الاخبار

قبل التلاشي ..!!

%name قبل التلاشي ..!!

:: بالخرطوم، وزير النقل يسلم رئيس مجلس الوزراء ما أسماها بخطة شركة إيرباص لتشغيل شركة الخطوط الجوية السودانية لمدة ( 10 سنوات).. وفي ذات الأسبوع بأسمرا، كان الحدث إطلاق الخطوط الجوية الإرترية أولى رحلاتها إلى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، وبعدها قال وزير الاعلام الارتري : (بدأت الخطوط الجوية الإريترية الرحلات المنتظمة إلى أديس أبابا، وسوف يمد المسار الجديد الرحلات الجوية الإقليمية للشركة إلى القاهرة والخرطوم).. وعليه، فان الخرطوم التي بلا طيران سوف تستقبل قريباً طيران أسمرا .. !!

:: وبما أن القوم هنا يتقنون فقط تنظيم الاحتفالات، فليس هناك ما يمنع الرقص والطرب احتفالاً بطيران إرتريا بمطار الخرطوم، وهذا ما حدث قبل عام بمطار بورتسودان.. أي بالتزامن مع إعلان الخطوط الجوية السودانية عن شروعها في حصر أموالها وخسائرها بالمحطات الخارجية، دشنت الخطوط الجوية السعودية أولى رحلاتها القادمة من مدينة جدة إلى مدينة بورتسودان، بحيث تكون ثلاث رحلات أسبوعياً.. علي حامد والي البحر الأحمر السابق وآخرين إحتفلوا بالتدشين، وطالبوا الخطوط السعودية بالمزيد من الرحلات..!!

:: ويومها وصفت حال السادة بالبحر الأحمر- وهم يفرحون برحلات الشركة السعودية التي حلت محل رحلات الشركة السودانية – بحال عم مرسي .. كان عم مرسي يرفع يده بالدعاء عقب كل صلاة : ( أللهم أفتح أبواب رحمتك لحاج خليل وأرزقه رزقا وفيرا وطيبا ومباركا فيه) .. وسألوه في ذات دعاء : لماذا تنسى نفسك وتخص حاج خليل بالدعاء؟.. فأجابهم بوضوح : ( خليل دا الزول الوحيد البيسلفنى قروش، وان شاء الله ربنا يديهو قروش كتيرة علشان أسلف منو بقلب قوي).. وهكذا حال من يفرحون في مطاراتهم بالطيران الأجنبي، لأنهم بلا طيران ..!!

:: والمهم، توضيحاً لقضية الأمس، وكانت عن زيادة أسعار تذاكر الرحلات الداخلية إثر زيادة أسعار الوقود بنسبة (23%)، إتصل عبد الحافظ عبد الرحيم الناطق باسم الطيران المدني، ليؤكد أن العلاقة بين الطيران المدني و شركات الطيران لا تتجاوز علاقة (التنظيم والرقابة)، و أن الشركات هي التي طالبت بزيادة أسعار تذاكر الرحلات، ولم يكن هناك حلاً غير التفاوض مع الشركات ثم الاتفاق على هذه الأسعار الجديدة و المراد بها مجابهة تكاليف التشغيل، بما فيها إرتفاع أسعار الدولار والوقود ..!!

:: شكراً لعبد الحافظ .. نعم، فالتردي الاقتصادي الراهن مسؤولية كل السلطات ، وما يحدث في قطاع الطيران جزء من الكل المنحدر نحو القاع .. وبعد سياسة تحرير الأجواء، فالتحليق صار للأقوى والأجود، وللمواطن حرية الإختيار حسب الأسعار والخدمات.. وما تحصدها البلاد من فوائد سياسة تحرير الأجواء وكثافة طيرانها أضعاف ما كانت تحصدها في أزمنة سودانير التي كانت تحتكر الأجواء والأجواء (بلا فائدة).. أي قبل سياسة التحرير، كانت سودانير – زي كلب السُرة – تحتكر الأجواء وتحرسها بلا جدوى ..!!

:: ولو أية شركة وطنية خاصة نالت من المزايا نصف ما نالتها سودانير، لملأت الدنيا بالنجاح..ولكن أينما حلت الادارة الحكومية يحل الفساد و الفشل والدمار.. واليوم، مع الإلتزام بسياسة تحرير الأجواء ، يجب تجاوز محطة سودانير عاجلاً، وذلك بدعم الشركات الوطنية لتنافس الشركات الأجنبية في زحام الأجواء.. بالحوافز التي كانت تمنح سودانير، يجب دعم الشركات الوطنية قبل أن تتلاشى .. هذا أو كما ستظل السلطات الحكومية تحتفي برحلات طيران كل دول العالم إلى الخرطوم، ولكن بالتزامن مع تدمير ما تبقت من الشركات الوطنية .. !!

زر الذهاب إلى الأعلى