كيف أحافظ على الاستغفار
الاستغفار
الاستغفار هو طلب المغفرة والصفح عن الذنوب من الله سبحانه وتعلى، ويكون ذلك مقروناً أحياناً بامتثال شروط التوبة وتحقّقها، وهي ترك المعصية والندم على فعلها، والعزم على عدم العودة إليها، وإعادة الحقوق لأصحابها معنويّة كانت أم مادية، وفي الاستغفار تتجلى العبودية الحقة لله ـ سبحانه وتعالى ـ في أبهى صورها، بل هو صفة ملازمة لها، وللاستغفار ثمار عظيمة، ومراتب عالية يبلغها صاحبه.
ثمار الاستغفار
- نيل بركات السماء، كالغيث الذي ينزل لتخرج به بركات الأرض لقوله تعالى على لسان نوح عليه السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) (نوح: 10ـ 12)
- سعة الرزق، وتنوع مصادره، وتعدد أشكاله.
- الطمأنينة وراحة الضمير، وسكينة النفس، وهي أهم صفات للأمن الذاتي والنفسي، بل ويتعدى أثره ليطال المجتمع بأسره.
- تقليل منابع المعصية والجريمة؛ ذلك أن الذي يحرص على التوبة والاستغفار، يحرص على مراقبة سلوكه خشية الوقوع في شباك المعاصي مرة أخرى.
- استحقاق عون الله ومدده وتأييده، كنتيجة ملازمة وثمرة للاستغفار.
- تجديد الهمّة وقوة النشاط، لتكون نفس الإنسان على موعد مع محطات عمل وسعي دؤوب، كنوع تكفير عن أثر الذنوب والمعاصي.
- انتشار المحبة والوئام بين أفراد الأسر والمجتمعات، وهي ثمرة ملازمة لمن هذا شأنهم مع الله سبحانه وتعالى.
- عموم بركة الزمان والمكان ولتشمل كل نواحي الحياة.
- الوقوف في وجه المشاكل والتحديات التي تعصف بالحياة.
- الاستقامة في السلوك؛ نتيجة توفر المراقبة الدائمة لما يصدر عن المستغفر لله من سلوك.
- استحقاق نصر الله وتمكينه للأمة التي يلتزم أبناؤها بالاستغفار نهجاً ثابتاً مستمراً وعاماً.
- نيل محبة الله ـ سبحانه وتعالى ـ واستحقاق رحمته، والفوز بجنته.
- تحقيق معنى العبودية لله سبحانه في أبهى صورها، ففيه معنى مطلق التذلل والخضوع لله ـ سبحانه ـ مقروناً بتمام الحب له سبحانه.
إنّ ملازمة الاستغفار هو نهج الأنبياء بشكل عام، ونهج نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشكل خاص، فرغم أنّه غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إلا أنّه يوجهنا إلى ضرورة الاستغفار، والتوبة والإنابة إلى الله سبحانه، وقد ضرب لنا المثل بنفسه حيث قال :(يا أيها الناسُ! توبوا إلى اللهِ، فإني أتوبُ في اليومِ إليه مئةَ مرةٍ) (1)
فإذا كان صلى الله عليه وسلم وقد غفرت له ذنوبه حريصاً على الاستغفار، فنحن أولى بالاستغفار، كيف لا؟ ونحن نتفنن في ألوان المعاصي وأشكالها، ونتسابق في فعلها، فعدم قيامنا بهذه الخصلة سيكون حتماً مصدر ضنك وشقاء دائم لنا فضلاً عن استحقاق غضب الله وعقابه.