طريقة مزج الألوان
الألوان
هي ما يضفي السّعادة والبهجة في هذه الحياة، فإذا ما شعرت بالضيق يكفيك الجلوس والتأمّل في الطبيعة التي خلقها الله عزّ وجل بالألوان المختلفة والساحرة، لينشرح صدرك لهذا المنظر الجميل الّذي أبدعه الخالق جل وعلا، فما أجمل أن تنظر إلى الأزهار الملوّنة تحلق حولها الفراشات الزاهية، ويطوّقها العشب الأخضر، وتعلوها السماء الزرقاء الواسعة، وأشعة الشمس الذهبية التي بظهورها تعلن عد بداية يوم جديد مليء بالنشاط والحيوية وحافل بالأعمال والمهمات، فلولا الألوان لما كانت الطبيعة على هذه الشاكلة، ولكان كلّ ما حولنا يدعو إلى الملل والتشاؤم، ولفقدت الحياة كلّ المعاني الجميلة التي تحملها في ثناياها، ولبقيت قلوبنا في ظلامٍ لا تعرف للحياةِ معنى.
ونجد أنّ الألوان حولنا في هذه الطبيعة الخلّابة كثيرةٌ جداً، ولكل لون منها تأثيره على نفسيّة الإنسان؛ فاللون الأصفر مثلاً يبعث على النشاط والحيوية، بينما اللون الأخضر يبعث على الهدوء، واللون الأزرق يشعرنا بحالة من السكينة والراحة، أما اللون الأحمر فهو يثيرنا ويوقظ مشاعرنا الدفينة، واللون الأبيض يجعلنا نشعر بالصفاء والنقاء، واللون الأسود وهو اللون الذي توّج ملكاً على جميع الألوان لتغلبه على جميع الألوان بلونه الداكن الذي لا يضاهيه أي لون آخر، فهو يعزّز من عزيمتنا وإصرارنا، ولا ننسى أثر الألوان أيضاً في المنزل، فالمنزل ذو الألوان المتناسقة والهادئة يبعث على الرّاحة والطمأنينة.
ولكن يبقى هناك سؤال، لماذا يكتسب كلّ شيء في الطبيعة لوناً خاصاً به يميزه عن غيره؟ ونستطيع أن نجيب على هذا السؤال بأنّ السبب الذي يجعل الأشياء تكتسب ألوانها المميزة هو أن تلك الأشياء بالأصل لا لون لها، بل هي تمتص جميع إشعاعات الطيف وتعكس جزء منها بحيث يمثّل هذا الجزء المنعكس اللون الذي يكتسبه ذلك الشيء.
خصائص الألوان
للألوان خصائص رئيسيّة وهي:
- كنه اللون : وهذه الخاصية تجعلنا نميز بين الألوان من خلال مسمّاها، كالأحمر والأخضر.
- قيمة اللون : وهذه الخاصية تعكس مدى عتامة هذا اللون واستضاءته؛ بحيث تصنّف الألوان هنا إلى فاتحة وغامقة.
- شدة اللون : أما هنا فإن الألوان تصنف بناءً على وضوحها ونقاءها.
أنواع الألوان
في الطبيعة هنالك نوعين من الألوان، وهما:
- الألوان الأساسية : وهي الأحمر، والأصفر، والأزرق، بالإضافة إلى الأبيض، والأسود.
- الألوان الثانويّة: وهي الألوان الناتجة من مزج لونين أو أكثر من الألوان الأساسية، وفي ما يلي أبرز الأمثلة حولها:
- عند مزج الأحمر والأصفر ينتج لدينا اللون البرتقالي.
- عند مزج الأزرق والأصفر ينتج لدينا اللون الأخضر.
- عند مزج الأحمر مع الأزرق ينتج لدينا اللون البنفسجي.
كما يمكن الحصول على ألوان لا تعدّ ولا تحصى عند مزج الألوان الأساسيّة مع الثانوية؛ كالبنّي الناتج من مزج الأحمر مع الأخضر، ومن خلال دمج أيّ لون مع الأبيض فإنّنا سنحصل على درجة أفتح من نفس اللون، وكلّما زدنا كميّة اللون الأبيض كانت درجة اللون أفتح، بينما إذا مزجناها مع الأسود فإنّنا سنحصل على درجة داكنة من نفس اللون، وكلّما زدنا كمية اللون الأسود أصبح اللون غامقاً أكثر.
نصائح للرسامين
كثيراً ما يستخدم الرسّامون الألوان المائية أو الزيتية لرسم لوحاتهم، وفي ما يلي بعض النصائح عند دمج الألوان المائية أو الزيتية:
- عند القيام بدمج الألوان المائيّة لا بدّ أن نجعل الوسيط الذي سيتم دمج الألوان به هو الماء، وفي حال الرغبة في تخفيف أو تثقيل حدّة اللون هنا يجب إستخدام الماء وعدم استخدام اللون الأبيض، وذلك لأنّ الرسم يتم على صفحة بيضاء، والتي يكون لونها هو البديل عن إضافة اللون الأبيض.
- عند مزج الألوان الزيتيّة يجب أن تدمج إمّا بواسطة زيت بذور الكتان، أو مادة التربنتين، وهي مادة زيتيّة تستخدم لدمج الألوان الزيتية، لكن يجب الانتباه إلى نوعيّة الألوان؛ لأنّ منها ما يمكن دمجه دون استخدام أي زيوت، وذلك لاحتوائها أصلاً على هذه المواد، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال وجود طبقة زيتيّة على الألوان بمجرّد فتح العلبة لحمايتها من الجفاف.