كيف تكون شخصيه قويه
النفس البشرية سر من أسرار الله سبحانه وتعالى في خلقه ، حيث تمتد الدراسات حول النفس البشرية و كيفية عملها و تكوينها منذ ما يقرب من قرنين من الزمان ، و لازال علماء النفس يكتشفون الجديد فيما يتعلق بخصائص النفس البشرية و الشخصية و مكوناتها ، و تعددت النظريات حول شخصية الفرد و كيفية تكوينها و تطورها ، فمن العلماء من قال بأن الشخصية البشرية تتكون وفقاً للبنية الجسمية و الحالة البيولوجية للفرد ، و منهم من قال بأنه نتاج مجتمعي تحكمه العلاقات الإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية للمجتمع ككل ، و منهم من قال بأن شخصية الفرد تخضع للعوامل الوراثية بشكل كبير و أنها تتطور وفقاً للتطور الوراثي تصاعدياً مع تطور البشرية ككل و تطور إمكاناتها .
و الشخصية في تعريفها ، هي كل ما يميز الإنسان من خصائص بيولوجية و إجتماعية و نفسية و يتم التعبير عنها بالأفعال و ردود الأفعال و طريقة التفكير التي تحكم الفرد ، و تتطور الشخصية تبعاً لذلك التعريف وفقاً للتطور الذي يلحق بمكونات الفرد .
إذاً يمكننا القول بأن الشخصية تتكون منذ تكون الجنين في بطن أمه ، حيث تكون العوامل الوراثية أول ما يحدد شخصية الفرد ، و يمكن للتغيرات الجينية البسيطة جداً أن تؤثر فيما بعد في تكوين شخصية الفرد بشكل كبير . و بعد الولادة تبدأ مرحلة نمو الشخصية و إكتمالها ، و الحقيقة أن تكون الشخصية و تطورها أمر مستمر مع الفرد طوال حياته ، حيث أن عملية التجربة و التعلم من أهم ما يؤثر في تطور و تكوين شخصية الفرد أيضاً . ففي مرحلة الطفولة نجد أن العوامل الإقتصادية و الثقافية للوالدين أو من يقوم بتربية الطفل تنعكس فيما بعد بشكل كبير على شخصيته لأن الطفل في تلك المرحلة يتعلم عن طريق التلقين و المشاهدات التي يقوم بها بنفسه ، و بعد ذلك تبدأ مرحلة الإكتشاف و التعلم عن طريق التجربة و الخطأ ، و تكون لتلك المرحلة دور كبير في تكوين الشخصية ، إضافة إلى الإحتاك بالأطفال أو المجتمع فيما بعد ، فتتشكل شخصية المرء تبعاً للوسط الذي يعيش فيه ، و يحكم ذلك التكوين في الشخصية عامل الفروق الفردية و نسبة الذكاء التي تختلف من شخص لآخر فتؤدي إلى تطور الشخصية بشكل مختلف عن الآخرين ، لكن تجمعها بعض الصفات العامة بشكل كبير أيضاً .. و تسمتر عملية تكون الشخصية ذات العلاقة الجدلية طوال حياة المرء .