متى عقد صلح الحديبية
صُلح الحديبية
صُلح الحديبية هو الصُّلح الذي عُقد بين النَّبي صلى الله عليه وسلم وبين قريشٍ؛ عندما توجّه الرَّسول صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة إلى مكّة المُكرَّمة لأداء مناسك العُمرة بعد أنْ رأى في المنام أنَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه يدخلون إلى المسجد الحرام آمنين ومحلقي الرؤوس ومُقصرين وكان ذلك في السَّنة السَّادسة للهجرة.
ما حدا بقريشٍ إلى إرسال مبعوثها سهيل بن عمرو لعقد الصُّلح، هو خوفهم من المسلمين عندما علموا بحصول بيعة الرِّضوان؛ حيث إنّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم أرسل عثمان بن عفَّان رضي الله عنه إلى قريشٍ؛ ليخبرهم بأنّه جاء لأداء العُمرة مع أصحابه وليس للقتال؛ فحجزت قريش عثمان بن عفَّان ومنعته من الرُّجوع للمسلمين؛ فوصل الخبر إلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين بأنّ قريشاً قد قتلوا رسول الله؛ فتمت البيعة على الاستعداد للقِتال ثأراً لمقتل عثمان رضي الله عنه.
شروط صلح الحديبية
اتفق النَّبي صلى الله عليه وسلم مع سهيل بن عمرو نيابة عن قريش على عقد الصُّلح على أربعة شروطٍ هي:
- أنّ محمَّداً ومن معه يرجعون إلى المدينة ولا يدخلونها هذه السَّنة، على أنْ يُسمح لهم بدخولها السَّنة المُقبلة لأداء العُمرة لمدّة ثلاثة أيامٍ فقط بدون حمل السِّلاح ما عدا السُّيوف في أغمادها.
- تتوقف الحرب بين المسلمين وقريش لمدّة عشرة أعوامٍ.
- من أراد من الأفراد أو القبائل الدُّخول في عهد محمَّد صلى الله عليه وسلم فله ذلك، ومن اختار الدُّخول في عهد قريشٍ فله ذلك.
- أيُّ فردٍ من قريشٍ أراد اللُّجوء إلى المسلمين؛ على المسلمين إعادته إلى قريشٍ، والعكس غير صحيح؛ فمن لجأ من المسلمين إلى قريشٍ لا تعيده للمسلمين.
موقف المسلمين من عقد الصُّلح
عندما انتهى الرَّسول صلى الله عليه وسلم من عقد الصُّلح طلب من أصحابه القيام إلى الهدي ونحره؛ فلم يقمْ منهم أحدٌ، وكرر القول ثلاث مرَّات، ولم يقمْ أحد؛ فدخل الرَّسول صلى الله عليه وسلم إلى أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وكانت ذات عقلٍ راجحٍ وتفكير سليمٍ؛ فأشارت عليه أنْ يقوم إلى هديه فينحره ويحلق رأسه دون أنْ يكلم أحداً؛ فأخذ النّبي صلى الله عليه وسلم برأيها.
نحر الرسول صلى الله عليه وسلم جملاً لأبي جهلٍ كان في أنفه حلقةٌ من فضّةٍ؛ ليغيظ المشركين؛ فلما رأى النَّاس فِعل النَّبي صلى الله عليه وسلم قاموا إلى الهدي فنحروه، وحلقوا رؤوسهم. كان حُزن المسلمين لسببيْن اثنين هما:
- رجوعهم عن أبواء مكّة ومنعهم من أداء العُمرة.
- عدم المساواة بين الطَّرفيْن في الصُّلح؛ فالمسلمون يردون إلى قريش من يأتيهم منها، وقريش لا ترد للمسلمين من يأتيهم منها.
فما كان من النّبي صلى الله عليه وسلم إلى طمأنتهم عن السَّبب الأول وبأنَّهم سيعتمرون في السَّنة المُقبلة؛ فرؤيا الأنبياء حقٌّ، أمّا عن السَّبب الثَّاني فقال لهم الرَّسول الكريم: من ذهب منَّا إليهم فقد أبعده الله، ومن جاءنا منهم فسيجعل الله له فرجاً ومخرجاً.