حليمة السعدية
حليمة السعديّة
هي امرأة من قبيلة هوازن، وهي مرضعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكانت زوجة الحارث بن عبد العزى، ويعيشان في باديّة الحديبية، ولها عدّة أبناء وهم عبد الله بن الحارث، وأنيسة بن الحارث، والشيماء،
قصة حليمة السعديّة مع النبي
كانت قبيلة قريش ترسل أبناءها إلى البادية لتيربّوا هناك، وذلك من أجل أن يمتلك هؤلاء الأولاد فصاحة اللسان، ونقاء اللغة، فلم يكن يعيش هناك أغراب، بينما كانت مكّة تجمع عدّة أجناس، وفي العام الذي ولد فيه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قدمت حليمة السعدية مع زوجها وباقي نساء القبيلة يبحثن عن أولاد يأخذنهم ليرضعنهم، ويكسبن المال جرّاء ذلك، وكانت المرضعات تفضّلن الأولاد الذين لهم أب حيّ كي يكرمهنّ، ولمّا كان النبي يتيم الأب، لم ترغب بأخذه المرضعات، ولمّا يئست حليمة السعديّة من الحصول على طفل عادت لأخذ النبيّ، وتأملت بأن يطرح الله البركة لهم فيه، وما إن حملته وقرّبته على صدرها حتّى امتلأ ثديها بالحليب، فشرب النبي حتّى شبع، وشرب ابن حليمة السعدية وقد كانت تشكو قبلاً من قلّة حليبها، ولمّا قام زوجها يحلب الناقة فحلبت حليباً كثيراً فشربت هي وزوجها حتّى شبعا.
كانت أغنام حليمة تدرّ الحليب بكثرة على عكس أغنام باقي القبيلة، وكانت حليمة قد أيقنت بأن هذا الغلام مبارك، وقالت بأنّه كان يكبر في اليوم كما يكبر باقي الأولاد في شهر، ويكبر في الشهر كما يكبر الأولاد في سنة، وعندما بلغ السادسة من عمره أعاداه إلى أمّه ولكنّهما رغبا بأن يبقياه عندهما لما رأوا منه من بركة وخير ورزق، فوافقت أم النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يرجعها به ففعلا، وفي يوم وبينما كان النبيّ وأخوه في الرضاعة ابن حليمة يرعيان الغنم، إذ أتى إليها ابنها خائفاً مرتجفاً وقال لها بأنّ أحدهم قد قتل أخيه القرشيّ، فذهبت مهرولة إليه فوجدته واقفاً مصفرّاً من شدة الخوف، وكان ما حدث آنذاك بأنّ جبريل وملاك آخر قاما بشق صدره وأخرجا قلبه، وغسلاه بماء زمزم في إناء من ذهب، ولم تدري حليمة وزوجها ما حلّ به، فارتأيا أن يعيداه إلى أهله، وعندما قصّت حليمة ما حدث لأمه، أخبرتها بأنها رأت أكثر من ذلك في حمله، فلم يكن حملها فيه ألم مشقة، وأنّه حين ولد ولد ويداه على الأرض، وأن الدنيا أشرقت في حين ولادته، وأنها تعلم أنّ لابنها هذا شأناً عظيماً، وبعد بعثة النبي قدمت حليمة وزوجها إليه فأسلما، وتوفيّت حليمة في السنة الثامنة للهجرة، ودفنت في البقيع.