بحيرة قارون
بحيرة قارون
تعدّ بحيرّة قارون من أكبر البحيرات الموجودّة في جمهوريّة مصر العربيّة، وهي بحيرّة تقع في شمال مدينة الفيوم بمصر وتبعد (27) كيلو متر في الصعيد المصري، وتقع في شمال غرب مدينة بني سويف، والتي توجد غرب نهر النيل حيث تبعد قرابة (50) كيلو متر عن النهر، بحيرّة قارون من أعمق البحيرات بحيث يوجد بها بعض أماكن على عمق (14) متر، وتتواجد بها الأسماك.
بحيرّة قارون في زمن الفراعنّة كانت تستمد مياهها من فيضان نهر النيل لأنّها منخفضة ويصل انخفاضها إلى ما يقارب (45) تحت سطح البحر، وفي نفس العهد أمر فرعون مصر (أمنحان الثالث) بالقيام ببناء قناة إلى البحيرّة وسدين من أجل تخزين المياه الفائضة من النيل، وحسب المخطوطات القديمة كانت البحيرة تخزّن بها المياه لمدة ستة شهور، وستة أشهر تمد من خلالها الأراضي للزراعة، تبلغ مساحّة بحيرة قارون (330) كيلو متر مربع وبطول (40) كيلو متر وعرض سبعة كيلو متر، ولكن مع الزمن أصبحت تزيد هذه المساحّة، حيث أصبح طولها حالياً (50) كيلو متر وبعرض (12) كيلو متر، كما وكانت تسمّى في عهد الفراعنة بـ (بارون)، ثمّ سميّت في العصر الحديث ببحيرة قارون بسبب الاعتقاد بأنّ هذه الأرض التي خسف بها قارون.
الملوحة الموجودّة في بحيرة قارون يعود أصلها إلى التبخّر الشديد في البحيرّة بفعل درجات الحرارة العاليّة، ممّا أدّى الى زيادّة تركيز الأملاح بها، والسبب الآخر أنّ مدينة الفيوم منخفضة وتشبه الواحّة وهي منطقة معزولّة عن وادي النيل، تتميّز بحيرة قارون بالتكوينات الجيلوجيّة المهمّة من الناحيّة التاريخيّة والعلميّة، حيث توجد بها الكثير من المجموعات النباتيّة، بالإضافة الى أنواع الطيور المختلفّة المقيمّة والمهاجرّة، وتعد بحيرة قارون من البحيرات التي لا تتّصل بالبحر وهذا يعني بأنّها داخليّة، وتتغذّى البحيرّة عن طريق مصارف رئيسيّة هي: مصرف البطس ومصرف الوادي بالإضافة إلى (12) مصرف فرعي آخر، حيث تمدها بما نسبته (69%) من ماء الصرف في الفيوم.
مياه البحيرة كانت عذبة وكان يوجد بها الكثير من المصايد، إلا أنّ إنتاجها من الأسماك في الوقت الحالي قلّ كثيراً للأسباب التالية:
- لأنّه حُرمت من مياه فيضان النيل العذبّة والتي كانت محمّلة بالنترات والفوسفات الهامّة للبحيرّة.
- الزيادّة في معدلات التبخّر بفعل درجات حرارة الشمس بسبب اتساع مساحة البحيرّة.
- السبب الأهم كان تراكم الكثير من أملاح الصرف في بحيرّة قارون، حيث إنّها تزيد عاماً بعد عام .