سلبيات التلفاز
شهد القرن العشرين تطوراً سريعاً وملحوظاً في كافة المجالات والأصعدة ، ومن هذه التطورات “التطور التكنولوجي ” ، وما جعل هذا التطور ملحوظاً هو تطور أدوات العلم وأساليبه بشكل سريع جداً . لكن العلم بكونه وسيلة للتقدم والإكتشاف والاختراع هو “موضوعي” بحد ذاته ؛ بمعنى أن العلم حيادياً في ما ينتجه ، لكن الذات الإنسانية هي التي تعطي الموضوع “موضوعات العلم ” قيمته الأخلاقية ، من ناحية سلبيات وإيجابيات استخدام المنتجات التقنية ، فعند إستعمال أي أداة من أدوات العلم من قبل الانسان هو الذي يحدد مدى ضرر أو فائدة منتج ما. ومن الأدوات التكنولوجية نذكر مثلاً : (التلفاز) .
التلفاز : عبارة عن جهاز إلكتروني ينقل الصور والأصوات بواسطة الأمواج الهرتزية . ويعتبر من الأجهزة التي يستخدمها جميع الفئات العمرية في الأسرة . لكن التلفاز له إيجابيات وسلبيات عديدة ونذكر من السلبيات :
أولاً: العنف ،كثرت في العقود الأخيرة المشاهد العنيفة التي تعرض على شاشة التلفاز ، وعلى وجه الخصوص في برامج الأطفال . وهذه المشاهد تؤثر بشكل غير مباشر على الأطفال ، من خلال تزايد شعورهم بالخوف المستمر ، الذي يدفعهم إلى عدم الارتياح في النوم ليلاً. كما يتزايد السلوك العدواني لدى الأطفال مع أقرانهم وإخوانهم وحتى ذواتهم . ويصبح لديهم التبلد في المشاعر فلا يعودون يشعرون بحجم الألم عند ممارسة العنف والعدوان لغيرهم ، فيصبح العنف لديهم وكأنه أمراً إعتيادياً وروتينياً .
ثانياً: التلميحات الجنسية التي تعرض على شاشة التلفاز في برامج الأطفال وغيرها من البرامج ، إن الرسائل الجنسية التي تعرضها شاشة التلفاز تؤثر سلباً على فئة الشباب ” المراهقين” والأطفال على وجه الخصوص ، لأن عرض مثل هذه المشاهد يستدعي المشاهدين من فئة الشباب إلى حدوث ما يسمى ب”الكبت الجنسي” فيتضرر المراهقون من الناحية النفسية .
ثالثاً: الإدمان ، ووفقاً لما يطرح في التلفاز من إيحاءات جنسية وغيرها ، يصبح الأطفال والشباب مهووسون بالمشاهدة المستمرة لفترات طويلة غير متقطعة ، وذلك أيضاً يؤثر على المستوى الصحي للرؤية ، ويؤثر أيضاً على التحصيل الدراسي ، ومضيعة للوقت دون أي فائدة ، كما أن كثرة البرامج وتنوعها وتطور الرسوم الإلكترونية والأصوات عملت على شدِ المشاهدين دون وعي ، وفي النهاية لا ننسى دور الآباء والأمهات في الحرص على سلامة أطفالهم .