حل المشكلات
يواجه الإنسان في أغلب مراحل حياته العديد من المشكلات التي تقف عائقًا أمام تقدمه، وهو يحتار ويمرّ بضغوط نفسية شديدة جرائها ولا يعرف ما الحلّ، ويتخيل أنّ مشاكله لا حلّ لها، فتسوّدُ الدنيا في عينيه ويصير مهمومًا مغمومًا هائمًا على وجهه.
لكنّه لو نظر للمشكلة نظرة إيجابية وركّز طاقته بحلّها وتفكيكها وتجاوزها لاجتازها بكل تأكيد، فالخوف والقلق والتوتر المرافق للمشاكل بمختلف أنواعها يجعل الإنسان يعيش في كابوس يمتدّ لنفسه ويظلمها.
والمشكلة موقف أو أمر معقد لا يستطيع الإنسان حلّه في نفس الوقت الذي يحدث فيه فتستمر معاناته نفسيًا من آثار تعقيد المشكلة، وتكمن أولى خطوات الحلّ بفهم المشكلة والشعور بها والإدراك بأنّ جميع المشاكل الموجودة على الكون إنّما هي مؤقتة وتمثل مرحلة لا بدّ أن تعبر وترى النور وتخرج إلى حيز الاستقرار، ومعها يستقر الانسان ويرتاح نفسيًا.
وعلى الإنسان كي يجتاز مشكلة ما ألّا يعطيها أكبر من حجمها المعقول، وأن يفكر بها كمعضلة مؤقتة تُحل بالتفكير والتروي، وعليه أن يبحث عن أسباب المشكلة ولما حدثت، ثمّ يبدأ بالتخطيط لحلّ المشكلة من خلال أخذ خطوات باتجاهها، فلا يعقل عندما نواجه مثلًا مشكلة في حفظ قصيدة من مئة بيت أن نحفظها بيوم واحد، بل لو في كل يوم تم حفظ خمسة أبيات ستحلّ المشكلة، وهذا المثال ينطبق على كثير من مشاكل الحياة العاطفية والمهنية والعلمية والصحية.
فإن واجهنا مشكلةً صحيةً حتّى، ألا يجب على الإنسان أن يبحث عن سببها ويتوجه للطبيب؟ ومن ثمّ يفحصه ويوضح له الأسباب، ويبدأ خطوات من رحلة العلاج التي تتم على مراحل وليس بيوم وليلة، كذلك من يريد أن يتعلم لغة جديدة يتعلمها بالتدريج وليس بدفعة وحدة.
وإن واجهت الإنسان مشكلة، فأول خطوة هي أن يقوم بكتابة المشكلة على ورقة، ثمّ يكتب أسبابها، ويحاول كتابة بعض الحلول الاحتمالية للمشكلة، ووضع بدائل للحلول الأساسية إن لم تنجح، وبعدها يبدأ بوضع مخطط التنفيذ مع ربطه بتوقيت محدد، أي وضع جدول زمني لكل خطوة.
مثلًا: لو كان على شخص ما دين بقيمة ألف دولار، فإنّ أسباب دينه هذا هو عدم بحثه عن العمل، واتّكاله على الآخرين، الحلول الأساسية تكمن في البحث عن عمل ضمن تخصصه الجامعي، الحلّ البديل هو البحث عن أيّ عمل حتّى لو كان نادل في مطعم أو عامل نظافة، ثمّ البدء في كل شهر بسد مئة دولار من ديونه وهكذا تحلّ مشكلته.
إنّ التفكير الجيد أساس حلّ كلّ مشكلةٍ تواجه الإنسان، فغالبًا ما يكتئب الانسان عند علمه بمواجهته لمشكلةٍ قائمة، فيشعر بالكرة الأرضية فوق رأسه، بل عليه أن يفصل بين مشاعره وبين تفكيره ويسيطر عليه، ويراقب حديثه لنفسه ويجعله إيجابيًا، وأنّ الحياة بلا مشاكل لا تحلو، فهي الوحيدة القادرة على إشعار الإنسان بأنّه يعيش ويكافح ويناضل وينبض.