ما هو جيلاتين الحلويات
كثيراً ما نسمع في برامج الوصفات الغذائيّة على التلفاز أو نقرأ في كتب الوصفات والحلويات عن مادة “الجيلاتين”. فما هي هذه المادّة؟ ولماذا تستخدم؟ وما هي طرق الإستفادة منها؟
الجيلاتين هي عبارة عن مادّة هُلامية، تكون صلبة وشفّافة، وقد تميل للون الأصفر أحياناً، لها طعم لها ولا رائحة. مادة الجيلاتين هي نوع من أنواع المنتجات البروتينية، والتي يتم إنتاجها من خلال تحطيم الكولاجين جزئياً، حيث أنّ هذا الكولاجين نجده في منتجات الحيونات، كالعظام مثلاً، أو الجلود، أو الأربطة، أو الغضاريف وما إلى ذلك.
نستطيع الحصول على مادّة الجيلاتين من جميع الحيوانات، لكنّها تكون بشكل أساس من المواشي، وخاصة الخنزير. ويتم ذلك بغلي المنتجات الحيوانية بعد تنظيفها من الدّهون، ونقعها في حمض الهيدروكلويك لتتخلص من المعادن، حيث أن الغلي المستمر لعدّة ساعات في الماء النقي المقطر لأنسجة الحيوانات هذه تكسر الكولاجين فتنتج الجيلاتين. وقد نجد أيضاّ جيلاتيناً نباتياً، وهذا النوع يكون بغلي الطحالب البحرية التي تحتوي على أنسجة، فيتكون الجيلاتين النباتي. عندما يجفّ الجيلاتين فإنها تصبح بيضاء اللّون على شكل مسحوق عديم الطعم والرائحة.
للجيلاتين فوائد صحيّة على الجسم، ومن أهمّها المساعدة في تخفيف الوزن والحفاظ عليه ثابتاً، حيث أنّ الجيلاتين يساعد في إنتاج هرمون النّمو، وبعمل أيضاً على تحفيز عمليّات الأيض. وبما أنّ الجيلاتين عبارة عن مادّة بروتينية فإنّها تساعد في الشعور بالشبع، وتقليل الرغبة بالمزيد من الطعام. كما أنّ مادّة الجيلاتين تساعد في التئام الجروح، حيث أن البروتينات التي تحتويها تقلل من الالتهابات، وتسرع في عمليّة شفاء الجروح. الجيلاتين أيضاً يعتبر مادّة غذائية مهمّة لمن يعتنون بجمال شعرهم، وصحة أسنانهم وأظافرهم؛ فالكيراتين مادة مهمة في الجسم وموجودة في الجيلاتين، وتساعد في رعاية الشعر، والأسنان، والأظافر والحفاظ على صحتها.
كما أنّ الجيلاتين مهم في زيادة صحّة العظام، حيث تساعد في زيادة كثافة المعادن في جسمك، وذلك لاحتوائها على الفوسفور والنّحاس، وبالتّالي التقليل من الإصابة بمرض هشاشة العظام. هذا ويساعد أيضاً في التخفيف من آثار الشيخوخة وتجديد الجلد؛ فكثيراً ما نسمع بحقن الكولاجين لإخفاء التّجاعيد، وهذه المادّة تحتوي على الكولاجين الذي يقلل من التجاعيد دون الحاجة للجوء لعمليات التجميل. كما أنّه يساعد في التّقليل من حالات الإمساك، حيث أنه يرتبط بالماء وهي العامل المساعد في ذلك، حيث تزيد العصارات الهضمية وبالتالي حركة الأمعاء، وهذا يساعد في زيادة الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
هناك طبعاً موضوع للنقاش قد يخطر في بال القارئ، فإن كانت مادة الجيلاتين مصنوعة بشكل أساس من الخنزير، فما حكم الإسلام بذلك؟ لقد أقرّ العلماء بعد الدّراسة، أنّ هذه المادّة إن كانت مأخوذة من حيوان حلال ولم يحرّم أكله فهذا جائز. وإن كانت من حيوان محرّم أكله كالميتة أو الخنزير ففيها شكلان: الأول أن هذه المادّة إن تمت معالجتها وتحولت لمادّة أخرى فقد رجح العلماء جواز أكلها. أماّ إذا لم تعالج وبقيت على أصلها فحرام أكلها. أمّا إذا لم يعلم الشخص مكوّناتها أو ماهيّتها، فهي مباحة. والأفضل أن يتّقي الشخص الشبهات ويحاول أن يجد بديلاً أفضل وغير محرّم.