تخصص الموارد البشرية
يحتاج أي مشروع إقتصادي إلى نوعين من الموارد لإنجاحه، النوع الأول هو الموارد المادية للمشروع، و تشمل كل ما يستخدم في المشروع من ماديات: و تشمل الأموال و الأراضي و السيارات و الآلات و المباني و المفروشات و ما إلى ذلك، و كذلك يحتاج إلى نوع آخر من الموارد تسمى المواردالبشرية، فالموارد البشرية هي جميع اأشخاص الذين سيقومون بالعمل داخل ذلك المشروع الإقتصادي من اجل إنجاحه.
يشمل مفهوم المواردالبشرية جميع الكوادر العاملة في المشروع بغض النظر عن الرتبة الوظيفية أو المسمى الوظيفي، و مع تقدم الأعمال و الإقتصاد في كل دول العالم، أصبح هنالك تركيز شديد على دراسة علم إدارة الموارد البشرية، و هو علم يعتني بكيفية إختيار الأشخاص اللذين تتناسب مؤهلاتهم و خبراتهم مع متطلبات الوظيفةالتي سيشغلونها داخل المشروع، كذلك التأكد من مقدرتهم على الإستمرار و البقاء في المشروع لمدة طويلة و ذلك بإعطائهم حقوقهم حسب ما يستحقون حسب سوق العمل ، كذلك العمل على إجراء البرامج التدريبية لهم من وقت لآخر لرفع مستواهم المعرفي و العملي.
و بذلك نرى زيادة الإهتمام بدراسة علم الموارد البشرية في السنوات الاخيرة حيث أصبح تخصصا يدرس في الجامعات لما له من أهمية في إستدامة نجاح المشروعات الإقتصادية.
إنّ إدارة الموارد البشرية ليس كما قد يظن البعض أنّها مجرد عمل عقود العمل و متابعة خطوات التعيين و الإستقالة، و حساب الإجازات و الغيابات، و مراجعة دوائر الدولة بما يخص معاملات الموظفين، فذلك ليسإلا جزءا يسيرا جدا من غدارة الموارد البشرية يسمى تسيير شؤون الموظفين، أما إدارة الموارد البشرية فما قلنا هي علم و فن مدروس لحسن إختيار الشخص المناسب و وضعه في المكان المناسب، و المقدرة على الإستفادة منه لأقصى حد و لأقصى فترة ممكنة، و تكوين الروابط الممتازة بين الموظفين و تطويرهم و إرضائهم.
تعتبر بريطانيا أوّل دولة في العالم طرحت إدارة الموارد البشرية كتخصص للدراسة في الجامعات، تلتها تباعا الكثير من دول العالم لما لأهمية ذلك التخصّص.
ما زال تخصص إدارة الموارد البشرية فتياً في الدول العربية، ولكنه من المتوقع خلال العشر سنوات القادمة أن يكون هذا التخصص من أكثر التخصصات طلبا في سوق العمل لإدراك أرباب العمل بشكل متزايد لأهمية ذلك التخصص.