قصيده يا حبيبَ الروح يا روحَ الأماني
الجمال الحقيقي ليس فقط جمال الوجه أو الجسد، ولكن الجمال الحقيقي ينبع من جمال الروح التي تعكس على صاحبها ومن حوله، وإليكم هنا في مقالي هذا شعر عن جمال الروح.
شعر عن جمال الروح
جمال الروح
جمال الروح ذاك هو الجمالُ
تطيب به الشمال والخِلالُ
ولا تُغني إذا حسنت وجوه
وفي الأجساد أرواح ثقال
ولا الأخلاق ليس لها جذور
من الايمان توّجها الكمال
زهور الشمع فاتنة ولكن
زهور الروض ليس لها مثال
حبال الود بالإخلاص تقوى
فإن يذهب فلن تقوى الحبال
حذارِ من الجدال فكم صديق
يعاديه إذا إحتدم الجدال
بأرض الخِصب إما شئت فازرع
ولا تجدي إذا زرعت رمال
جمال الروح ذاك هو الجمال
تطيب به الشمائل والخلال
ما يفيد الوجه لو فيه الجمال
ما يفيد الوجه لو فيه الجمال
إذا جمال الروح معدوم الأثر
وما يفيد القول من دون الفعال
ولا يكون الفعل إلاّ لو ظهر
ولا يفيد العقل لو ما به عقال
يعقله من قبل يوقع في الظرر
ولا تفيد الشمس لو ما جآ الهلال
ولا يطيب الليل إّلا بالقمر
ولا قصيف الرعد قد حقق منال
إذا إنتهى من دون ما ينزل مطر
ولا الحقيقة مثلما وهم الخيال
ترا الحقيقه من يحققها إنتصر
ولا الذي فيه النذالة والضلال
مثل من صلّى وزكّا وإعتمر
وفي رجل وافي وبه كل الخصال
ولو تساهل به قليلين البصر
وفي رجل ما هو من أصناف الرجال
حتى ولو قالولك أنه من بشر
ولا يفيدك مال لو ما هو حلال
حتى ولو دهرك مع المال إستقر
ترا دوام الحال في الواقع محال
وكل ما به شك في مالك هدر
ولا رفيق الكبر يسلم من زوال
منكوس مهما سيرته فيها إفتخر
ومن تواضع يرفعه ربُ الجلال
ويستره من كل مكروهٍ وشر
ولا ينال المجد من يهوى الدلال
ولا مراتب عز تخلو من خطر
ولا يتم العشق إلاّ بالوصال
ولا وصال إلا ّعلى ما الله أمر
ولا بتكرار الخطأ يصفئ المجال
ولا عديم الذوق يعرف وإعتبر
ولا جواب الرد يرجع بالسؤال
والشهم لو ما يعرف الرد إعتذر
مالت موازين الموّزن وإستمال
وكان بين الغش غارق بالحفر
لا تقترب للنار وقت الإشتعال
ولا تغنّي عند من يحمل كدر
ولا تمهزاء في فعالك والمقال
بالجد من هو جاد بالمطلب ظفر
أمزح ولا تهمج ولا تفرح بحال
الحال نصفه زين والباقي كدر
عند المسافات القصيره والطوال
جهّز مصاريفك على قدر السفر
جهّز ولا شي معذره ولاّ إحتمال
من ذاك ذي هولك مسجّل بالقدر
ما يفيد الوجه لو فيه الجمال
إذا جمال الروح معدوم الأثر
إذا كنت تهواني وتعتبرُ
إذا كنت تهواني وتعتبرُ
هذا الجمال الذي أهداني القدرُ
مقياسُ حُبٍ إليّ جئت تظهرهُ
فقد نسيتَ بطبعك.. أنني بشرُ
وقد عشقتَ جمالاً لا بقاء لهُ
