بحيرة سيفان
بحيرة سيفان
تُعتبر بحيرة سيفان والتي تُعرف باسم سيفان ليتش، من أكبر البحيرات الموجودة في دولة أرمينيا، وأيضاً أكبر البحيرات المرتفعة على مستوى العالم.
وصفها مكسيم غورغي أديب روسيا العظيم بأنّها قطعة هابطة بين الجبال من السماء الزرقاء، ويُطلق عليها أيضاً بحسناء أرمينيا، وربمّا أتى لقب حسناء لكونها بحيرة ماء عذب، تتمتّع بنقاء قلّ نظيره في البحيرات، ووصفت أيضاً مياه هذه البحيرة بالدموع المنهمرة، وهي صافية زرقاء اللون.
الموقع
إنّ بحيرة سيفان تقع في جمهوريّة أرمينيا، في جزئها المركزي، وتحديداً في وسط مقاطعة Gegharkunik، حيث ترتفع عن مستوى سطح البحر ألفاً وتسعمئة متر، تقع هذه البحيرة بين سلسلة جبال كثيرة، وعدّة أودية وهضاب، وتبعد عن مدينة ريفان ما يقدّر بسبعين كيلومتراً.
وإنّ مساحتها تصل إلى ألف كيلومتر مربّع، أمّا مساحة حوضها الإجمالية فتبلغ حوالي خمسة آلاف كيلومتر مربّع، ويصب فيها أربعة وثلاثون مليار متر مكعّب من المياه، إذ يغذّيها ثمانية وعشرون نهراً ومجرى مائيّ.
السياحة في سيفان
تتمتّع بحيرة سيفان بإطلالة مثيرة، تجعل كلّ من يزورها يعشقها ويكرر زيارتها، فبالرّغم من طقسها المتقلّب، إلاَّ أنّها تكتظّ بالزوّار الذين يقصدونها للاستجمام والرّاحة، لما تتمتّع به من خدمات عديدة، إن كان من مطاعم أو منتجعات صحيّة وترفيهيّة، إضافة إلى الأكل والوجبات الشهيرة خاصّة لما يتحلّى به الطبق الأرمني من شهرة واسعة من الإتقان والطعم المستساغ، ليقصدها الناس من كل بقاع الأرض، وخاصّة من إيطاليا وروسيا والهند ولبنان وفرنسا وإيران، وغيرها من الدول.
ولقد قال أحدّ السائحين لبحيرة سيفان إنّه ما من عمل آثمٍ يفعله الزائر لدولة أرمينيا أكبر من الإثم إن لم يزر هذه البحيرة، ويتجوّل حولها والسباحة فيها.
إنّ ما يزيد من شهرة بحيرة سيفان هي الآثار التاريخيّة الموجودة فيها، وخاصّة الأديرة الدينيّة والتي تعود لأكثر من مئة عام، فتستقطب أيضاً عشّاق السياحة التاريخيّة والدينيّة، ليضيف جمال الطبيعة إليها جمال الآثار القديمة فيها، إضافة لوجود أديرة قديمة جداً تعود في معظمها للقرن التاسع للميلاد وأيضاً للقرن الثالث عشر الميلادي، ووجود العديد من الكنائس الأرمنيّة القديمة الموجودة بالقرب من موقع هذه البحيرة ككنيسة هاغارتسين وكنيسة ديرغوش، والتي لم تتعدَّ يد الدهر أو الغزاة عليها.
وإضافة إلى ذلك فقد وُجِدت في هذه البحيرة عدّة آثار لقلاع مغرقة في القِدم، وعدّة نقوش مسماريّة، وما إلى هنالك من منحوتات وجدت في الصخور المتراميّة حولها، والتي تعود في تاريخها لأقدم العصور.
يتمتّع حوض بحيرة سيفان بغناه بالينابيع المعدنيّة، والتي تمتاز بخاصيّتها الشفائيّة أيضاً، الأمر الذي يجعل منها قبلة للسياحة والاستشفاء، كما تُقام في بحيرة سيفان العديد من النشاطات الرياضيّة والترفيهيّة، فنجد رياضة التزلّج، إضافة لرياضة كرة الشاطئ.