الأدعية والأذكار

دعوة سيدنا نوح قومه إلى عبادة الله وحده

نوح عليه السلام

أرسل الله تعالى الرُسل والأنبياء عليهم الصلاةُ والسلامُ لهداية الناس وإرشادهم إلى عبادته وطاعته، وإقامةِ الحُجّةِ عليهم، قال تعالى في كتابه العزيز: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)، وجعل الإيمان بهم ركناً من أركان العقيدة الإسلامية، ومن هؤلاء الرُسل سيدنا نوح عليه الصلاةُ والسلام.

نسب سينا نوح عليه السلام

سيدنا نوح عليه الصلاةُ والسلام أحد الأنبياء العرب، هو نوح بن نوح بن لامك بن متشولح بن إدريس بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، ولد عام 3900 قبل الميلاد، وتوفّي عام 2950 قبل الميلاد، بُعث سيّدنا نوح إلى قوم لا يعرف عنهم شيئاً سوى أنّهم قوم نوح عليه السلام. هناك رويات تقول إنّ أرض نبي الله نوح عليه السلام هي الهند؛ حيث توجد رواية لعكرمة عن ابن عباس عندما سئل عن قول الله في القرآن الكريم (فلما جاء أمرنا وفار التنور) أجاب أنّ الأرض المقصود بها هي الهند، وهنالك رواية أخرى بأنّ أرض نوح عليه السلام هي العراق أو بلاد ما بين النهرين وتحديداً مكان مدينة الكوفة، وذكر كتاب الفرس القدماء أنّ نوح عاش في أرض بابل.

حياة قوم نوح قبل البعثة

كان قوم نوح يسكنون أرض قريبة منها الجبال، وقبل أن يأتي قوم نوح عليه السلام عاش هناك خمسة من الرجال الصالحين العابدين لربهم وهم من آباء أجداد القوم، عاشوا فترةً من الزمن ثم ماتوا، وكانو محبوبين من قومهم وأسمائهم هي ودَّ، وسُواع، ويغوث، ويعوق، ونسرا، ولكن بعد موتهم وسوس الشيطان لأحفادهم وأبنائهم بصنع خمسة تماثيل لهم لتخليدهم وعدم محو ذكراهم.
مضت كثيرٌ من السنين، ومات الذين صنعوا التماثيل، ومات أبناؤهم، وعند وجود أحفادهم تمّ نسج الكثير من القصص والحكايات عن تلك التماثيل، وجعل الناس يعتقدون أنّها آلهة يجب عبادتها لتحل عليهم البركة، وعندها بدأ الناس يعبدون تلك التماثيل الخمسة.

دعوة سيدنا نوح قومه إلى عبادة الله وحده

بعث الله تعالى سيدنا نوح إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وطاعته، وأن يتركوا عبادة الأصنام لأنها ليس منها النفع ولا الضرر، “فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره” كذّبه قومه واتهموه بالجنون، ثُمّ استخدم معهم أُسلوب الترهيب وحذرهم من عذاب جِهنم فقال لهم: “إنّي أخاف عليكم عذاب يوم عظيم” فأجابوه “قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين” ورد عليهم سيدنا نوح “قال يا قوم ليس بي ضلالةُ ولكني رسول من ربّ العالمين أبلّغكم رسالات ربّي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون” فبعضهم تعجّب ممّا قال سيدنا نوح عليه الصلاةُ والسلام، ثُم ردّو عليه “أنت بشر مثلنا، فكيف تكون رسولاً من عند الله؟” وإن الذين اتبعوك هم جماعة من الأراذل والسفلة” واتهموه بالسفه أيضاً، ظانّين أن آلهتهم الأصنام هم الذين أصابوه بذلك، ثُمّ قال بعض القوم “ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم إن هو إلا رجل به جنّة”.
كان سيّدنا نوح يتعامل معهم بلطف وهم يزيدون في عنادهم أكثر، ومُصرّون على عبادة أصنامهم التي لا تنفع ولا تضر، ثُم قال سيدنا نوح “أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم” لم ييأس سيدنا نوح من دعوة قومه واستمرّ يدعوهم في كل الأوقات؛ حيث إنّهم كانوا يُعذّبون سيدنا نوح ويتهجمون عليه في بعض الأحيان، ولكنه لم ييأس وكان يدعو الله دائماً قائلاً “اللهم اهد قومي فإنّهم لا يعلمون”.

هلاك قوم نوح

عندما أصرّ قوم نوح على كذبهم وطالوا في عذابهم لنبي الله “قال سيدنا نوح ربّ إن قومي كذّبون، فافتح بيني وبينهم فتحاً ونجّني ومن معي من المؤمنين” ويأس سيدنا نوح ممّا يفعله به قومه ثُمّ دعا الله “ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّاراً إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفّاراً”.
وعد الله سيدنا نوح أن لا يُعذب أطفالاً بذنوب آبائهم، فعقم جميع أرحام الأُمهات عدة سنين حتى لم يُصبح ولا أي طفل صغير في قوم نوح، أوحى الله تعالى إلى سيدنا نوح بصنع السفينة ” فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا”. كان جبريل يُعلّم سيدنا نوح كيف يصنع السفينة خطوة بخطوة وكان القوم دائماً يستهزؤون به؛ إي إنّه كيف يصنع سفينة في وسط الصحراء فكانو يقولون “السفينة تصنع للبحر وأنت تصنعها في البر؟ فكان يرد عليهم قائلاً “إن تسخَروا منّا فإنّا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذابٌ يخزيه ويحلّ عليه عذابٌ مقيم”.
حين انتهى من صُنع السفينة أمره الله تعالى أن يحمل في السفينة جميع من آمن معه، وعددهم ثمانون شخصاً، ومن كل حيوان زوجين لحمايتهم من الانقراض، وفعل ذلك سيدنا نوح “وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها إن ربّي لغفور رحيم” بعد أن غابت الشمس أصبحت السماء تُمطر مطراً قوياً وشديداً، وأصبح الماء ينهمر من عيون الأرض، وأصبحت الأرض بحراً كبيراً.
استمرّ هذا المطر لمدّة أربعين يوماً، ثُمّ رأى سيدنا نوح ولده الكافر، وقال له “يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين” ولكن الابن لم يقبل وكان يظن أنه سوف ينجو، فغرق جميع الكافرين ونجا الذين آمنو بسيدنا نوح، وأمر الله تعالى أن تكُفّ السماء عن المطر فتوقّفت السفينة عند جبل اسمه الجودي.

زر الذهاب إلى الأعلى