل معظم الناس يضيع مع التحديات ويبتعد عن الله سبحانه وتعالى سواء كان يدرك ذلك أم لا .
لي صديق في مونتريال يعمل في بيع وشراء العقارات وإستطاع هذا الرجل بفضل الله سبحانه وتعالي أن يكون ثروة تساوي عشرة ملايين من الدولارات
وكانت حياته تدور حول شئ واحد وهو المال
فكان بعيدا كل البعد عن الروحانيات ولغته الأساسية هي الإستثمارات والعقارات والبيع والشراء ولم أسمعه ولو مرة واحدة يذكر فضل الله تعالى عليه !
ومرت الأيام وسافرت أنا في جولاتي حول العالم ولم أره لمدة عام وسألت عنه فعلمت أنه أصيب بذبحة صدرية عنيفة
كاد يفقد حياته بسببها ولكن الله عز وجل أنقذه بمدد من عنده
وذهبت لزيارته فنظر إلى والدموع في عينيه
وقال : تعرف يا إبراهيم إن السبب في وجودي في بالمستشفى هو أنني خاطرت بكل أموالي في مشروع كبير وخسرت كل ثروتي فلم أعد أملك أي شئ .. فلم أحتمل الصدمة وأصبت بجلطة حادة .. ولكن الأطباء هنا ممتازون فقد إستغرقت العملية الجراحية اربع عشرة ساعة .. ولكني أصبت بشلل في الجزء الأيمن من جسمي .
فإقتربت منه وسألته : ماذا تعلمت مما حدث لك ؟!
فقال : أن أكون أكثر حرصا في معاملاتي المادية وخصوصا في إختيار الناس الذين يعملون معي .
وهنا قلت له : أريدك أن تسمعني جيدا , ولا تقاطعني حتى أنتهي .
إن الذي أعطاك كل هذا الخير من دون معظم الناس هو الله سبحانه وتعالى ومع أن ذلك الأمر إلا أنه إختبار من الله سبحانه وتعالى , فأنا لم أسمعك ولو مرة واحدة تشكر الله عز وجل على الخير الذي وهبك إياه .. فوضعك في هذا التحدي حتى تقترب منه عز وجل وهو الذي أنقذك من الموت وليس الأطباء ولا مهاراتهم .. ولكنه الله سبحانه وتعالى الذي يقول للشئ كن فيكون .. وأنقذك الله تعالى ولكنك مازلت تفكر أفكارا دنيوية وتعتقد أن الحل في الماديات والإستثمارات وفي العلم والتكنولوجيا ..
ثم وضعت يدي بلطف على يده
وقلت : ألم يحن الوقت لأن تشكر الله سبحانه وتعالى ؟
ألم يحن الوقت أن تقترب منه سبحانه وتعالى وتتوكل عليه وتتقيه وتجله هو الأول في حياتك ؟!
فقال لي : يبدو أنني بعدت فعلا عن الله ولكن تعتقد أن ما حدث لي كان بسبب بعدي عن الله سبحانه وتعالى ؟
فقلت له : بدون أدنى شك .. فإن الله عز وجل يحبك لذلك وضعك في هذا التحدي لكي يفتح لك الباب في التقرب منه سبحانه وتعالى .
فبكى صديقي بحرقة وقال : عندما أخرج من هنا سأكون إنساناٌ آخر وسأقترب أكثر من الله سبحانه وتعالى
فقلت له : هل تضمن أن تخرج من هنا ؟
وهل تضمن أن تعيش ولو لحظة واحدة ؟
فقال : لا
فقلت له : إذن لا تنتظر حتى تخرج من هنا لكي تقترب من المولى عز وجل , فإبدأ الآن ودعنا نقرأ الفاتحة ونشكره عز وجل .
فقرأنا الفاتحه وشكرنا الله سبحانه وتعالى فقال لي : لم أشعر بهذا الهدوء منذ زمن بعيد .
فقلت له : وهذا هو الإحساس الذي ستشعر به مع الله سبحانه وتعالى .
هل تعرف أحدا حياته عبارة عن سلسلة من المشاكل والمتاعب والصعوبات ؟ وكلما خرج من مشكلة دخل في مشكلة أخرى ؟
إذا كانت إجابتك نعم , هل تعرف ما هو السبب الأساسي لذلك ؟؟
هو بعده عن الله سبحانه وتعالى . فالمؤمن الحقيقي يتوكل على الله تعالى ويتقيه ويشكره في السراء والضراء .. ولا يكف عن التقرب منه عز وجل , أما الشخص الذي يبتعد عن الله سبحانه وتعالى . تكون الدنيا أكبر همه وحياته ضنكا مملوءه بالسلبيات , وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضمكا ونحشره يوم القيامة أعمى .