التعليمي

قواعد الخط العربي, أساسيات الإملاء والترقيم

ما تجب مراعاته في وضع قواعد موحّدة للإملاء:
ثمة مبادئ أساسية لا بدّ من توفّرها في وضع أيّ قواعد للإملاء العربي أو للكتابة العربية، أهمّها:
أ- مطابقة المنطوق للرسم الإملائيّ (المكتوب) ما أمكن ذلك، مع الاعتراف بأن هذا غيرُ متحققٍ في جميع اللغات المكتوبة، لذا كان من المعلوم أنه كلّما كان الاختلافُ بين المنطوق والمكتوب قليلا ومضبوطًا ومقنّنًا كانت اللغةُ أدنى إلى المثالية في التعلّم والتعليم والمعالجة الحاسوبية. وكان مما تتميز به اللغةُ العربيةُ أن هذه الفروقَ جِدُّ قليلةٍ، وهي محصورةٌ في حالاتٍ معدودة، أو في بضعةِ قوانينَ تنتظمها، وذلك يجعل تعلّمها وإتقانها ومعالجتها ممكنًا خلافًا للشائع بين عامة المثقفين.

ب- التقليل من القواعد ما أمكن، وجعلها مطّردةً وشاملةً، وحصر حالات الاستثناء أو الشذوذ أو الخروج عن القاعدة في أضيق الحدود.

جـ- عدم الخروج عن الصور المألوفة في الطباعة والكتابة ما أمكن ذلك تحقيقًا لاستمرار الصلة بين القديم والحديث، وتيسيرًا لقراءة التراث المطبوع والإفادة منه.

د – الحرص على الربط بين قواعد الإملاء والقواعد النحوية والصرفية تحقيقًا لأهدافٍ تربويةٍ وجيهة، وذلك لارتباط معارف المنظومة اللغوية فيما بينها، واعتماد بعض قواعد الإملاء على معارف نحوية وصرفية، كما في بعض قواعد رسم الهمزة والألف اللينة.

هـ – تخليصُ قواعد الإملاء من الخلافات، والزيادات المقحمة، وتعدّد الوجوه، فضلا عن الأخطاء العلمية والمنهجية والمصطلحية، مما نجد أمثلتَه واضحةً في كتبٍ غير قليلة من قواعد الكتابة، على ما بينها من تفاوت في المناهج والغايات؛ إذ يتسم غيرُ قليلٍ منها بالنقل والتكرار والمتابعة في الصواب والخطأ، وبإقحام موضوعات صرفية أو نحوية أو لغوية، دون أيّ مسوّغ.

3 – مشكلات الإملاء العربي:
مضت الإشارة إلى أن العربية كغيرها من اللغات تفتقر إلى التطابق التام بين صورتي المنطوق والمكتوب، فضلا عن أنها تشتمل على تعدد لصور الحرف الواحد بحسب موضعه في السياق، وعلى أحكام خاصّة للفصل والوصل، والزيادة والحذف، وعلى التعدد في أنواع الهمزات وصورها، وعلى ارتباط بعض قواعد الإملاء بمعارف نحوية أو صرفية أو لغوية، وعلى حذف بعض الحروف في مواضع لدواعٍ تقتضيها، مثل التقاء الساكنين، وعلى ازدواجية الفصحى والعاميات واللهجات، تؤدّي إلى أخطاء إملائية، وعلى وجود لَبْسٍ بين الحروف المتقاربة في المخارج أو الصفات، وعلى فشوّ الأخطاء الشائعة في الإملاء وغيره.

لذا كان من أهم مشكلات الإملاء العربي:
أ – اختلاف المكتوب عن المنطوق: وهو ما يتجلّى في حذف بعض الحروف المنطوق بها من الكتابة مثل الكلمات (هذا ، هذه ، هؤلاء ، الرحمن ، السموات ،..) وفي زيادة بعض الحروف في الكتابة دون النطق بها مثل (مائة ، عَمْرو ، أولو ، أولات ، كتابًا ، حفظوا ،..).

ب- التعدّد في رسم صور بعض الحروف، مثل:
– الهمزة (أ ، إ ، ؤ، ئ ، ء ، ـئـ).
– الألف الليّنة (دعا ، رمى ، قال).
– الهمزة في بداية الكلمة (استغفر ، أكرم ، إحسان ، آمَنَ).

جـ- أحكام الوصل والفصل والحذف في بعض الكلمات أو التراكيب (مَنْ ، ما ، لا) مثل (مِمّا، مِمَّ ، عَمّا ، عَمَّ ، إمّا ، ألاّ ، أنْ لا ، إلاّ ، إلامَ ، علامَ ،..).

د – التعدّد في رسم أنواع من الهمزات لدواعٍ مختلفة مثل (مسْئُول – مسْؤُول) (قرَأُوا – قرَؤُوا – قرَءُوا – قرَؤُا).

هـ – اعتماد رسم أنواع من الكلمات على بعض معارف النحو والصرف (بعض الهمزات، والألف الليّنة المتطرفة، والتاء المربوطة) مثل (بناؤه ، بناءه ، بنائه) (دعا ، سعى ، قضى ، أحيا ، دنيا ، استحيا ، جبا ، جبى) (رحمة ، رحمات ، قضاة ، حكمة).

و – حذف حروف العلة لالتقاء السـاكنين في كلمة واحدة، وذلك في مواقع من الكلمات مثل (سَـعَتْ ، سَـعَتا ، سَـعَوا ، يَسْعَوْنَ ، تَسْعَوْنَ) (غَزَتْ ، غَزَتا ، غَزَوا ، يَغْزُوْنَ ، تَغْزُوْنَ) (رَضُـوا، يَرْضَـوْنَ ، تَرْضَوْنَ ، تَرْضَيْنَ) (مَشَـتْ ، مَشَـتا ، مَشَوا ، يَمْشُونَ ، تَمْشُونَ).

ز – ازدواجية اللغة بين الفصحى والعاميّة أو اللهجة لدى كثير من المتعلمين، وما ينتج عنه من انحسار الفصحى وإقصائها، وإيثار استعمال العامية لشيوعها وسهولتها، وكذلك شيوع بعض اللهجات، وما يؤدّي إليه من الخلط بين الحروف المتقاربة في المخارج أو الصفات مثل (العين والغين، والذال والزاي، والقاف والكاف، والهمزة والعين، والياء والجيم ، والغين والقاف..).

ح – الخلط بين الحروف المتشابهة في الصورة أو الرسم، مثل الألف المقصورة والياء، وذلك عند كتابة الياء طرفًا بلا إعجام، وما ينتج عنه من لبس في مواضع، أو إعجام الألف المقصورة مثل الياء، نحو (فتى – فتي ، المُعْطي – المُعْطى ، المُجْتَبي – المُجْتَبى..).

ط – فُشُوّ الأغلاط اللغوية الشائعة بأنواعها الإملائية والنحوية والصرفية لدى عامّة المثقفين، وكثير من غير المختصين من الأساتذة والمعلمين، وبعض ذوي الاختصاص فضلا عن وسائل الإعلام المختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى