كيفية معرفة ارتفاع السكر
ما هو مرض السكري
إن مرض السكري هو أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان، وينشأ مرض السكر بسبب عجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بصورة تكفي احتياج الجسم، أو بسبب عجز الجسم عن تنظيم الأنسولين واستخدامه، ولكن ما هو الأنسولين؟ إن الأنسولين هو الهرمون الذي يفرزه البنكرياس والذي ينظم كمية السكر الموجودة في الدم، فعند الإصابة بالسكري فإن البنكرياس يعجز عن إفراز الأنسولين الذي ينظم السكر، وبالتالي ترتفع كمية السكر في الدم، وهذا الأمر يؤدي إلى الإضرار بكثير من أعضاء الجسم ووظائفه كالأعصاب و الأوعية الدموية وغيرها.
أعراض مرض السكري
تختلف أعراض مرض السكري من شخص لآخر وفقًا لنوع السكري المصاب به الشخص، فهناك ثلاثة أنواع من مرض السكري سيجري الحديث عنها في هذا لموضوع وهي: النوع الأول والنوع الثاني وسكري الحمل، وغالبًا لا تكون الأعراض واضحة، فلا يعرف الشخص أنه مصاب بمرض السكري إلا عند القيام بالفحوصات التي تؤكد ذلك، ويمكن أن تتلخص الأعراض التي تصيب مريض السكري في: الشعور الدائم بالعطش، والتبول في أوقات متقاربة وبشكل كبير، وانخفاض الوزن لأسباب غير محددة، والشعور بالجوع، وتشويش الرؤية أو اضطرابات النظر، وبطء التئام الجروح عادة، والشعور الدائم بالتعب.
أنواع السكري
هناك عدة أنواع من مرض السكري وهي:
- مرض السكري من النوع الأول:ويطلق عليه أحيانًا سكري الأطفال لأنه من الممكن أن يصيب صغار السن، وهو مرتبط بنقص إنتاج الأنسولين، ويتطلب هذا النوع من المريض أن يتناول الأنسولين بشكل يومي، وحتى الآن فلم يتمكن الأطباء والباحثين من معرفة سبب الإصابة بهذا النوع من السكري، أو طرق الوقاية منه، ويصاحب هذا النوع عدة أعراض تتلخص في: الشعور بالعطش والتبول المفرط، وفقدان الوزن، واضطرابات الرؤية، الشعور الدائم بالتعب والجوع، وقد تظهر هذه الأعراض فجأة لدى المصاب بهذا النوع من السكري.
- مرض السكري من النوع الثاني:وينشأ هذا النوع من مرض السكري نتيجة عدم قدرة الجسم على الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه الجسم، وهذا النوع غير مرتبط بقلة إنتاج الأنسولين كما في النوع الأول، ويظهر هذا النوع من مرض السكري لدى 90% من الناس المصابين بالسكري حول العالم خصوصًا عند التقدم في السن ونتيجة قلة النشاط البدني أو الزيادة المفرطة بالوزن. وتشبه أعراض هذا النوع أعراض النوع الأول من عطش واضطرابات في الرؤية والتبول والشعور بالتعب والجوع ولكنها لا تظهر بشكل واضح كما في النوع الأول، لذلك قد لا يعرف المصاب أنه يعاني من السكري إلا عند تفاقم المرض وظهور المضاعفات.
- سكري الحمل:وهذا النوع من السكري يرتبط بالحمل وتتشابه أعراضه مع النوع الأول أيضًا وهو مثل النوع الثاني لا يمكن اكتشافه من قبل المريض بسهولة، وعادة ما يتم اكتشاف هذا المرض أثناء الفحوصات الاعتيادية التي تجري قبل الولادة، وسبب الإصابة به هو أن المشيمة أثناء الحمل تقوم بإفراز هرمونات لدعم الحمل، وتقوم هذه الهرمونات بجعل الخلايا أقوى وأكثر مقاومة للأنسولين، وفي الثلثين الآخرين من الحمل فإن المشيمة يزداد حجمها وبالتالي تقوم بإفراز كم أكبر من هذه الهرمونات التي تقاوم الأنسولين ويستجيب البنكرياس لذلك في الحالات الطبيعية عن طريق إنتاج كميات أكبر من الأنسولين، ولكن قد يصل البنكرياس إلى مرحلة يعجز معها على مواكبة هذه المقاومة فيتراكم الأنسولين في الدم وتقاومه الخلايا، وكل السيدات الحوامل معرضات للإصابة بسكري الحمل، ولكن تزيد احتمالية الإصابة به عند النساء فوق الـ 25 عامًا والنساء ذوات الوزن الزائد وأولئك اللواتي لديهن قابلية وراثية لذلك. ومن الجدير بالذكر أن غالبية النساء اللواتي يصبن بسكري الحمل يلدن أطفالًا بصحة جيدة أما في حال ارتفاع مستوى السكر في دم الحامل وعدم مراقبته أو معالجته فإن ذلك من الممكن أن يتسبب بمشاكل صحية للأم والجنين، كفرط النمو لدى الطفل واليرقان ونقص السكر في دم الطفل وقد تزيد من احتمالية إصابته بالسكري من النوع الثاني عند التقدم في العمر، وفي بعض الحالات الخطيرة يؤدي ذلك إلى موت الجنين.
