ما هي أعراض فيروس C
فيروس C
هو أحد الفيروسات التي تسبب التهاب الكبد، وينقسم التهاب الكبد إلى ثلاثة أنواع رئيسيّة هي A وB وC. يعتبر فيروس C أحد أكثر هذه الفيروسات خطورةً، فهو يسبب بدايةً الإصابة بنوع حادّ من التهاب الكبد فور التقاط العدوى، ويستمر لفترة قصيرة نسبيّاً وقد لا يعاني فيه المريض من أيّ أعراض، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنّ حوالي 15-45% من الأشخاص المصابين بالنوع الحادّ من التهاب الكبد C سيُشفون تماماً من المرض خلال ستة أشهر من الإصابة به حتى دون اللجوء للعلاج، أمّا النسبة المتبقيّة فقد يصابون بالنوع المزمن من التهاب الكبد C، وعندها يعانون من المرض طوال الحياة، بالإضافة إلى زيادة فرصة إصابتهم بتشمّع الكبد وقد تبلغ حوالي 15-30% خلال 20 سنة، وقد يصابونبسرطان الكبد كذلك.[١][٢][٣]
أصبح بإمكان مرضى النوع المزمن التعايش مع المرض والعيش بشكل طبيعيّ باستخدام طرق العلاج الحديثة، إذ يتعايش مع التهاب الكبد C المزمن ما بين 130 و150 مليون شخص في العالم، وبالمقابل تسبّب الأمراض الناتجة عن هذا المرض وفاة ما يقارب 700000 شخص في العالم سنوياً. وينتقل هذا الفيروس عبر الدم، وغالباً ما تحصل العدوى نتيجةً لاستخدام الحقن الملوّثة، أو عبر نقل الدم أو منتجاته دون فحص، أو بمشاركة فرشاة الأسنان أو شفرة الحلاقة مع شخص مصاب بالفيروس، كما قد تنقل المرأة الحامل العدوى إلى جنينها.[١][٢][٣]
أعراض فيروس C
لا يعاني معظم المصابين بالتهاب الكبد C من أيّ أعراض، سواء كان حادّاً أو مزمناً، فقد لا يشكو أكثر من ثلثي المرضى في المرحلة الحادّة من أيّ أعراض. أمّا في النوع المزمن فقد يمكث المريض لسنوات عديدة دون الشعور بأيّ أعراض، ويكون عندها المرض خاملاً، وتظهر عندما ينشط المرض ويسبّب التهاب خلايا الكبد، وتليّفه في حال عدم معالجته.[٤][٥] وبذلك يمكن تقسيم أعراض التهاب الكبد الناتج عن فيروس C وفقاً لنوع الالتهاب على النّحو الآتي:
الأعراض المصاحبة لالتهاب الكبد C الحاد
تظهر الأعراض بعد حوالي أسبوعين إلى ستة وعشرين أسبوعاً من التقاط العدوى، وقد يستمر ظهورها لفترة تتراوح بين أسبوعين واثني عشر أسبوعاً. أمّا أبرز الأعراض فهي على النّحو الآتي:[٥]
- المعاناة من ألم في البطن، وقد يتمركز هذا الألم في الجزء الأيمن من البطن.
- المعاناة من الصّفار، ويظهر ذلك على الجلد والعينين.
- تغير لون إخراج المريض، فيصبح لون البول داكناً ولون البراز أفتح.
- المعاناة من فقدان الشهية والغثيان.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل طفيف والشعور بالقشعريرة.
- المعاناة من الحكة في الجلد، وألم في المفاصل والعضلات.
