*كان زواجاً تحدثت به البلدة..
*هو مغترب وسيم…وهي ملكة جمال المنطقة..
*ولكن يُؤخذ عليها الحمق…وطول اللسان…وسوء الُخلق..
*وبعد عام عادا في إجازته السنوية…وكان أول ما لاحظه الناس نحول جسمه..
*ومما قاله له شقيق زوجته ( يا رجال مالك كشّيت كده؟!)..
*فأجابه من فوره منفعلاً (والله مع أختك دي ح أتماص عديل بعد شوية)..
*فصمت النسيب…وما كان له إلا أن يصمت..
*وهذه الحكاية قفزت إلى سطح ذاكرتي أمس جراء شيء…وتبعته أشياء..
*فعلى الشاشة ظهر وجهٌ فرحان…من فوق ربطة العنق..
*واللحية الخفيفة شُذبت بعناية…وبين كل مفردة أحسب وأخرى (أحسب)..
*قلت فلأنصت إليه قليلا…كما أنصت أبو حنيفة للوجيه..
*فإذا بخيبتي أعظم من خيبة فقيهنا الذي لم يجد تحت الوجاهة سوى (جتة)..
*فقد (طلع) كل ذلكم الفرح والضحك وجيوش أحسب بلا سبب..
*أو بسبب برونزية…هي كل ما (طلع) به منتخبنا الأولمبي للشباب في الجزائر..
*بعثة من أربعين فرداً لم تجلب لنا سوى ميدالية برونزية واحدة..
*وهكذا (تكشُّ) طموحاتنا الرياضية إلى هذه الدرجة..
*وفي اليوم ذاته – البارحة – وقعت عيني (الشقية) على منظر آخر…لا يقل فجيعةً..
*فمسؤول ذو (صحة) يبتهج بافتتاح شيءٍ ما…بود مدني..
*ومن حوله آخرون تبدو على وجوهم تعابير علماء ناسا عند إطلاق مكوك فضاء..
*فإذا بالشيء (حتة) مظلة من الزنك…للانتظار..
*لا انتظار أحياء لحافلة…أو بص…أو قطر ؛ وإنما هي خاصة بالموتى..
*فتحت هذه المظلة ينتظرون (رحلتهم) الأخيرة…إلى القبر..
*أما المسؤول فهو وزير (الصحة) بولاية الجزيرة ؛ حيث وفيات الولادة القيصرية..
*وهكذا (تكشُّ) طموحاتنا الصحية إلى هذه الدرجة..
*ومن قبل تداول الناس صورة والي الخرطوم وهو يدشن سبيلاً…أي (مزيرة)..
*ومن حوله التهليل…والتكبير…و(كسيّر الثلج)..
*وهو التهليل والتكبير ذاتهما اللذان يرافقانه عند خوضه مياه أمطار الخريف..
*فكل والٍ للعاصمة يفعل الشيء ذاته…بالكربون..
*ولكنه لا يفعل أي شيء قبل الخريف تحسباً لآثاره…فالخريف يأتي دوماً (فجأة)..
*وهكذا (تكشُّ) طموحاتنا النهضوية إلى هذه الدرجة..
*بل كل شيء في حياتنا بات يكش ؛ اقتصادنا…جنيهنا…رغيفنا…صحتنا… (معنوياتنا)..
*بل وطننا نفسه يكش ؛ الجنوب…حلايب…الفشقة…(سواكن)..
*وصرنا نفرح بالسبيل…والمظلة…والبرونزية..
*وربما يأتي علينا زمان قريب نفرح فيه بتدشين كشك…أو تكية…أو زريبة..
*أو نبتهج لمجرد أن أحد منتخباتنا الرياضية لم يطلع الطيش..
*أو نصيح تفاخراً لأن (البي بي سي) ذكرت اسم عاصمتنا في أخبار الطقس..
*وذلك إن استمرت حالة (كششانا) بهذه الوتيرة المتصاعدة..
*و(والله مع الإنقاذ دي ح نتماص عديل بعد شوية !!!).