أنّ الجمالَ مع الأيام يندثرُ
فقلتُ: رفقاً بقلبي يا مُعذبتي
حُسنٌ سباني.. وأن الحُسن مُقتدر
قالت: وهل في جمالي مايخلدهُ
في حين تمضي سنينُ العمر والدهرُ
أن الورود التي راقت مناظرها
تموت حتماً ويذبلُ غصنها الخضرُ
فقلتُ: أنّي وحق الله مُعتجبٌ
لئن عشقتُ جمالَكِ، ماهو الضررُ
قالت: أتعشق جمالاً قد حظيتُ بهِ
وفي طباعي عيوباً ليس تستترُ
عشقتَ زهراً.. ولكن لاشذاء لهُ
هل يُعشقُ الزهرُ لولا الريحُ والعطرُ
فقلتُ: سبحان من أهداكِ موعظةً
لقد هواكِ لعمري السمع والبصرُ
فما سبيلي الى وصلٍ أعيشُ بهِ
أنّي قتيلٌ بحبكِ دونما خبرُ
قالت: أذا كنت للأخلاق تعشقني
وغاية النفس مني جوهري النضرُ
فسوف أعلم بأنك في الهوى قدري
وان (حُبي) يقيناً سوف ينتصرُ
أن الجمال جمال الروح فادركهُ
ورونق الحُسنِ مقياس لمن خسروا
يا حبيبَ الروح يا روحَ الأماني
يا حبيبَ الروح يا روحَ الأماني
لستَ تدري عطش الروح إليكا
وحنيني في أنين غير فاني
للرَّدى أشربه من مقلتيكا
آه من ساعة بثٍّ وشجون
ولقاء لم يكن لي في حساب
وحديثٍ لم يدر لي في الظنون
يا طويلَ الهجر يا مُرَّ الغياب
حلّ يا ساحر صفوٌ وسلام
بعد فتك البين بالقلب الغريب
ودنا روضٌ وظلٌّ وغمام
بعد فتك النار بالعمر الجديب
مرَّت الساعة كالحلم السعيد
ومشت نشوتها مشي الرحيق
ذهبَ العمر وذا عمرٌ جديد
عشته من فمك الحلو الرقيق
مرّتِ الساعة والليل دنا
والهوى الصامت يغدو ويروح
وتلاشت واختفت أجسادنا
وإعتنقنا في الدُّجى روحاً بروح
تسمع الشعر وشعري منك لك
وبالهامك أبدعتُ الرويّ
أنت يا معجزة الحسن ملك
كل لفظ منك شعرٌ قُدُسيّ
راجعتنا في جلال وسكوت
وتوالت صور الماضي الحزين
كيف يبلى يا حبيبي أو يموت
ما طبعناه على قلب السنين
كيف يفنى ما كتبناه بنار
وخططناه بسهد ودموع
يشهد الليل عليه والنهار
والشهيد المتواري في الضلوع
التقت أرواحنا في ساحةٍ
كغريبين استراحا من سَفر
وحططنا رحلنا في واحةٍ
زادُنا فيها الأماني والذكر
وتساءلت عن الماضي وهل
حسنت دنياي في غير ظلالك
يا حبيبي أين أمضي من خجل و
فؤادي أين يمضي من سؤالك
شدّ ما يخجلني جهد المُقِل
مِن شبابٍ ضاع أو من نور عينِ
يتمشى السقم في قلب الأجل
وأراني لك ما وفّيتُ دَيني
أنا شاديك ولحني لك وحدك
فاقضِ ما ترضاه في يومي وأمسي
درجَ الدهرُ وما أذكر بعدك
غير أيامك يا توأم نفسي
وأنا الطائرُ قلبي ما صبا
لسوى غصنك والوكر القديم
ما تبدّلنا ولا حال الصّبا
والهوى الطاهر والودّ الكريم
لم تَزَل ذكراه من بالي وبالك
كيف ينسى القلبُ أحلامَ صباه
قد صحت عيني على فجرِ جمالك
كيف يُنسى الفجرُ يا فجر الحياه