الأعراض المصاحبة لالتهاب الكبد C المزمن
قد يسبّب هذا النوع بدايةً الشعور بأعراض عدّة، كفقدان الشهية والشعور بالغثيان والتّعب العام، وكذلك الشعور بآلام في المفاصل والعضلات، ولكن إذا تفاقم المرض إلى حدّ الإصابة بفشل الكبد عندها قد تظهر أعراض أخرى تكون على النحو الآتي:[٤]
- المعاناة من اليرقان، أي اصفرار الجلد واصفرار بياض العينين.[٤]
- تغّير لون براز المريض فيصبح أفتح، كما يصبح لون بوله داكناً.[٤]
- تورّم القدمين والرجلين نتيجة لتجمّع السوائل فيهما.[٤]
- المعاناة من الاستسقاء البطني (بالإنجليزيّة: Ascites)، وهو تجمّع السوائل في تجويف الصفاق، وهو التجويف الذي يفصل ما بين الغشاء المبطّن للتجويف البطني والغشاء المغطي للأعضاء الداخلية.[٤][٦]
- الشعور بآلام في البطن بأكمله.[٤]
- المعاناة من التقيؤ المصحوب بالدّم.[٤]
- سهولة الإصابة بالنّزيف والرضوض حتى عند التعرّض لضربات بسيطة.[٤]
- المعاناة من الحكّة في الجلد.[٤]
علاج فيروس C
يتمّ علاج التهاب الكبد C الحادّ عبر اتباع الحمية الغذائيّة السليمة والتزام الراحة التامّة، بالإضافة إلى شرب كميات كبيرة من السوائل، وذلك لتقليل فرص تطور الالتهاب إلى النوع المزمن. وقد يحتاج بعض المرضى إلى تناول الأدوية، عندها يقوم الطبيب بإعطائهم الأدوية نفسها التي تُستخدَم في علاج التهاب الكبد C المزمن.[٧] مرّت هذه الأدوية بمراحل تطوّر عديدة، إذ كان يُستخدم سابقاً دواءان فقط، هما بيغ-إنتيرفيرون (بالإنجليزية: Pegylated Interferon)، والذي تمّ التوقف عن استخدامه واستبداله بمركبات أخرى أكثر فاعليّة، وتسبّب مضاعفات جانبية أقلّ خطورة، وريبافيرين (Ribavirin) الذي ما يزال يُستخدَم في الوقت الحالي مع بعض الأدوية الأخرى.[٨]
تقوم منظّمة الغذاء والدّواء الأمريكيّة بالموافقة على استخدام أنواع جديدة من الأدوية المعالجة لالتهاب الكبد C بشكل منتظم، ومن هذه الأدوية دواء سيميبريفير (Simeprevir)، ومركب مكوّن من دوائَي ليديباسفير (Ledipasvir) وسوفوسبوفير (Sofosbuvir)، بالإضافة إلى مركب مكون من دوائَي إلباسفير (Elbasvir) وغرازوبريفير (Grazoprevir). في الآونة الأخيرة تمت الموافقة على استخدام مركب مكون من دوائَي سوفوسبوفير (Sofosbuvir) وفلباتاسفير (Velpatasvir)، إذ أثبت هذا المركب فاعليته في علاج جميع الأنواع الفرعيّة الستة للاتهاب الكبد C.[٨]
من الطرق العلاجيّة التي تُستخدَم عند الإصابة بالتهاب الكبد C إجراء زراعة للكبد، وذلك عند المعاناة من المضاعفات الناتجة عن هذا الالتهاب، مثل تشمّع الكبد أو فشل الكبد أو سرطان الكبد، يلجأ حينها الأطباء إلى استئصال الجزء المتضرّر من الكبد واستبداله بأنسجة سليمة، غالباً ما تكون من جثة متبرّع أو جزء من كبد شخص سليم، إلّا أنّ هذه الطريقة لا تقضي على فيروس C في أغلب الحالات، فعادةً يكون الجزء المزروع معرضّاً للإصابة بالالتهاب، ولذلك يقوم الطبيب بإعطاء المرضى أنواعاً معينة من الأدوية السابق ذكرها لمنع حدوث الالتهاب للكبد المزروع.[٩][١٠]