خاطرة حزينة عن الغربه , خواطر عن الغربه ,كلام عن المغتربين
هل يعلم الصّحبُ أنّي بعد فرقتهم
أبيت أرعى نجوم اليل سهرانا
أقضي الزمان ولا أقضي به وطراً
وأقطع الدّهر أشواقاً وأشجانا
ولا قريب إذا أصبحت في حزنٍ
إنّ الغريب حزين حيثما كانا
تقول سعاد ما تغرّد طائر
على فنن إلّا وأنت كئيب
أجارتنا إنّا غريبان ههنا
وكلّ غريب للغريب نسيب
أجارتنا إنّ الغريب وإن غدت
عليه غوادي الصّالحات غريب
أجارتنا من يغترب يلقى للأذى
نوائب تقذي عينه فيشيب
يحنّ إلى أوطانه وفؤاده له
بين أحناء الضّلوع وجيب
جسمي معي غير أنّ الرّوح عندكم
فالجسم في غربةٍ والرّوح في وطن
فليعجب النّاس منّي أنّ لي بدناً
لا روح فيه ولي روح بلا بدن.
يا قلبي لا تحزن ولا تغرق في الظلام.. فالنّور هناك..
قادم.. ها هو .. تكبر هالته أكثر قاوم وكن صادقاً أكثر..
واثقا أكثر.. فلا شيء سينقذك.. إلا حلمك وصدقك
وإخلاصك لله ولنفسك وروحك وذاتك…
أصعب شيء يواجهك في هذه الحياة عندما تحسّ أنّك غريب…
أنّك صادق والصّدق عيب… أنّك حالمٌ والحلم عار…
أنّك طيّبٌ والطّيبة سذاجة… أنّك محبٌّ
والمحبّة دروشة.. بنظر الآخرين …
أنّك متأمّل… حسّاس… ومتفانٍ في المحبّة، ويجدها الآخرون قيماً
انقرضت.. اندثرت منذ زمن، وينظرون إليك نظرات استهزاء… وتحسّ أنّك قادم
من عالم آخر، ومحكوم عليك أن تعيش هنا.. وتبدأ بالبحث عن هدف… عن حلم..
يبقيك على قيد الحياة
الفراق… حزن كلهيب الشّمس يبخّر الذّكريات من القلب ليسمو بها
إلى عليائها فتجيبه العيون بنثر مائها.. لتطفئ لهيب الذّكريات ..
الفراق… نار ليس لها حدود.. لا يحسّه إلا من اكتوى بناره..
الفراق… لسانه الدّموع.. وحديثه الصّمت.. ونظره يجوب السّماء..
الفراق.. هو القاتل الصّامت.. والقاهر الميّت.. والجرح الذي لا يبرأ.. والدّاء الحامل لدوائه ..
الفراق… كالحبّ تعجز الحروف عن وصفه وإن أبينى تفرّقا..
الفراق.. كالعين الجارية الّتي بعد ما أخضرّ محيطها نضبت …
عند الفراق.. اجعل لعينيك الكلام فسيقرأ من أحبّك سوادها.. واجعل وداعك لوحةً من المشاعر يستميت الفنّانون لرسمها ولا يستطيعون…
فهذا آخر ما سيسجّله الزّمن في رصيدكما.. وبعد الفراق.. لا تنتظر بزوغ القمر لتشكوا له ألم البُعاد.. لأنّه سيغيب ليرمي ما حمله،
ويعود لنا قمراً جديداً.. ولا تقف أمام البحر لتهيج أمواجه، وتزيد على مائه من دموعك؛
لأنّه سيرمي بهمّك في قاعٍ ليس له قرار، ويعود لنا بحراً هادئاً من جديد.
وهذه هي سنّة الكون… يومٌ يحملك ويومٌ تحمله.