خاطرة عن الدنيا , خواطر واشعار عن الحياة , كلام عن الحياة
الدينا تُمثّل للإنسَان السّمعة الحسنة التي يفُوز بِها باحتِرام النّاس وتَقدِيرهم ورِضى الله ورسوله الكريم، والأخلاق هِي سِمة مَطلُوبة، وصِفة نَبِيلة يفُوز بِها الإنسان في الحياة وفي ذلك قال علي بن أبي طالب:
إن المكارم أخلاق مُطهرة
فَالدِّيْنُ أَوَّلُها والعَقْلُ ثَانِيها
وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْمُ رابِعُها
والجود خامِسُها والفضل سادِيها
والبرّ سابعها والصّبر ثامنها
والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيها
والنّفس تعلم أنّي لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيها
ليسَ كُل الأيّام تحملُ لنا السعادة والفرح، وكما ذكرنا أنّ الدنيا هِي اختِبار من الله سبحانه وتعالى، والكُل منا مُعرّض للخطأ والحزن، ولكِن يَجِب عَلينا أن نتحلى بالإيمَان والصّبر حتّى نَفُوز بِرضَي الرّحمن وننعم بحياة كريمة بَعد كُل مُعاناة عشناهَا صبرنا وأوكلنا أمرنا لله الواحِد الأحد، وفي ذلك يقول الامام الشافعي:
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ
وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ
وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِي
فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ
وَكُنْ رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً
وَشِيمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَاءُ
وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايَا
وَسَرّكَ أَنْ يَكُونَ لَهَا غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاءِ فَكُلُّ عَيْبٍ
يُغَطِّيهِ كَمَا قِيلَ السَّخَاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعَادِي قَطُّ ذُلاً
فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ بَلاءُ
وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيلٍ
فَمَا فِي النَّارِ لِلظَّمْآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي
وَلَيْسَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَاءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرُورٌ
وَلا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَاءُ
إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍ
فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَوَاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ المَنَايَا
فَلا أَرْضٌ تَقِيهِ وَلا سَمَاءُ
وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ وَلكِنْ
إِذَا نَزَلَ القَضَا ضَاقَ الفَضَاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَمَا يُغْنِي عَنِ المَوْتِ الدَّوَاءُ
في الدّنيا يَعِيش الإنسَان بحُسن الصّفات والأسلوب الكريم بأخلاقه، وهُناك أيضََا الإنسَان الشرير الذي لا فَرق عنده في خداع الناس وغدرهم والتسبب بألمهِم، لذَلك يتوجّب علينا الحذر دومََا من هؤلاء الناس الذين لا رَحمةَ ولا شَفقة.
ماذا تريد من الدّنيا تُعنّيها
أما ترى كيف تفنيها عواديها
غدّارة ما وفت عهداً وإن وعدت
خانت وإن سالمت فالحرب توريها
ما خالصتك وإن لانت ملامسها
ولا اطمأنّ إلى صدقٍ مصافيها
سحرٌ ومكرٌ وأحزانٌ نضارتها
فاحذر إذا خالست مكراً وتمويها
وانفر فديتك عنها إنّها فتن
وإن دعتك وإن زانت دعاويها
كذّابة في دعاويها منافقة
والشّاهدات على قولي معانيها
تُريك حُسناً وتحت الحسن مهلكة
يا عشقيها أما بانت مساويها
نسعى إليها على علم بسيرتها
ونستقرّ وإن ساءت مساعيها
أمٌّ عقوقٌ وبئس الأمّ تحضننا
على غذاء سموم من أفاعيها
بئس القرار ولا ننفكّ نألفها
ما أعجب النّفس تهوى من يعاديها
تنافس النّاس فيها وهي ساحرة
بهم وهمهم أن يهلكوا فيها
يجنون منها على مقدار شهوتهم
وما جنوه ذعاف من مجانيها
من الذي لم ترعه من طوارقها
وأيّ نفس من البلوى تفاديها
كلّ البريّة موتور بما فتكت
لا ثأر يؤخذ لا أنصار تكفيها
الله سُبحانه وتعالي خَلق الإنسان فِي أحسَن تقوِيم، ومَيّزه عَن سَائِر المَخلُوقات بعقله الذي يُفكّر فِيه وقَلبه الذِي يَسع للمَحبّة والصفات النبيلة التي هي من شِيم الإسلام، فيجبُ علينا أن نَصبِر على ما أصابنا وأن نَعلم أنّ الله إذا ابتلى عبدََا أحبّه.
أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ
وهِي َ مِنَ الجَهلِ بِكُم ساخِره
وَغَرَّكُمْ مِنْهَا وَأَنْتُمْ بِكُمْ
جُوعٌ إِلَيْهَا قِدْرُهَا الْبَاخِرَهْ
يَمْشِي الْفَتَى تِيهاً، وَفي ثَوْبِهِ
مِنْ مَعْطِفَيْهِ جِيفَة ٌ جَاخِرَهْ
كَأنَّهُ فى كِبرهِ سادِراً
سَفينَة ٌ في لُجَّة ٍ ماخِرَه
كَم أنفسٍ عَزَّت بِسلطانِها
فِيما مَضَى وَهْي إِذَنْ داخِرَهْ
وعُصبة ٍ كانَت لأِموالِها
مَظِنَّة َ الْفَقْرِ بِها ذَاخِرَهْ
فَأَصْبحَتْ يَرْحَمُهَا مَنْ يَرَى
وَقَدْ غَنَتْ في نِعْمَة ٍ فَاخِرَهْ
فَلا جَوَادٌ صَاهِلٌ عَزَّهُمْ
يَوْماً، وَلاَ خَيْفَانَة ٌ شَاخِرَهْ
بَل عَمَّ دُنياهُم صُروفٌ، لَها
مِنَ الردَى أودِيَة ٌ زاخِره
يأيُّها النَّاسُ اتَّقوا رَبَّكم
وَاخْشَوْا عَذَابَ اللَّهِ والآخِرهْ
أنتُم قعودٌ ، والرّدَى قائمٌ
يُسْقِيكُمُ بِالْكُوبِ وَالصَّاخِرَهْ
فانتبِهوا مِن غَفلاتِ الهوى
وَاعْتَبِرُوا بِالأَعْظُمِ النَّاخِرَهْ
يَجبُ عَلينا أن نتحلّى بالإيمَان والتّقوى ومخَافة الله، وأن نَبتعِد عَن ملذّات وشَهوات هذه الدنيا لأنّها فَانِية، وفي الحياة الآخرة يعوضنا الله خيرََا عن صبرنا.
تزوّد من التّقوى فإنّك لا تدري
إذا جُنّ ليلٌ هل تعيشُ إلى الفجر
فكم من عروس زينوها لزوجها
وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
وكم من صغار يُرتجى طولُ عُمرِهم
وقد أدخلت أرواحهم ظلمة القبر
وكم من صحيح مات من غير علّة
وكم من سقيم عاش حيناً من الدّهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً
عفـتُ الحيـاة بدنيـا كلهـا فتـنٌ
قد مزَّقت أهلهـا جسمـاً ومعتقـدا
وأشعلت نارهـا فـي كـل ناحيـةٍ
وإنَما جمرُهـا مـن كيدِهـا وقـدَا
أينَ اخضرارُ الرؤى أينَ الوعودُ بها
أينَ الصَّفاءُ بعصرِ ِالتيـهِ والمحـنِ
مارحتُ أبحثُ عن دربٍ بهـا أمـلٌ
إلا ابتليـتُ بأهـل الظلـمِ والفتـنِ
تماوجَ العمرُ بيـن الخيـرِ والشَّـرِ
وقد حصدنا به حزنـاً مـن الغيـرِ
ياماشيَ الدرب حاذرْ مـن تعرجـها
واحملْ سراجَ الهدى في عتمةِ السَّيرِ
معـادن النـاس أشكـالٌ وأجنـاسُ
منها الرَّخيصُ ومنها سعره المـاسُ
لاتشتر الدونَ مهما كنتَ في عـوزٍ
فالـدونُ صاحبـه وغـدٌ ونخـاسُ
مانلتُ منكـم جـزاءً دونَ سنمـارِ
غـدرُ اللئـامِ بكـمْ طبـعٌ بفجـارِ
من حسَّنَ الظَّنِ في صحبٍ بلاذمـمٍ
عنـد انتهـاءِ الشِّواألقـوهُ في النـارِ
طبعُ اللئيم كوخز الشوكِ في العين
يرمي البريءَ بسهمِ الهمِّ والفتنِ
انفدْ بريشكِ من دارِ اللئامِ فإن
تصحبْ لئيمًا تعشْ بالحزنِ والمحنِ
يكفيكم فخرًا فأحمد منكم
وكفى به نسبًا لعزِّ المؤمن
الا أنهض وسر في سبيل الحياة فمن نام لن تنتضره الحياة
خُلقت طليقاً كطيف النسيم
و حراً كنور الضحى في سماه
تغرد كالطير أين إندفعت
و تشدو بما شاء وحي الإله
فمالك ترضى بذل القيود
و تحني لمن كبلوك الجباه
و تُسكت في النفس صوت الحياة
القوي إذا ما تغنى صداه
ألا أنهض و سر في سبيل الحياة
فمن نام لم تنتظره الحياة