المضاعفات
يمكن أن يتسبب إهمال علاج مرض السكري بمضاعفات خطيرة على الصحة، وتشمل هذه المضاعفات القلب والكليتين والأوعية الدموية والعينين والأعصاب:
- يتسبب السكري في إصابة القلب والأوعية الدموية بالعديد من الاضطرابات وقد يؤدي إلى السكتات الدماغية والأمراض القلبية الوعائية التي تتسبب بوفاة نصف المصابين بمرض السكر حول العالم.
- يؤدي مرض السكري إلى إصابة الأعصاب بالعديد من الاضطرابات والتي تظهر أعراضها على شكل وخز أو ألم في الأطراف.
- يتسبب مرض السكري بالإصابة بمرض الفشل الكلوي والذي يؤدي إلى وفاة 20% من المصابين بمرض السكري.
- يمكن لمرض السكري أن يتسبب باضطرابات كبيرة في الشبكية قد تؤدي إلى العمى لدى 2% من الحالات، فهو يؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في العينين مما يضر بالشبكية ويسبب مشاكل بالرؤية.
الوقاية
يمكن اتباع النصائح التالية للوقاية من مرض السكري أو لتأخير ظهور:
- الحفاظ على وزن صحي والسعي نحو تخفيف الوزن الزائد، وذلك عن طريق ممارسة الرياضة يوميًا، أو على الأقل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا واتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضار بمعدل خمس حصص يوميًا والتقليل من السكريات والدهون المشبعة في النظام الغذائي.
- تجنب التدخين والعادات الأخرى التي تؤثر سلبًا على الأوعية الدموية.
التشخيص والعلاج
يمكن تشخيص الإصابة بمرض السكري عن طريق إجراءات وفحوصات بسيطة قليلة التكلفة، كفحوصات مستوى السكر في الدم أثناء الصيام أو الفحوصات العشوائية لمستوى السكر، وإذا تبين أن مستوى السكر في الدم عال، فإن الطبيب عادة ما سيوصي المريض بإجراء فحوصات أخرى بهدف تحديد نوع مرض السكري، سواء الأول أو الثاني، وبالتالي تحديد العلاج المناسب في هذه الحالة، ويمكن أن يوصى المريض بإجراء فحص الهيموغلوبين في الدم للتعرف إلى ذلك، أما سكري الحمل فعادة ما يتم تشخيصه أثناء الفحوصات الاعتيادية أثناء فترة الحمل، وعادة ما يجرى الفحص الخاص بالسكري في الأسبوع الرابع عشر من الحمل تقريبًا أو بعد ذلك، أما العلاج فيتضمن العمل على التقليل من مستوى السكر في الدم ويشمل العلاج ما يلي:
- تحسين مستوى الأنسولين في الدم لدى المصابين بالنوع الأول من مرض السكري وذلك عن طريق تناول جرعات من الأنسولين، فالنوع الأول كما ذكرنا ناتج عن نقص الأنسولين في الدم.
- مراقبة مستوى ضغط الدم لأن السكري قد يؤثر على ضغط الدم لدى الإنسان نتيجة ارتباط كل منها بالأوعية الدموية.
- مراقبة صحة الكلى، فالسكري يؤثر على الكلى كما أسلفنا.
لذلك تأكد من خلوك من مرض السكري عن طريق إجراء الفحوصات البسيطة التي من الممكن أن تؤكد ذلك، وفي حال تبين إصابتك بمرض السكري فعليك زيارة الطبيب ليصف لك العلاج اللازم وعليك الالتزام بتناول العلاج الدوائي بانتظام لأن إهمال مرض السكري من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كما ذكرنا سابقًا، ومن المهم أيضًا أن تقوم بتغيير نمط حياتك فهذا هو أساس الشفاء من جميع الأمراض بإذن الله.