همس القوافي

اجمل شعر عن المطر , اشعار عن المطر , قصيدة عن المطر

عاد المطرُ ، يا حبيبة َ المطرْ ..

كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلهْ

وكالمجنون ، أتركه يبلل وجهي ..

وثيابي ..

ويحولني إلى اسفنجة بحرية ..

المطر ..

يعني عودة الضباب ، والقراميد المبللة

والمواعيد المبللة ..

يعني عودتك .. وعودة الشعر

أيلول .. يعني عودة يدينا إلى الالتصاقْ

فطوال أشهر الصيف ..

كانت يدكِ مسافرة ..

أيلول ..

يعني عودةَ فمك ، وشـَعْرك

ومعاطفك ، قفازاتك

وعطركِ الهندي الذي يخترقني كالسيفْ .

المطر .. يتساقط كأغنية متوحشة

ومطركِ ..

يتساقط في داخلي

كقرع الطبول الإفريقية

يتساقط ..

كسهام الهنود الحُمرْ ..

حبي لكِ على صوت المطرْ ..

يأخذ شكلاً آخر ..

يصير سنجاباً .

يصير مهراً عربياً ..

يصير بجعة ً تسبح في ضوء القمرْ ..

كلما اشتدَّ صوتُ المطرْ ..

وصارت السماء ستارة ً من القطيفة الرمادية .

أخرجُ كخروفٍ إلى المراعي

أبحث عن الحشائش الطازجة

وعن رائحتك ..

التي هاجرتْ مع الصيف

المـطـر حـنّـت رعـــوده – حسين علي العتيبي

المـطـر حـنّـت رعـــوده وإلـتـعـج بـرّاقــه

صــدّق وهــذا أولــه فــوق الـثـرى دفـاقـي

جــاء سحـابـه حــادرٍ ممْـلـي تــدلاّ أعنـاقـه

وانتـثـر هملـولـه وســاق وسـقـى وإنـسـاقـي

مرحبـابـه عـــدْ عـيــنٍ للـحـيـا مشـتـاقـه

مرحبـا يـا إمفـرّج الضيقـه علـى مــن ضـاقـي

يــا هماليـلـه تـسـاقـي وأرفـقــي بـإدفـاقـه

أسـقـي الارض المحـيـلـه والـثــرا مشـتـاقـي

قـالـوا ان الـوسـم قـفّـا والـوســوم إشـفـاقـه

قلـت ربـي يـا عـرب هــو كـافـل الأرزاقــي

الكـريـم الـلـي يـجـود ولا بـخــل بـأرزاقــه

بـأمـره إتْـلـم الـمــزون ويـلـعـج الـبـرّاقـي

هــذي امـزونـه تهـامـل والـحـيـا بـإشـراقـه

كـل وادي سـال حتـى الـقـاع صــارت سـاقـي

وامتـلـت كــل الخـبـاري مــن زلال أوداقـــه

لـيـن عـقـب اسـبـوع بـيّـن بــاذره وادقـاقـي

ابشـروا يـا أهـل المـواشـي لا إكتـسـا بإرنـاقـه

ليتنـي مـا بعـت فــي هــاك السنـيـن إنيـاقـي

جـتْ منـاة اللـي شفوفـه مــن شـفـوف إنيـاقـه

ابـــدويٍ للـفـيـاض المـخْـضـره عـشّـاقــي

يـوم شـاف الوسـم صــدّق زال عـنْـه ارهـاقـه

مـن يلومـه غـيـر خـبْـلٍ خافـقـه مــا تـاقـي

مـيـتٍ قلـبـه وعـايـش فــي زمـانـه عـاقــه

شــفْ بـالـه لـبـسـه وتـسـكّـع الاسـواقــي

جعـل جنسـه فــي تنـاقـص قاطعـيـن السـاقـه

ليـن مــا يبـقـا لـهـم بـيـن الخـلايـق بـاقـي

الحـيـا نـبـتـه لقـلـبـي سـجّـتـه واشـواقــه

شوفـتـه تبهجـنـي وتبـعـد هـمــوم اعـمـاقـي

بـكـره إلـيـا نــوّر الـنـوّار بـيــن اوراقـــه

وإكتسـت جـرد الفيافـي هــي تـراهـا اشـواقـي

والــدلال وشـــبْ نـــارٍ بـالـدجـا شـعّـاقـه

وســط روضٍ ريــح نبـتـه ينـعـش الخـفّـاقـي

بـيـن خـطــلان الـيـديـن إمْتيّـهـيـن الـنـاقـه لابــةٍ بـيــن القـبـايـل مسـتـواهـا راقـــي

سـجّـةٍ تبـعـد هـمـوم المشْـتـحـن واغـلاقــه والمديـنـه بالحـيـا مـالـي علـيـهـا اخـلاقــي

هالليـالـي وقـتـهـا بـيــن الـلـيـال اذواقـــه مــا تـعـد مــن العـمـار بسـجّـة الأرفـاقــي

مــن تطـوفـه والله انــه مــا تـزيـن اخـلاقـه لـيـن يمـشـي وســط روضٍ زاهــي الأرنـاقـي

انشودة المطر-بدر شاكر السياب

عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ …كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ …

وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ

كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،

دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،

وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛

فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء

كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !

كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ

وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر …

زر الذهاب إلى الأعلى